-

شرح خطوات البحث العلمي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مفهوم البحث العلمي

تختلف التعريفات الخاصة بالبحث العلمي وتُعزى هذه الإختلافات إلى ارتباطها في كثير من الأحيان مع إساليب البحث المُتّبعة، وعلى ذلك فإنّ هناك العديد من التعريفات من أبرزها أن البحث العلمي هو وسيلة معينة للدراسة يُمكن من خلالها الوصول إلى حلول تخص مشكلة معيّنة ويعتمد ذلك على التقصّي الشامل والدقيق لكافة الدلالات التي يُمكن إثباتها وترتبط بالمشكلة، ويُنظر كذلك إلى البحث العلمي أيضاً على أنّه التحرّي عن حقيقة الظواهر ومعرفة المكوّنات والأبعاد والمحتوى والمضمون بهدف المساعدة على حل المُشكلات الإجتماعية والسياسية المُلحّة باستخدام الأساليب العلمية، فيما عرّفته منظمة اليونسكو على أنّه نشاط يقوم به الباحث من خلال محاولات منتظمة يُراد منها دراسة الظواهر القابلة للملاحظة بموضوعية والتي تهدف إلى الإكتشاف ومعرفة الأسباب والفهم الكامل لها، بيد أنّ تعريفات البحث العلمي وإن اختلفت إلّا أنّها التقت في مقصده الرامي إلى البحث في حقيقة الظواهر والمُشكلات والسعي إلى تطوير المعارف العلمية.[1]

خطوات البحث العلمي

تُعتبر خطوات البحث العلمي ذات أهميّة كبيرة في تقييم جودة البحث بشكل عام، وهي خطوات يتّبعها الباحث بإسلوب منظّم من أجل الخروج بدراسة واضحة مّعتمدة على معلومات دقيقة وحقائق علمية تُفسّر مشكلة البحث، وتتمثّل هذه الخطوات بالتالي:[2]

تحديد عنوان وموضوع البحث العلمي

يُعتبر تحديد موضوع البحث من الأمور التي تجعل الباحث يقع تحت ضغوط الحيرة، فعلى الباحث أن يختار موضوع مرتبط في مجال إختصاصه والذي يمتلك به اطلاعاً شاملاً في كل جوانبه وأن يحاول الإبتعاد عن المواضيع التي لا يمتلك فيها معلومات كافية، كما على الباحث أن يختار موضوعات جديدة للبحث ويبتعد عن تلك التي تمت دراستها كثيراً، وعند تحديد الموضوع لا بُد من التأكد من توفر المصادر والمراجع والتي تُغطّي الموضوع بشكل كامل فإن لم تتوفر على الباحث تغيير الموضوع، أمّا العنوان فالأفضل تأجيله حتّى إتمام البحث فهو يكتسب أهمية كبيرة وعليه أن يرتبط بالبحث، وإنّ اختيار العنوان في البداية يجعل الباحث أسير لديه، وعلى العنوان أن لا يكون كبيراً يُدخل الملل لدى القارئ ولا قصيراً فلا يُعبّر عمّا في داخل البحث.[3]

مقدمة البحث العلمي

إنّ مقدمة البحث ذات أهمية في تهيئة القارئ من أجل الإستمرار في القراءة ومعرفة ما يحتويه البحث، ففي المقدمة توجد الفكرة الرئيسية للبحث وأهدافه ومناهجه كما أنّها تمهيد له، فمقدمة البحث ليست الإهداء أو التعريف في البحث فقط أو أنّها نص فائض عن الدراسة، بل هي جزء مهم وأصيل من أجزاء البحث العلمي لا يُمكن الإستغناء عنها.[4]

مشكلة البحث العلمي

مشكلة البحث هي ما يسعى الباحث العلمي إلى إيجاد حلول لها من خلال التوصّل إلى نتائج مهمة ومنطقية، فعلى الباحث عند عرض مشكلة البحث وتوضيحها أن يستخدم مناهج علمية سليمة، وأن يعتمد على لغة علمية ناضجة تكون سبيلاً في وضوح مشكلة البحث، حيث إنّ هذا الوضوح يجعل البحث العلمي أكثر سهولة في فهمه من قبل القارئين.[4]

أسئلة البحث العلمي

عدد من الأسئلة يقوم الباحث العلمي بطرحها معتمداً في ذلك على مشكلة البحث، من خلال طرح أسئلة فرعية تؤدي في النهاية إلى الوصول لنتائج داعمة للبحث العلمي، وعليه فلا بد للباحث أن يبتعد عن الغموض في طرح هذه الأسئلة.[3]

أهداف البحث العلمي

تعتبر الأهداف الأساسية التي دفعت الباحث من أجل العمل على حل المشكلة، فعند صياغة هذه الأهداف يجب أن تكون قادرة على التحقيق في الواقع وأن تكون الأسئلة وأهداف الدراسة على قدر كبير من التوافق أثناء كتابة البحث العلمي، كما أنّه على الباحث الإبتعاد عمّا وصلت إليه دراسات أخرى من أهداف لنفس المشكلة.[4]

