آثار رحمة الله
آثار رحمة الله في الكون
إنّ الناظر في الكون الواسع يرى أثر رحمة الله في الإنسان بتسخير الكون في خدمته، ومن آثار رحمة الله -تعالى- في الكون:[1]
- الأرض؛ وتتجلّى رحمة الله بعباده في الأرض التي سخّرها لهم ممهّدةً مُنبسطةً، وجعلها صالحةً للاستقرار والمعيشة، وجعل فيها الأقوات والأرزاق حتى يسعى فيها الإنسان فيجد فيها مقاصد العيش، وكذلك فقد شقّ الله -تعالى- فيها البحار، وأجرى في البحار الفلك بمعيّته وحفظه، وجعل في البحار مخزوناً من اللؤلؤ والمرجان وغيره ممّا يستفيد منه الإنسان.
- السماء؛ وهي كذلك من آثار رحمة الله -تعالى- بعباده، إذ جلعها سقفاً محفوظاً فوقهم، وجعل فيها الشمس والقمر نوراً لأهل الأرض وإيناساً لهم، وجعل بسببهما تعاقب الليل والنهار بإذنه.
- الرياح؛ وهي ثالث مظاهر رحمة الله بعباده، إذ جعل الله -تعالى- الرياح ناقلةً لحبوب اللقاح من نباتٍ إلى آخرٍ، فيكون التلقيح للشجر قبل أن يأتي المطر بالمدد من السماء فتنبت الأرض من خيرها.
آثار رحمة الله في خلافة الأرض
من آثار رحمة الله -تعالى- خلق الإنسان وجعله خليفةً له على الأرض، ولقد كرّم الله -تعالى- الإنسان، وذلك من أعظم مظاهر رحمات الله -سبحانه- في الكون، وفيما يأتي تعريجٌ على بعض مظاهر رحمة الله بالإنسان:[2]
- إرسال الرسل، وإنزال الكتب، وتوضيح الشرائع، ومجيء المُبشّرين والمُنذرين للعباد.
- تشريع الزواج، وذلك من رحمة الله -تعالى- بعباده أن شرع لهم الزواج في شريعته، ليبقى بينهم دوام التواصل والتناسل والتكاثر، وفيه انتفاع الجنسين جرّاء هذا الزواج.
- الأبناء؛ وذلك من رحمة الله أن رزقهم الأبناء بعد الزواج، وجعل الأبناء زينةً ومتاعاً للحياة الدنيا.
- افتقار بعض البشر لبعضٍ، فبذلك تستمرّ الحياة وتدوم.
- وقاية أهل الصلاح من كيد الشيطان وشركه.
- تولّي الصالحين من البشر بحفظه.
الرحمة من صفات الله
الرحمة من صفات الله تعالى، ويُراد بها العطف واللين، وهي صفةٌ اتّصف بها الله -تعالى- تجاه خلقه، ووصف نفسه بها في القرآن الكريم، ولقد حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على التخلّق بها بين البشر، قال النبيّ عليه السلام: (إن للهِ مئةَ رحمةٍ، أنزل منها رحمةً واحدةً بين الجنِ والإنسِ والبهائمِ والهوامِ، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطفُ الوحشُ على ولدِها، وأخّر اللهُ تسعاً وتسعين رحمةً، يرحمُ بها عبادَه يومَ القيامةِ)،[3] والرحمة من صفات الله -تعالى- التي يُستحبّ أن يتّصف بها العباد كذلك، فهي صفةٌ مشتركةٌ بين الله -سبحانه- وخلقه.[4][5]
المراجع
- ↑ أ. د. عبد الفتاح محمد خضر (2016)، رحمة الله تعالى بعباده - أسبابها وآثارها في ضوء القرآن الكريم. ، صفحة 290-294. بتصرّف.
- ↑ أ. د. عبدالفتاح محمد خضر. (2016)، رحمة الله تعالى بعباده - أسبابها وآثارها في ضوء القرآن الكريم. ، صفحة 294-299. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2752 ، صحيح.
- ↑ "الرحمة من الصفات المشتركة بين الله تعالى وخلقه"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-14. بتصرّف.
- ↑ "صفات الله عز وجل أقسام بعدة اعتبارات"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-14. بتصرّف.