-

شرح كيفية صلاة ليلة القدر

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ليلة القدر

ليلة القدر واحدةٌ من الليالي التي تتكرّر في كلّ سنةٍ مرةً واحدةً فقط؛ في هذه الليلة المباركة التي لا يُعرف متى وقتها بالتحديد نزل القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان المبارك؛ فكانت هذه الليلة من أشرف وأعظم الليالي على الإطلاق، وقد زادها الله سبحانه وتعالى تشريفاً وتعظيماً عندما سُميت سورةٌ كريمةٌ في القرآن باسم القدر قال تعالى:"إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر، تنزّل الملائكة فيها بإذن ربهم من كُلّ أمر، سلامٌ هي حتى مطلع الفجر"؛ فالعبادة في هذه الليلة تُعادل عبادة ألف شهر أي ثلاثٍ وثمانين سنةً وثلاثة أشهرٍ وفي هذه الليلة تتنزل الرَّحمات والنِّعم على العباد وفيها الأمن والسَّلام يخيم على المسلمين طوال هذه الليلة حتى طُلوع الشمس.

تسمية ليلة القدر

سُميت ليلة القدْر بهذا الإسم لسببين هما:

  • تشريفاً وتعظيماً وتمييزاً لها عن باقي ليالي السَّنة؛ ففيها نزل القرآن الكريم وفيها المغفرة والرحمة، وكلمة القدْر جاءت من قولنا فلانٌ ذو قدْرٍ جليلٍ أي شرفٍ وعِزّةٍ ومهابةٍ.
  • القدْر من التقدير والتقرير؛ ففي هذه الليلة يُقدر الله سبحانه وتعالى ما سيحدث وسيجري وسيكون في هذه السَّنة من مقادير الله جلّ وعَلَا؛ فيكتب الله فيها الآجال الأعمار من ولادةٍ ووفاةٍ والأرزاق.

وقت ليلة القدر لا يعلمه إلا الله ولكن طلب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمّته تحرّيها في العشر الأواخر من رمضان وخاصةً في ليالي الوتر أي ليالي ذات العدد المفرد كليلة الواحد وعشرين، والثالثٍ وعشرين، والخامسٍ وعشرين، والسابعٍ وعشرين وليلة التاسعٍ وعشرين.

أعمال ليلة القدر

ليلة القدر ليلة لفعل كلّ ما فيه إرضاء لله سبحانه وتعالى والتقرّب إليه بصالح الأعمال ومنها:

الصلاة

يُستحبّ في ليلة القدر كما في سائر الليالي والأيام الحفاظ على الصلاة المكتوبة في وقتها وإتباعُها بالسُّنن والنَّوافل وأذكار ما بعد الصَّلاة، الحرص على آداء الصلاة في المسجد جماعةً كذلك يمكن للنساء التوجّه إلى المسجد لأداء الصلاة مع المحافظة على اللِّباس الشَّرعيّ والحشمة، أيضاً أداء صلاة التراويح مع الإمام وهو الأفضل أو منفرداً في البيت لمن لم يستطع حضور الجماعة، والسعي إلى صلاة قيام الليل في الثُّلث الأخير من الليل مع الإمام أو منفرداً، كما يُستحبّ الإكثار فيما بين هذه الصلوات من الصَّلاة النَّافلة مثنى مثنى قدر ما يستطيع المسلم، أمّا ما يتناقل بين النَّاس بأنّ هناك صلاةً مخصوصةً لليلة القدر فهذا من البدع ولا أساس له من الصِّحة قال صلى الله عليه وسلم:"من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه".

الدُّعاء

يُستحبّ في ليلة القدر الإكثار من الدُّعاء والابتهال إلى الله بما يُحبّ ويرضى من القول؛ فعلى المسلم أنْ يدعو لنفسه وأهله وأبنائه ومن يُحب من الأهل والأصدقاء والأقارب، كما يدعو للمسلمين عامّةً بالصَّلاح والفلاح والنَّجاة من شرور الدُّنيا والآخرة، ويدعو للأموات بالرحمة والمغفرة، وتفريج كُربات المظلومين والمضطهدين من المسلمين في كلّ مكان؛ فعن عائشة رضى الله عنها قالت: قلت يا رسول الله أرأيت إن علم أيّ ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي:"اللهم إنك عفوٌّ كريمٌ تُحبّ العفوّ فاعف عني".