أصبح تأثير الإنسان على البيئة محل دراسة أكثر من أي وقت مضى، حيث يؤدي سلوك الإنسان إلى تغيير البيئة المحيطة وتعريض حياة الأجيال القادمة للخطر، لذلك أصبحت الحاجة ملحة لإدراك القضايا البيئية التي تتسبب في هذه التغييرات، وفيما يأتي عرض لأهم المشكلات التى تواجه البيئة حالياً:[1]
يعتبر تغير المناخ من أهم القضايا البيئية التي يواجهها الكوكب اليوم، حيث يتفق معظم العلماء على أن الغازات الدفيئة المنبعثة من الطبيعة أو تلك التي تسبّب بها الإنسان، هي السبب الرئيسي في هذا التغير،[1] وتشير الإحصاءات الخاصة بوكالة ناسا إلى أن درجات الحرارة العالمية قد ارتفعت بنسبة 26 درجة منذ عام 1880م، الأمر الذي يرتبط ارتباطاً مباشراً بانخفاض مستوى الجليد في القطب الشمالي بنسبة 13.3٪ كل عقد من الزمن، أما الآثار الناتجة عن هذا التغير فتتمثل بالجفاف، حرائق الغابات، الأعاصير، وذوبان القمم الجليدية التي تؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات.[2]
أدت الأنشطة البشرية المستمرة إلى خفض التنوع الحيوي، فمن المتوقع أن ينقرض واحد من كل 10 نباتات وحيوانات بحلول عام 2050م،[1] مما يعني أن الأجيال القادمة ستضطر إلى التعامل مع زيادة تعرض النباتات للآفات، وشَح مصادر المياه العذبة، وقد وجدت بعض الدراسات أن انخفاض التنوع البيولوجي له تأثير واضح على تغير المناخ، والتلوث، خاصة في المناطق التي شهدت انقراض أنواع كثيرة من الحيوانات.[2]
ما لا يقل عن 15% من الغازات الدفيئة المنبعثة تكون نتيجة لإزالة الغابات، حيث يؤثر تناقص عدد الأشجار على إنتاج الأكسجين وامتصاص ثاني أكسيد الكربون في الجو، فبحلول عام 2030م قد لا يتبقى سوى 10% من الغابات؛ نتيجة لاقتطاع ما تبقى بُغية توفير منتجات الأخشاب، أو تطهيرها للاستخدام الزراعي، بالإضافة إلى كون أكثر من 70% من أنواع النباتات والحيوانات تتخذ من الغابات بيئات للعيش والتكاثر، قد تفقدها عند قطع الغابات مما يؤدي إلى موت النظام البيئي فيها.[1]
يهدد التلوث بأنواعه الإنسان بشكل كبير، بما فيه تلوث الهواء، وتلوث المياه، وتلوث التربة، فهو يستهدف أكثر من 100 مليون شخص كل عام، ومن المحتمل أن يصاب الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات مستويات عالية من تلوث الهواء بسرطان الرئة بنسبة 20%. [1]
يبلغ عدد سكان الأرض سبعة مليارات نسمة في الوقت الحالي، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 9.7 مليار بحلول عام 2050م، و 11.2 مليار بحلول عام 2100م، في حين أن هذا لا يبدو شيئاً سيئاً، إلا أننا نعيش على كوكب لا يمكنه سوى دعم ما يقارب 10 مليارات نسمة، ومع ارتفاع عدد السكان، تقل كمية الموارد المتاحة ويزداد إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى في الهواء مما يؤدي إلى تغير المناخ.[1]
يعد الامتداد العمراني أو التوسع غير المنضبط في المناطق الحضرية مشكلة حديثة تهدد البيئة، فتغطية الأراضي الطبيعية بالخرسانة يعيق دورة المياه الطبيعية، ويمنع نزول مياه الأمطار إلى باطن الأرض؛ مما يؤدي إلى حدوث الفيضانات، كما أن بناء المزيد من المباني يزيد من التلوث، نتيجة لانبعاث الغازات الضارة منها، وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية التي أنتجتها وكالة ناسا كيف يسهم الامتداد العمراني في تجزئة الغابات، الذي يؤدي في النهاية إلى إزالتها.[2]
نجم استنفاد الأوزون عن إطلاق المواد الكيميائية وخاصة الكلور والبروم في الجو، فذرة واحدة من أي منهما قادرة على تدمير الآلاف من جزيئات الأوزون قبل مغادرة الستراتوسفير، وينتج عن نضوب طبقة الأوزون وصول المزيد من الأشعة فوق البنفسجية إلى سطح الأرض التي تسبب سرطان الجلد وأمراض العين، بالإضافة إلى أنه يؤثر على حياة النباتات، وقد تم ربط ذلك بانخفاض أعداد العوالق في البيئات البحرية.[2]
البيئةُ هي مجموعة العناصر والعوامل والظروف في المناطق المحيطة، التي تؤثر على تطور، وعمل وبقاء كائن حي أو مجموعة من الكائنات الحية،[3] لذا هناك مجموعة من الإجراءات والقواعد الوقائية الواجب على الأفراد اتباعها لحماية البيئة والحد من تضررها، وهذه بعض منها:[4]