شرح الآية 70 من سورة الإسراء
تفسير الآية 70 من سورة الإسراء
جاء في محكم التنزيل في سورة الإسراء قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).[1]وقد فسَّر الإمام القرطبي مفردات هذه الآية الكريمة في تفسيره مبيّناً أنَّ الله تعالى قد كرم بني آدم أي شرَّفهم وفضَّلهم، فالتكريم في الآية ينافي النقصان ولا يعني كرم المال، ومن مظاهر هذه الكرامة التي مَنَّ الله بها على الإنسان خلقه على صورة حسنة، وقامة ممتدة، وكذلك ما اختص الله بني آدم من حملهم في البر والبحر بما لا يصح ولا يستقيم لحيوان، وكذلك ما ساقه الله لبني آدم من الرزق الطيب من أنواع المطاعم والمشارب والملابس، وأما تفضيل بني آدم على بقية الخلق فقد اختلف في معناها فقيل تفضيلهم بالقدرة على النطق والكلام، وذكر الإمام الطبري أنَّ التفضيل كان بأن جعل الله بني آدم متسلطين على جميع المخلوقات بينما هي مُسخَّرة لهم، وقال كذلك إنَّ تفضيل الإنسان كان لأنه يستطيع أن يأكل بيده دون سواه من المخلوقات، وقيل كذلك بفهمهم وتمييزهم، وقد رجَّح الإمام القرطبي أنَّ التفضيل كان بسبب نعمة العقل الذي هو مظنَّة التكليف وعمدته.[2]
مظاهر أخرى لتكريم الإنسان
إن من المظاهر الأخرى التي دلَّت على تكريم الإنسان وتفضيله ما افترضه الله على الإنسان من عبادات وتكاليف كالصلاة والصوم والحج والنفقات، فالله عز وجل اصطفى الإنسان ليكون خليفته في الأرض، كما اختاره لحمل الأمانة التي أشفقت منها الجبال، ومن مظاهر التكريم الربّاني للإنسان ما أعدّه الله لعباده من النعيم المقيم في الآخرة.[3]
مسألة في تفضيل البشر على الملائكة
إن مسألة تفضيل البشر على الملائكة من المسائل الخلافية بين العلماء حيث ذهب بعضهم إلى القول بأنَّ ذرية آدم أفضل من الملائكة، وقد استدلوا على ذلك بما فضَّل الله به آدم عند بدء خلقه حينما علَّمه الأسماء كلها، وأمر الملائكة بالسجود له، أما تفضيل الملائكة على الأنبياء فقد بيَّن القرطبي عدم وجود قول عن الله تعالى أو عن رسوله يفيد تفضيل الملائكة على الأنبياء أو تفضيل الأنبياء على الملائكة.[4]
المراجع
- ↑ سورة الإسراء ، آية: 70.
- ↑ الإمام القرطبي ، "تفسير القرطبي الآية (70) من سورة الإسراء "، المصحف الإلكتروني بجامعة الإمام سعود ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-25. بتصرّف.
- ↑ "مظاهر تكريم الله للإنسان "، إسلام ويب، 2004-5-19، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-25. بتصرّف.
- ↑ "مسألة تفضيل آدم وصالحي بنيه على الملائكة"، إسلام ويب، 2015-3-29، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-25. بتصرّف.