-

آثار الإيمان بالغيب

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

آثار الإيمان بالغيب

يُعدّ الإيمان بالغيب من أهمّ قضايا العقيدة، وقد امتدح الله -سبحانه- عباده المتّقين ووصفهم بقوله: (الذينَ يُؤْمِنُونَ بالغَيْبِ)،[1] والغيب ما يُغيب على الإنسان العِلْمُ به، وعالم الغيب يُقابل عالم الشّهادة، والإيمان بأنّ الله -تعالى- مُختصٌّ بعلم الغَيب واجبٌ شرعيٌّ بدليل قوله سبحانه: (عَالِمُ الغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحدًا إِلّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ)،[2][3] وللإيمان بالغيب آثارٌ تظهر على العبد، ولعلّ من أهمّها ما يأتي:

  • الإيمان بالغيب يظهر على سلوك المؤمن؛ فيكون مُنصرفاً عن المحرَّمات وطريق الشهوات والملذّات؛ لإيمانه أنّ الله -سبحانه- سيكافئه بإيمانه بلمذّات وطيبّات الدار الاخرة، وما عند الله خيرٌ وأبقى.[4]
  • الإيمان بالغيب والاستسلام لما صحّ الإخبار به من عالم الغيب يقود المؤمن لطمأنينة العقل والقلب؛ فلا يتسلّل لعقله شكٌّ ولا إلى قلبه حيرةٌ.[5]
  • الإيمان بالغيب يحمي المؤمن من الانحرافات العقدية،[5] ويسلّم قلبه من التّصديق بالخرافات والأوهام وادّعات العرّافين بمعرفة الغيب،[3] لذا فإنّ المؤمن دائم الحذر من التّطلع إلى عالم الغيب عبر أبواب المُنجّمين والعرّافين، وسبيله لمعرفة ما كشفه الله -سبحانه- من الغيب يكون عبر علوم الوحي.[6]

مكانة الإيمان بالغيب

الإيمان بالغيب له مكانةٌ عالية الشأن في العقيدة الإسلاميّة، فهو أحد أبرز خصائصها التي تقتضي التسليم لله فيما أخبر عنه من أمور الغيب، وعدم ردّ شيءٍ منها؛ كالإيمان بالجنة والنار، والبعث بعد الموت، ويوم القيامة، وغيرها، إضافةً إلى ما أخبر به النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ممّا لا تهتدي إليه العقول بحالٍ، وتشمل أشراط الساعة، وعذاب القبر، والحشر، والنشر، والصراط، والميزان، وقد ابتدأ المولى -سبحانه- كتابه الحكيم بالتأكيد على محور الإيمان بالغيب، وأنّه صفةٌ لازمةٌ لأهل التقوى، قال تعالى: (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ...)،[7] وممّا يؤكد أنّ الإيمان بالغيب من أعظم مقامات الدين ما جاء عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قوله: "ما آمن أحدٌ قطٌ إيماناً أفضل من إيمان بغيب"، وكان ابن القيم -رحمه الله- يرى أنّ الإيمان بالغيب أجلّ مقامات الإيمان على الإطلاق.[8]

حقيقة الإيمان ودرجاته

حقيقة الإيمان تظهر في ثلاثة مواطنٍ؛ أُولاها: القول باللسان، وثانيها: التصديق بالقلب، وآخرها العمل بالجوارح، ولو لم يكن الأمر كذلك لادّعى الإيمان كُلّ برٍّ وفاجرٍ، ومن هنا كان للإيمان الصادق ثمراتٌ تظهر على المؤمن، ومن أهمّها الطمأنينة بذكر الله، والأُنس بطاعته سبحانه، والتّشوّق لدار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والأُهبة لملاقاة ملك الموت، كما أنّ الإيمان له درجاتٌ ومراتبٌ يترقّى بها المؤمن كُّلما زادت معرفته بربّه سبحانه؛ فتستقرّ حقيقة الإيمان في قلبه، ويُذيقه الله -تعالى- طعم الإيمان، ويحسّ بحلاوته في سائر شؤون حياته.[9]

المراجع

  1. ↑ سورة البقرة، آية: 3.
  2. ↑ سورة الجن، آية: 26-27.
  3. ^ أ ب فريق الموقع، "هل أَطْلَعَ اللهُ أحدًا على عِلْم الغَيْب؟"،www.fatwa.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-2-2019. بتصرّف.
  4. ↑ أسامة شحادة (9-1-2014)، "بالإيمان بالغيب نحمى شبابنا"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-2-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد السعدي، "تغريدات حول عالم الغيب و الإيمان"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-2-2019. بتصرّف.
  6. ↑ ماجد الصغير، "عالم الغيب والشهادة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-2-2019. بتصرّف.
  7. ↑ سورة البقرة، آية: 2-3.
  8. ↑ "عقيدة التسليم بالغيب"، www.ar.islamway.net، 5-1-2019، اطّلع عليه بتاريخ 15-2-2019. بتصرّف.
  9. ↑ "حقيقة الإيمان"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-2-2019. بتصرّف.