عيد الأضحى المبارك
أعياد المسلمين
يحتفل المسلمون سنوياً بعيدين شرّعهما الإسلام وهما عيد الفطر والأضحى، ويأتي عيد الفطر إيذاناً بانتهاء شهر رمضان المبارك وليعلن بدء شهر شوال، ويبدأ موسم الحج في شهر ذي الحجة ليصادف العاشر من هذا الشهر أول أيام عيد الأضحى المبارك وهو موعد ثابت لا يتغير، وتتفاوت مواعيد الأعياد عند المسلمين بالاعتماد على السنة الشمسيّة بالإبكار أحد عشر يوماً، وذلك نظراً لاعتماد التقويم الهجري على حركة مدار القمر والتي تستمر تسعة وعشرين يوماً ونصف اليوم في الشهر، وبذلك تكون مدة السنة القمرة ثلاثمئة وأربعة وخمسين يوماً على عكس السنة الشمسية.
عيد الأضحى المبارك
يبدأ أول أيام عيد الأضحى المبارك في العاشر من شهر ذي الحجة، ويكون في اليوم الذي يلي يوم وقفة عرفة وهو اليوم الذي يقف به حجاج بيت الله الحرام لتأدية شعائر الحج، يسمى لدى المسلمين بالعيد الكبير، ويوم النحر.
ويرتبط عيد الأضحى ارتباطاً وثيقاً بذكرى فداء سيدنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام عندما أوحى الله سبحانه وتعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام بالتضحية بابنه إسماعيل عليه السلام ففداه الله سبحانه وتعالى بأن أنزل إليه من السماء كبشاً عظيماً بعد أن أثبتا صدق إيمانهما وحبهما لله تعالى؛ لذلك يضحي المسلمين في كل عيد أضحى بالأنعام، ومن ثم تقسيم الأضاحي إلى حصص لتوزيعها بين الفقراء أوّلاً ثم على الأقارب.
التوقيت
ذكرنا بأن عيد الأضحى المبارك يبدأ مع فجر يوم العاشر من ذي الحجة ويستمر لمدة أربعة أيام من ذلك الشهر، ويتزامن ذلك مع أداء الحجاج لمناسك الحج، والتي تنتهي في التاسع من شهر ذي الحجة والذي يكون به الوقوف على جبل عرفات، ويستمر الحجاج بما تبقى من المناسك لإنهاء فريضة الحج بتقديم الأضاحي على جبل منى تقرّباً لله تعالى، وكما يضحي المسلمون في كافة بقاع الأرض بهذا اليوم أيضاً.
وهناك صلاة خاصة للعيدين، وتكون بعد صلاة الفجر بفترة قصيرة، وتؤدّى هذه الصلاة بمصليات خارج المساجد ومن الممكن أن تؤدى داخل حرم المسجد أيضاً، ويتوّجه المسلمون بعد أداء صلاة العيد لتهنئة بعضهم بقدوم العيد والدعاء بقبول صالح الأعمال، ثم الانطلاق للبدء بذبح الأضاحي وتوزيعها وفق الشرع.
التهنئة بالعيد
يتبادل المسلمون في فترة الأعياد الخاصة بهم التهاني بقدوم العيد، وذلك بعد الانتهاء من أداء صلاة العيد والتي تعد سنّة مؤكدة، ويتصافح المسلمون ويتبادلون بعض العبارات ومنها "تقبل الله منا ومنك" و" كل عام وأنتم بخير".
التكبير
تعتبر التكبيرات طيلة أيام الأعياد لدى المسلمين سنة مؤكدة، وتتفاوت آراء الفقهاء في ذلك، فمنها من أكّد بأنها تبدأ مع صبيحة يوم عرفة وحتى عصر آخر يوم من أيام التشريق، أما الرأي الثاني فإنه يتزامن مع بدء ظهر يوم عيد الأضحى وحتى انتهاء آخر أيام التشريق، أما الرأي الثالث وهو رأي الحنفية هو أن يتزامن بدء هذه التكبيرات مع صلاة ظهر يوم عرفة انتهاءً بعصر يوم النحر.
وتكون صيغ التكبير على النحو التالي: "الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد"، وكما يمكن الترديد "الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً وصلى الله على محمد وعلى آله وصبحه وسلم تسليماً كثيرا"
صلاة العيد
تمتلئ المساجد والمصليات بصفوف المسلمين في صبيحة أيام أعيادهم، وتعتبر المشاركة في أداء صلاة العيد سنة مؤكدة، إذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بالتوّجه لأداء هذه الصلاة، ولا تُستثنى من هذه الصلاة العواتق والحُيّض وذوات الخدور، فيترتب على الحائض الحضور لتشهد خير الصلاة وبركتها والمشاركة بالدعوة للمسلمين دون أداء الصلاة الفعلي.