-

ظاهرة الصدى

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ظاهرة الصدى

تُعدّ ظاهرة الصدى واحدة من الظواهر الطبيعيّة التي جذبت اهتمام الإنسان القديم نظراً للوحدة المطبقة التي كان يعيش فيها منذ القدم، إلّا أن الاهتمام بهذه الظاهرة بدأ بالتلاشي مع مرور الزمن إثر الاكتظاظ السكاني في مختلف أنحاء العالم، إلّا أن الأمر لم يغب يوماً عن اهتمام العلماء الذين باتوا يستغلونها بتوظيفها في مجال الفضاءات السمعيّة.

أصبحت ظاهرة الصدى لا تقتصر على الصوت فقط، بل تعدّت ذلك لتشمل الأمواج الكهرومغناطيسية أيضاً، ويتمثل ذلك بانعكاس الضوء على المرايا وتمّ استخدام ذلك بما يُسمّى بالرادار لتحديد البعد بين القمر والأرض.

إنّ الصدى هو الانعكاس بشكلٍ عام، إلا أنّه من المتعارف عليه أن الصدى مرتبط بشكل وطيد بالصوت، فيعتبر انعكاساً للصوت، وهو عبارة عن وصول الصوت إلى أذن المستمع بعد إصدار الصوت مباشرة، كذلك الصوت المرتدّ من أسفل البئر، أو داخل مبنى فارغ ، أو عبر جدران الغرفة.

أُثبت علميّاً بأنّ ظاهرة الصدى ترتبط بارتداد الموجة الصوتيّة المصطدمة بسطح صلب ممّا يؤدي إلى ارتدادها وعودتها إلى النقطة التي انطلقت منها، وتُقدّر المدة الفاصلة ما بين انطلاق الصوت الأصلي وانعكاسه (صداه) بـ0.1 ثانية، ومن الجدير ذكره أنّ الصوت والضوء يتماثلان بالسلوك؛ إذ يمكن إثبات ذلك بإسقاط ضوء على مرآة بزاوية معيّنة فنلاحظ أن تعكسه بنفس مقدار الزاوية الصادر عنها، إلا أنّ الفرق بين الضوء والصوت يكمن في السرعة، إذ يمكن للضوء أن ينتشر بسرعة كبيرةٍ جداً تصل إلى 300 ألف كيلومترٍ في الثانية.

أطول صدى على الإطلاق

أقدم العلماء على إجراء تجربة داخل أحد أنفاق المرتفعات الاسكتلندية، فأطلقوا عياراً ناريّاً داخل خزّان وقود تصل سماكة جدرانه إلى 45 سنتمتراً تقريباً في روس شاير في اسكتلند صهاريج، فسجّل صوت الصدى المرتدّ بمدةٍ زمنيّة قدّرت ب112 ثانية، وكان بذلك قد حطّم الرقم القياسي لأطول صدى.

استخدامات صدى الصوت

تمكّن الإنسان من استغلال ظاهرة الصدى بما يتماشى مع مصلحته، فاستخدم قياس صدى الصوت بعدة مجالات من أهمها:

  • الكشف والتنقيب عن آبار النفط في باطن الأرض.
  • البحث عن الإنسان بواسطة الموجات فوق الصوتيّة.
  • إيجاد عمق البحار والمحيطات.
  • الكشف عن أماكن تجمعات السمك لصيدها.

الاستشعار بالصدى

يُعتبر الاستشعار بالصدى بمثابة وسيلة يعتمد عليها الحيوان بالدرجة الأولى للتوّجه لفريسته؛ إذ يصدر أصواتاً تُمكّنه من استيعاب الوسط والإلمام به ما يسهل عليه إدراك العوائق التي قد تواجهه، والتربّص للفرائس واقتناصها، كما يُمكن للعقل البشريّ الاستفادة من هذه الآلية بتوظيفها في مختلف الميادين الخاصّة بالاتصالات.