أهمية البحث العلمي

تكمن أهمية البحث العلمي في بيان جوانب الفائدة منه وتنفيذه، فبالعودة إلى حاجة المجتمع أو الباحث تكون هناك أهمية الدراسة، في حين تزداد أهمية البحث كلما كانت مرتبطة بالجوانب الحياتية والإجتماعية والعلمية مما يجعلها مرجع لدراسات علمية أخرى، فأهمية البحث ليست هي النتائج أو الأهداف المرتبطة بأسئلة الدراسة.[4]

منهج البحث العلمي

يتم اختيار المنهج العلمي الأكثر توافق مع مشكلة البحث، بحيث يكون هذا المنهج هو المسار العلمي للبحث وتحديد المشكلة ونتائجها وأدوات دراستها، كما لمنهج البحث العلمي دور في بيان الفرضيات العلمية وكذلك اختيار العينات.[4]

أدوات البحث العلمي

إنّ المنهجية العلمية للبحث يتم من خلالها تحديد أدوات البحث والتي يقوم الباحث باختيارها لتكون مناسبة له ولديه القدرة في اختبارها وقياس جودتها، وقد تختلف أدوات الدراسة باختلاف المنهج والعينة وتخصص البحث العلمي المنوي إنجازه.[4]

خطة البحث العلمي

تعتبر خطة البحث العلمي من أكثر الخطوات أهمية، فهي الأطار العام الذي سيسير من خلاله الباحث العلمي من أجل الوصول إلى الأهداف المُنتظرة، وعلى ذلك فإنّه يجب على الباحث أن يقوم بإنشاء خطة بحث يمتلك القدرة على تنفيذها.[3]

قائمة المصادر والمراجع

هي تلك القائمة التي رجع إليها الباحث العلمي أثناء قيامه بدراسته بحيث اقتبس واستفاد منها في الوصول إلى نتائج البحث، ولا بد من الباحث أن يوثقها ويدونها وفق نظام خاص بكتابة المراجع.[4]

خصائص البحث العلمي

من أجل تحقيق الأهداف المنوط بالبحث العلمي تحقيقها هناك خصائص لابد من الدراسة العلمية أن تتصف بها وهي:[5]

  • الموضوعية: على الباحث الإلتزام باختيار إسلوب واضح عند قيامه ببحثه العلمي، كما عليه التجرد من الميول الشخصية وتأثيرات البيئة التي ينتمي إليها.
  • الإختيارية والدقّة: المقصود هنا أن تكون نتائج البحث قابلة للإثبات في أي زمان ومكان، وأن تكون جميع المعلومات دقيقة ويمكن الوثوق بها، وتساعد الباحثين الآخرين في إختبارها وتحليل نتائجها.
  • المنطقية: يتم إنجاز البحث العلمي وفق قواعد وأصول ومنهج علمي معروف، واستخدام المهارات العلمية لدى الباحث ضمن وفق الإمكانات وبالذات عند اختبار المشكلة ومعالجتها.
  • التنظيم: إنّ الهدف الأساسي من البحوث العلمية هو الإستفادة من نتائجها بحيث يتم تعميمها على فئة أو مجتمع معيّن واستخدامها في فهم حالات مشابهة لها.
  • التبسيط والإختصار: إنّ قمة الإبتكار والتجديد في العلم هو التبسيط المنطقي، والتسلسل من الأهم إلى الأقل أهمية في محاولة فهم الظواهر، لكن هذا الإختصار والتبسيط يجب أن لا يؤثر على دقة النتائج.
  • التنبؤ: إذا ما توافرت ظروف معيّنة فهناك إمكانية للتبؤ الدقيق، وهو أكثر ما يكون بالعلوم الطبيعية وذلك بسبب قدرتها على التعميم، أمّا العلوم الإنسانية فتكون دقة تعميمها والتنبؤ بها أقل من العلوم الطبيعية وذلك بسبب المُتغيرات وتأثرها بالعديد من المؤثرات.
  • الأمانة العلمية: فتأصيل البحث وعلميته تعتمد بشكل كبير على الأمانة العلمية فيه، وذلك من خلال الإشارة إلى المراجع التي اعتمد عليها الباحث في دعم أفكاره، كذلك التأكيد على الآراء التي استفاد منها في بحثه.

المراجع

  1. ↑ زكية منزل غرابة (2016)، مقياس منهج البحث في العلوم الإسلامية و الإنسانية، الجزائر: جامعة الأمير عبد القادر، صفحة 2-3. بتصرّف.
  2. ↑ "خطوات البحث العلمي بالترتيب"، www.manaraa.com، 2018-3-25، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "خطوات البحث العلمي بالترتيب"، www.bts-academy.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2018. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "10 خطوات لكتابة البحث العلمي بالترتيب الاكاديمي"، wefaak.com، 1-13، اطّلع عليه بتاريخ 12-7-2018. بتصرّف.
  5. ↑ كمال دشلي (2016)، منهجية البحث العلمي، سوريا: مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية، صفحة 36-38. بتصرّف.