-

إيليا أبو ماضي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

إيليّا أبو ماضي

هو الشاعر إيليّا بن ظاهر أبو ماضي، وهو من أكبر، وأشهر شعراء المَهجر، وُلِد في عام 1889م في لبنان، وتحديداً في قرية المحيدثة قرب بكفيّا، وهي قرية منحها الله الطبيعة الجميلة، والنادرة؛ حيث ينعم أهلها في ظلّ أشجار الصفصاف التي حوَّلت الجبال إلى أرض خضراء رائعة، أمّا عائلة الشاعر فلم تكن من العائلات الثريّة، وإنّما أسرة متواضعة ذات دخل ضعيف مصدره تربية دودة القزّ، وكان الشاعر يرافق والده إلى عمله في كلّ صباح، ويتمتَّع بجمال الطبيعة الخلّاب الذي تنعم به قريته، ولعلّ هذه الطبيعة هي أحد أسباب نُموّ الرومانسيّة في نفس الشاعر، واختزانها في فكره، وظهورها في أشعاره فيما بَعد؛ حيث إنّه كان مُولَعاً بالأدب، ونَظْم الشِّعر.[1][2]

حياة إيليّا أبو ماضي

عاش إيليّا أبو ماضي مع أسرته في قريته ذات الطبيعة الجبليّة، وعندما بلغ من العمر إحدى عشر عاماً انتقل إلى مدينة الإسكندريّة في مصر، وهناك بدأ يكسب المال من بيع السجائر، كما نشر أوّل ديوان شعر له في عام 1911م في القاهرة، وهي (تذكار الماضي)، ثمّ هاجر إلى الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، وسكن مدينة سينسيناتي حيث أصبح يمارس مهنة التجارة مع أخيه، وفي عام 1916م انتقل إلى مدينة نيويورك، وانضمَّ هناك إلى مجموعة الأدباء المُهجَّرين المُؤسِّسين للرابطة القلميّة، وأصدر ديوانه الثاني في العام نفسه.[1][3]

انتقل إيليّا أبو ماضي من بعد إصداره لديوانه الثاني إلى العمل الصحفيّ، فبدأ بتحرير الصحف، والمجلّات العربيّة التي كانت مدعومة من المجتمعات العربيّة في نيويورك، وعمل في جريدة مرآة الغرب، وفي عام 1929م أصدر جريدته الخاصّة في بروكلين، وهي (جريدة السمير)، وعلى الرغم من أنّها كانت في بداية إصدارها أسبوعيّة، إلّا أنّها في عام 1936م تطوَّرت، وأصبحت يوميّة، واستمرَّ بالعمل فيها، والنشر إلى حين وفاته، أمّا في ما يتعلَّق بزواج إيليّا أبو ماضي، فقد تزوَّج ابنة مالك جريدة مرآة الغرب، وأنجب منها ثلاثة ذكور، وعاش معها حياة عاديّة.[1][3]

ويُذكرَ أنّه كان ممّا أثر في شعر إيليّا أبي ماضي، وبناء شخصيّته عدّة عوامل، ومنها: الطبيعة؛ فقد كان يحبُّ الطبيعة حبّاً كبيراً، وينعكس جمالها على جمال روحه، وصفاء ذهنه، فيظهر أثرها في كلماته، وألفاظه، ونَظم أشعاره، ويمكن القول إنّ الطبيعة هي التي كانت تُلهم الشاعر، وتُغذّي روحه، وتكشف له عن أنواع مختلفة من الفنون، والجمال، وكان كثيراً ما يكتب شعراً في الطبيعة، ويصف الشمس، والزهور، والألحان، وغيرها، بالإضافة إلى أنّ ممّا أسهم في تكوين شخصيّته الشعريّة أيضاً الرومانسيّة التي ظهرت عند شعراء المهجر الذي كانوا يحنُّون إلى وطنهم، وقد تأثّر الشاعر بشكل كبير بهذه الرومانسيّة العربيّة، وظهر هذا التأثُّر في أشعاره بكثرة.[2]

وفاة إيليّا أبي ماضي

عانى إيليّا أبو ماضي ألماً كبيراً في أواخر أيّام حياته؛ بسبب فُقدانه للعديد من أدباء، وشعراء المهجر المُميَّزين، وممّا زاد من حزنه هو تشويه صورتهم على يد مجموعة من الأدباء المُتطرِّفين، وقد فكَّر أبو ماضي بالانعزال عن العالَم، ولولا مواساة زملائه الآخرين لكان انعزل فعلاً، وعندما مرض، واشتدَّ عليه المرض، عادت الأحزان إلى قلبه، فتوقَّف عن العمل، ولَزِم منزله إلى أن جاء أجله، وتوفّاه الله، حيث كانت وفاته في اليوم الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1957م، ليخلِّد ذكرى رائعة لا تزال مثلاً حيّاً على الشعر المهجريّ.[2]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "إيليا أبو ماضي"، al-hakawati.la.utexas.edu، اطّلع عليه بتاريخ 16-3-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت نباتي أمينة (2017)، إيليا أبو ماضي شعر التفاؤل، تلمسان: جامعة أبي بكر بلقايد، صفحة 4-11.
  3. ^ أ ب محمد إحسان (2008م)، شعر فلسفة الحياة لإيليا أبي ماضي وما فيه من العناصر الأدبيّة، جاكرتا: جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية، صفحة 22-24. بتصرّف.