آثار البطالة
آثار البطالة
ما أن ينهي كلّ فرد مرحلة الثانويّة العامّة حتّى يصبح التخصّص الجامعيّ الذي سينتسب له هو شغله الشاغل، فيتطلّع إلى وظيفة فلان، وما تدرّ عليه من الدخل، ويسمع نصيحة ذاك في أكثر التخصّصات المطلوبة في السوق لتسدّ حاجته ومتطلّباته، ويبقى شبح البطالة هو ما يخافه الدارس الجامعيّ، أو المقبل على الدراسة، حيث تعرّف البطالة على أنّها: جموع الأفراد القادرين العمل ولكن لم تُتَح لهم فرصة للعمل، وهذا هو الموضوع الذي اخترنا الحديث عنه في هذه المقالة لأهميّته الكبيرة في أيّامنا هذه، وستكون الآثار النّاجمة عن البطالة والحلول المقترحة لمواجهة هذه المشكلة أهمّ المحاور الأساسيّة التي تدور عنها المقالة.[1]
الآثار الناجمة عن البطالة
هناك عدد من الآثار الناتجة عن البطالة ومنها:[2]
- الجريمة والانحراف، فهناك عدد لا بأس به من العاطلين عن العمل، تسوء بهم الأحوال فيضطروا للانحراف عن السلوكات السليمة في سبيل توفير احتياجاتهم من مأكل ومشرب وملبس، لا سيّما إن كان الشخص ضعيف النفس من الداخل، ولا يوجد وازع داخليّ يردعه عن أداء المفاسد.
- تعاطي المخدرات، فقد تتسبّب البطالة بتعاطي بعض العاطلين عن العمل المخدرات والحشائش، نتيجة للتدهور والمعاناة النفسيّة التي يعانونها من يأسهم في إيجاد عمل يوفر لهم متطلبات الحياة الأساسية، ويحقّق لهم الرضى عن النفس، والشعور بقيمتها ودورها في المجتمع، فيلجؤون لتعاطي المخدرات لاعتقادهم بأنّها ستنسيهم مشاكلهم وهمومهم، ويجدر بالذكر أنّ شاشات التلفزة ساهمت في تعزيز هذه الفكرة بشكل غير مباشر، عندما ركزّت على أنّ نسيان الهموم والمشاكل هو أحد أسباب تعاطي المخدرات، فأصبحت تلك هي الصورة الذهنية عن المخدرات، والتي سرعان ما تحضر للشخص – ضعيف النفس إن صحّ التعبير- في حالة إحاطته بالمشاكل والهموم.
- الهجرة، أدّت البطالة إلى هجرة عدد كبير من العاطلين عن العمل إلى دول أخرى؛ في سبيل إيجاد ما افتقدوه من فرص للعمل في وطنهم، كما هو الحال مع دول الخليج العربي، التي أصبحت مستقطبة لعدد كبير من العاطلين عن العمل من الدول الأخرى؛ لما تحتويه من ثروات طبيعيّة بكميات كبيرة كالنفط، تتيح استثمار شركات كبرى لعدّة مجالات فيها، مما يتطلب المزيد من الأيدي العاملة، وهو ما يسعى له أولئك العاطلين عن العمل.
- قد يترتب على البطالة وصول حالة بعض الأفراد النفسية إلى الاكتئاب المزمن، والذي قد يؤدّي في نهاية المطاف إلى انتحار البعض، وبالتالي خسارة المجتمع لعدد من عناصره.
حلول مقترحة للحد من البطالة
من الحلول الممكنة للحد من البطالة ما يلي:[3]
- تقديم الإرشاد المهني والوظيفي للطلاب في المرحلة الإعداديّة والثانويّة، ليتمكّن كلّ طالب من اختيار السلك الدراسيّ المناسب لقدراته واهتماماته، وبالتالي خلق أفراد مبدعين مستقبلاً، كون اختيارهم الصحيح للمهنة يجعلهم أكثر قدرة على الإتيان بأفكار جديدة تبني لهم مشاريع ذات جدوى عظيمة في مجالها.
- نشر الدولة لإحصائيات عن نسبة إقبال الطلاب على كل تخصص من التخصصات الجامعية، ومدى حاجة السوق الفعلية للأيدي العاملة، كي يتسنّى للطلاب معرفة أفضل المجالات المناسبة للانخراط بالعمل فيها.
- تقليل سنّ التقاعد في الدولة، حتّى يتمكّن الخريجون الجدد من الانتساب للوظائف الحكوميّة بشكل أعلى كبديل لأولئك المتقاعدين.
- التقليل من العمالة الخارجية قدر الإمكان، والاستفادة قدر المستطاع من الأيدي العاملة المحلية.
المراجع
- ↑ "unemployment", britannica.com, Retrieved 2018-9-13. Edited.
- ↑ "The Effects of Unemployment on Society and the Economy", job-interview-site.com, Retrieved 2018-9-13. Edited.
- ↑ عبدالله علي المسيان، "حلول عملية لمعالجة مشكلة البطالة"، alsharq.net.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-13. بتصرّف.