-

تمارين زيادة التركيز

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التركيز

التركيز (بالإنجليزية: Focusing)، هو أعلى درجات الانتباه، وهو قدرة المرء على تجاهل جميع الأمور التي من شأنها أن تشتت أفكاره، وبالتالي تركيزه على الأمور الهامة فقط، حيث إنّ التركيز مضاد للتشتت، ويمكن القول أن التركيز عبارة عن عملية توصف بالصعوبة إلى حدٍ ما، وذلك بسبب وجود العديد من العوامل التي تؤدي إلى التشتت والمحيطة بالإنسان سواءً كانت عوامل بيئية أو من المحيطين به،[1] وبذلك يمكن التوصّل إلى أن التركيز ما هو إلاّ توجيه الذهن إلى موضوعٍ واحد للنظر إليه من جميع الجوانب وحصر التفكير فيه، وتحليله بشكل كامل إلى حين الوصول إلى الحل، ويتطلب ذلك تعريض الذهن إلى مؤثرٍ معين لمدّة محدّدة وإهمال المؤثّرات الأخرى، وبذلك يصبح المرء معزولاً عن الضوضاء من حوله، أو أي معلومات أخرى يمكن استيعابها من خلال الحواس الخمسة.[2]

تمارين لزيادة التركيز

توجد عدة تمارين لزيادة التركيز، ومنها:[3]

  • تعداد الكلمات في فقرة من فقرات أي كتابٍ، وتكرار ذلك للتأكد من أن العدد الناتج في المرة الأولى صحيحاً، وبعد القيام بتعداد كلمات فقرة واحدة وإتقانه يتم الانتقال إلى تعداد كلمات فقرتين، وعندما يصبح الأمر سهلاً يمكن الانتقال إلى تعداد كلمات صفحة كاملة من كتابٍ ما، ويجب التعداد دون استخدام الأصابع، وإنما باستخدام العينين فقط.
  • العد من 100 إلى 1 بطريقة عكسية بالذهن فقط دون النطق بالأعداد بصوتٍ مسموع.
  • العد من 1 إلى 100 مع تخطي ثلاثة أعداد على سبيل المثال 100,97,94 وهكذا، ويكون العد بالذهن دون النطق بصوتٍ مسموع بالأعداد.
  • تكرار عبارة بسيطة في الذهن لمدة خمس دقائق، وعندما يرى المرء أن عقله بدأ بالتركيز في العبارة، وإتقان تكرارها في الذهن يمكن الانتقال إلى تكرارها لمدة 10 دقائق بدلاً من خمس دقائق، ودون انقطاع في التركيز.
  • وضع ثمرة من الفاكهة في اليد أياً كان نوعها، سواء كانت تفاحة، أم برتقالة، أم موزة وما إلى ذلك، ثم البدء في تفحصها بإمعان، من ناحية شكلها، وملمسها، ومذاقها، وماهو الإحساس المتولّد من ملمسها، مع الحرص على التركيز بدقةٍ ودون الانتقال إلى أفكارٍ أخرى كطبيعة نمو الفاكهة، أو البرتقالة، التي تم شرائها منها، وما إلى ذلك من أفكارٍ تشتت التركيز.
  • يشبه التمرين الآتي التمرين السابق، ولكن بدلاً من إمساك الفاكهة في اليد طوال الوقت يجب إمساكها دقيقتين فقط وتأملها، ومن ثم إغلاق العينين، والبدء بتخيّل شكل الفاكهة، ولونها، ورائحتها، ومذاقها، وقد يتخيّل المرء أنه يمسك الفاكهة في يديه، أو أنها موجودة على سطح طاولةٍ ما، إلى حين تكوّن صورة واضحة عنها في المخيلة، وإذا شعر المرء بأن الصورة غير واضحة ومشوشة يمكن فتح العينين والنظر إلى الفاكهة مرةً أخرى لوهلةٍ، ثم إغلاق العينين، وإعادة تخيّلها، ورسم صورتها في المخيلة.
  • تأمُّل شيئاً ما كملعقة أو شوكة، وتأملها من جميع الجوانب أو النواحي، مع عدم التلفظ بأي كلمات حولها، وعدم التفكير بأي كلمات حولها في الذهن.
  • بعد إتقان التمارين أعلاه، يمكن البدء بالتمرين الآتي، وهو إحضار ورقة ورسم مثلث أو دائرة أو مربع عليها، وليكن كل بعد من أبعاد الرسم حوالي 8 سم، ثم تلوين الرسم باللون المرغوب، ثم وضع الورقة أمام العينين، وتأمل الرسم من جميع الجوانب دون التفكير بكلام حوله في الذهن، فقط التركيز على الرسم مع مراعاة عدم إجهاد العينين.
  • تكرار التمرين السابق ولكن مع إغلاق العينين وتخيل شكل الرسم، وإذا لاحظ المرء تشويشاً في شكل الرسم في مخيلته يمكنه فتحه عينيه والنظر إليه مرةً أخرى لوهلةٍ ثم إغلاق العينين والاستمرار في تخيّل الرسم، وتأمل جميع جوانبه.
  • تكرار التمرين السابق مع إبقاء العينين مفتوحتين، أي أنه على المرء أن يتخيل شكل الرسم ولونه، ويتأمّل جميع جوانبه وكأنه ماثلاً أمامه وعينيه مفتوحتين ودون أن يكون الرسم أمامه.
  • بعد إتقان جميع التمارين السابقة يمكن للمرء أن يمارس التمرين الآتي، وهو محاولة البقاء لمدة 5 دقائق دون أفكار، فقط الاسترخاء، وعدم التفكير بأي شيء، وإنّ إتقان كل ما ذكر سابقاً من شانه أن يجعل هذا التمرين أكثر سهولةً.

