-

التخلص من الرهاب الاجتماعي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الرهاب الاجتماعي

يُمثّل الرهاب الاجتماعي المعروف أيضاً بمصطلح اضطراب القلق الاجتماعي (بالإنجليزية: Social anxiety disorder) أحد أشكال اضطرابات القلق، وتتمثل هذه الحالة بشعور الشخص بالخوف الشديد والمستمر من حكم الآخرين عليه، وتكرار الشعور بالإحراج أو الارتباك. وبحسب الآراء الواردة في هذا السياق يرى البعض أنّ الأشخاص الذين يُعانون من هذه الحالة يميلون إلى تخيّل أنّ الآخرين يتفوقون عليهم وينتقدونهم؛ وهذا ما يُولّد لديهم شعوراً بالحاجة للتّصرف بشكل مثالي في المواقف الاجتماعية، وفي الحقيقة إن الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يتوقون للقبول والاستحسان، ومع ذلك قد يُعيقهم الخوف من حكم الآخرين عليهم من تحقيق ذلك. وبالرغم من إدراك هؤلاء الأشخاص أنّ قلقهم تجاه الأمور التي يعتقدونها غير منطقي، إلّا أنّ هذه الحالة تؤثر في حياتهم اليومية؛ بحيث تجعلهم يتجنّبون المُناسبات الاجتماعية التي يتخللها التفاعل مع الآخرين. ومن الجدير بالذكر أنّه وبحسب الإحصائيات التي تمّ إجراؤها في أحد السنوات فإنّ الرهاب الاجتماعي يؤثر فيما نسبته 7.1% من سكّان الولايات المُتحدة البالغين.[1]

علاج الرهاب الاجتماعي

يُمثّل الرهاب الاجتماعي حالة تستمر مدى الحياة لدى العديد من الأشخاص، وعادةً ما يساعد العلاج على التقليل من شدّة الحالة؛ حيث يساعد العلاج على تخفيف الأعراض وإكساب الشخص الثقة. وتجدر الإشارة أنّ علاج الرهاب الاجتماعي ينقسم إلى نوعين: العلاج النفسي والعلاج الدوائي، وفيما يأتي بيان لكل نوعٍ منهما:[2]

العلاج النفسي

يتضمن العلاج النّفسي مجموعة من التقنيات التي تهدف إلى مساعدة الأشخاص على رؤية أنفسهم ومشاكلهم من منظور أكثر واقعية، إضافة إلى تعليمهم كيفية التعامل مع هذه المشاكل والتّغلب عليها بشكل فعّال، ومن أهم هذه التقنيات بالعلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy)؛ فلقد ثبتت فعاليّته في تحسين الأعراض بشكل كبير، ويُقسم العلاج السلوكي المعرفي إلى جزأين رئيسيين؛ ألا وهما: العنصر المعرفي والعنصر السلوكي، ويتضمن العنصر المعرفي الحدّ من الأفكار غير الطبيعية أو غير المُتناسقة، بينما يشمل العنصر السلوكي تغيير طريقة رد فعل الأشخاص تجاه الأشياء أو المواقف التي تُثير القلق لديهم؛ إذ يتركز هذا العلاج على تعليم المصاب كيفية تحديد أفكار إيجابية خاصّة به تكون مسؤولة عن تحديد سلوكه وكيفية تفاعله مع الأمور، إضافة إلى تعليمه كيفية التعرّف على الأفكار السلبية التي يُكوّنها ومساعدته على تغييرها. وتجدر الإشارة إلى أنّ العلاج السلوكي المعرفي قد يتضمن ما يُعرف بعلاج التعرّض؛ والذي يتمثل في مواجهة المواقف التي يخشاها المصاب بشكلٍ تدريجيّ ممّا يمنحه القدرة على مواجهتها بأمان.[2]

العلاج الدوائي

هناك العديد من العلاجات الدوائية التي قد تُوصف في حالات المُعاناة من الرهاب الاجتماعي، نذكر منها ما يأتي:[2]

