-

الربع الخالي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الربع الخالي

يعدّ الربع الخالي ثاني أكبر صحراء في العالم، ويحتل الثلث الجنوبيّ الشرقيّ من شبه الجزيرة العربية، ويتجزأ بين أربع دول، هي: السعودية، واليمن، وعُمان، والإمارات، ويقع الجزء الأكبر منه ضمن الأراضي السعودية، حيث تزيد مساحته عن 600 ألف كيلومتر مربع تقريباً، حيث يمتدّ طوله إلى ألف كيلومتر، وعرضه إلى خمسمئة كيلومتر، وترتفع في الربع الخالي كثبانٌ رملية بارتفاع ثلاثمئة متر، وتتحرك بشكلٍ مستمر؛ مما يجعله خالياً من المعالم الثابتة. ويعدّ برترام ثوماس أول رحّالة غربيّ قام برحلة موثّقة نحو الربع الخالي في العالم، وذلك في عام 1931م، وتبعه جون فيلبي بعد ذلك في رحلة مشابهة في العام 1932م.

على رغم قسوة بيئته الطبيعية وخلوّه من النشاطات البشرية إلّا أنّه يزخر بثروات كبيرة جداً من النفط، والغاز الطبيعيّ، والمعادن المشعة، والرمال الزجاجية والطاقة الشمسية، كما أنّه لم يعد خالياً كما يُشير اسمه، حيث تنتشر فيه مراكز ومحطات شركة النفط الوطنية، وتجوب الطائرات سماءه والسيّارات أرضه بحثاً عن مدّخراته المعدنية. ويعتقد عدد من علماء الآثار أنّ حضارة قوم عاد من الزمن القديم مدفونة تحت رمال الربع الخالي، رغم عدم وجود من اكتشفها.

مناخ الربع الخالي

يسود الربع الخالي المناخ القاريّ والحارّ جداً في الصيف والبارد شتاءً، أمّا الأمطار فهي نادرة. وتهبّ عواصف رملية على مدار العام، وتترواح درجات الحرارة القصوى في الصيف من 40 إلى 50 درجة مئوية، وقد تصل أحياناً إلى 60 درجة، أمّا الصغرى شتاءً فتصل من 7 درجات تحت الصفر.

الحياة في الربع الخالي

يمكن اعتبار الصحراء المنطقة ذات أصعب الظروف المناخية في العالم، إلّا أنّها وككل مكان آخر توجد الحياة في أرجائها، حيث يعيش في الربع الخالي بعض الحيوانات، مثل: الجرابيع، والأرانب، والطيور المهاجرة كالحباري، والكراوين، والقميري والدخل، والزواحف كالضب، والأفاعي، وهي محمية ضدّ الصيد وفقاً لقانون الدول. كما تنمو في الربع الخالي بعض الشجيرات والأعشاب خصوصاً في موسم الربيع، وقد نجد مخزوناً كبيراً من المياه تحت رماله؛ وذلك كونه مصباً لأودية نجد وبعض أودية عسير، واليمن وعُمان.

النفط في الربع الخالي

يعتبر الربع الخالي أحد أكثر المناطق الغنية بالنفط في العالم، حيث يحتوي مخزوناً ضخماً من النفط والذي تم اكتشافه تحت الرمال، ويعدّ حقل شيبة وسط الربع الخالي الموقع الرئيسيّ لإنتاج النفط العربيّ الخفيف في المملكة العربية السعودية، وكذلك حقل الأغوار الذي يعدّ أكبر حقل نفط في العالم، حيث يمتد ليصل جنوبه إلى المناطق الشمالية من الربع الخالي.