  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية: (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors)، كالباروكسيتين (بالإنجليزية: Paroxetine)، والسيرترالين (بالإنجليزية: Sertraline)، والفلوفوكسامين (بالإنجليزية: Fluvoxamine)، والفلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine)، وتُمثل هذه المجموعة أكثر أنواع الأدوية الموصوفة للأشخاص الذين يُعانون من الرهاب الاجتماعي؛ إذ يُعتقد بأنّها الأكثر أماناً وفاعلية في السيطرة على الأعراض المُستمرة. وتجدر الإشارة إلى وجود عدد من الآثار الجانبية التي قد تظهر نتيجة استخدام هذه الأدوية كالمُعاناة من الصداع، أو الأرق، أو الغثيان.
  • مثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين: (بالإنجليزية: Serotonin–norepinephrine reuptake inhibitors)، مثل فنلافاكسين (بالإنجليزية: Venlafaxine)؛ إذ يصِف الطبيب في البداية جُرعات صغيرة من هذه الأدوية، ومن ثمّ تتمّ زيادة الجرعة بشكل تدريجي، وممّا ينبغي التنويه إليه أنّ هذه الأدوية تستغرق فترة قد تصِل إلى ثلاثة أشهر لتُحدث تحسّناً ملحوظاً في الأعراض التي يشكو منها المصاب.
  • البنزوديازيبينات: (بالإنجليزية: Benzodiazepines)، ومثالُها: كلونازيبام (بالإنجليزية: Clonazepam) وألبرازولام (بالإنجليزية: Alprazolam)، إذ تنتمي هذه المجموعة الدوائية إلى فئة الأدوية المُضادة للقلق، وقد يُسبب تناول هذا النّوع من الأدوية لفترة طويلة حالة تُسمّى بالاعتماد (بالإنجليزية: Dependence)؛ وهذا ما يُفسر وصف الطبيب لهذه الأدوية لفترات قصيرة. ومن الجدير بالذكر أنّ الأعراض الجانبية المُرتبطة بالبنزوديازيبينات تتمثل بالمُعاناة من الارتباك، أو النّعاس، أو خفة الرأس (بالإنجليزية:Lightheadedness)، أو فقدان التوازن، أو اضطراب الذاكرة.
  • حاصرات مستقبلات البيتا: (بالإنجليزية: Beta blockers)، يتمثل دورها في تثبيط التأثيرات المحفّزة للأدرينالين، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يُمكن استخدامها كعلاج مُستمر في حالات الرهاب الاجتماعي، وإنّما يُلجأ إليها في حالات مُعينة؛ كالاضطرار لتقديم عرض تقديمي أمام جمهور.

أعراض الرهاب الاجتماعي

يرافق الإصابة بالرهاب الاجتماعي مجموعة من الأعراض، وفي الحقيقة قد لا تظهر هذه الأعراض في جميع الحالات؛ إذ يُعاني بعض المرضى من قلق محدود أو انتقائي يتمثل بظهور الأعراض عند القيام بشيء مُعين؛ كالتحدث مع الغرباء أو تناول الطعام أمام الأشخاص الآخرين، أمّا في الحالات الشديدة فقد يُعاني الأشخاص من الأعراض في جميع الأوضاع الاجتماعية. وفيما يأتي بيان لأبرز الأعراض التي قد تُصاحب الإصابة بالرهاب الاجتماعي:[3]

الأعراض الجسدية

يتسبّب التفاعل الاجتماعي بظهور مجموعة من الأعراض الجسدية لدى مرضى الرهاب الاجتماعي، نذكر منها ما يلي:[3]

  • احمرار الوجه خجلاً.
  • الغثيان.
  • فرط التعرّق.
  • الارتجاف أو الاهتزاز.
  • مواجهة صعوبة في التّحدث.
  • الدوخة.
  • تسارع ضربات القلب.

الأعراض النفسية

تتضمن الأعراض النفسية ما يلي:[3]

  • الشعور بالقلق بشكل كبير تجاه المُناسبات الاجتماعية.
  • الشعور بالقلق الذي يسبق حدث مُعين بأيام أو أسابيع.
  • تجنّب المُناسبات الاجتماعية أو محاولة البقاء في الخلف إذا ما استلزم الأمر حضور الشخص.
  • الشعور بالقلق تجاه التعرّض للإحراج أو الارتباك في المُناسبات الاجتماعية.
  • الشعور بالقلق تجاه احتمالية مُلاحظة الآخرين توتر الشخص أو عصبيّته.
  • التغيّب عن الدوام المدرسي أو العمل نتيجة القلق.
  • خوف الشخص الدائم من أن يُحاكمه الآخرون أو أن يتعرض للإهانة أمامهم؛ وهذا ما يدفعه إلى تجنّب جميع المواقف الاجتماعية، كطرح الأسئلة، مقابلات العمل، والتسوّق، واستخدام الحمّامات العامّة، والتحدّث على الهاتف، وتناول الأطعمة في الأماكن العامة.

المراجع

  1. ↑ "What Is Social Anxiety Disorder?", www.everydayhealth.com, Retrieved 31-10-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What's to know about social anxiety disorder?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 31-10-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Social Anxiety Disorder", www.healthline.com, Retrieved 31-10-2018. Edited.