ومن التمارين الأخرى التي يمكن القيام بها والتي من شأنها أن تساعد المرء على التركيز:[2]

  • تخصيص وقتٍ محددٍ من كل يوم للتركيز في خبرٍ، من صحيفة ما، ثمّ إبعاد الصحيفة، والتفكير بتركيزٍ في هذا الخبر لمدة لا تقل عن 10-15 دقيقة، والإحاطة بالخبر من جميع الجوانب مع الأخذ بعين الاعتبار رأي الكاتب والأشخاص والمعلومات الواردة في الخبر، وتذكر المعلومات السابقة عنه، ومحاولة الوصول إلى رأيٍّ حاسم يتعلق به.
  • حصر القضايا والشؤون التي تحتاج إلى تفكيرٍ، ثم ترتيبها تبعاً لأولويتها، ثم تناول القضية الأهم فيها والتركيز فيها من مختلف الجوانب لبضع دقائق، والإجابة عن جميع التساؤلات التي تدور حولها، ومن ثم تحديد الأمور، والحلول التي تم التوصل إليها وكتابتها على الورق، واستعراضها عند الانتهاء وتكرار ذلك، ثم إضافة الأفكار الجديدة إلى القديمة إلى أن يتم الانتهاء من القضية، ثم الانتقال إلى القضية التي تليها من حيث الأهمية.
  • ممارسة بعض الألعاب المسلية مع الزملاء، مثل توزيع ورقة وقلم على جميع الحاضرين وطلب منهم كتابة الأرقام من 1-10 في قائمة، ثم يكتب كل واحد منهم كلمة تخطر في ذهنه أمام كل رقم إلى أن تكتمل العشر كلمات مثلاً لو أسفرت القائمة عند أحدهم عن الآتي: 1- بلد، 2- حيوان، 3- جماد، 4- نبات، 5- صحابي، 6- عالم، 7- مثل، 8- علم، 9- لاعب، 10- صفة، ثم يتم اختيار حرفاً هجائياً من أحدهم وليكتب كل واحد منهم كلمة تبدأ بالحرف أمام كل رقم، مثلاً عند اختيار حرف م، تصبح القائمة كالآتي على سبيل المثال: 1- بلد: مصر، 2- حيوان، ماعز، 3- جماد: ملعقة، 4- نبات: مانجو، 5- صحابي: محمد بن مسلمة رضي الله عنه، 6- عالم: الإمام مالك، 7- مثل: من جدّ وجد، ومن زرع حصد، 8- علم: علم المواريث، 9- لاعب: ميسي، 10- صفة: متردد، من شأن هذه اللعبة أن تزيد من تركيز الفرد، ويمكن إدخال نظام الدرجات بها، فإن اشترك لاعبينّ في الإجابة يحصل كل منهما 5 درجات فقط، أما إن لم يشترك أحد في الإجابة فإنه يحصل على 10 درجات وهكذا.

عوامل زيادة التركيز

أما العوامل التي تزيد من التركيز فهي كالآتي:[1]

  • التفكير بشيءٍ واحد فقط، وبشكلٍ كامل.
  • التأنّي، وتجنب السرعة في الانتقال من أمرٍ إلى آخر.
  • تجنب الانتقال من إحساسٍ إلى آخر بسرعة.
  • إنجاز أمرٍ واحد في الوقت الواحد.
  • الحصول على المعلومات خلال فترة زمنية ليست طويلة، فكلما قلت الفترة الزمنية في الحصول على المعلومات كلما زاد التركيز.
  • اتصاف مُرسل المعلومات بصفاتٍ إيجابية، الأمر الذي يزيد التركيز لدى الإنسان.
  • التخلص من كل ما يؤدي إلى التشويش أو تشتيت التفكير.
  • تنظيم المعلومات التي يتم إرسالها أو استقبالها، ومراعاة نوعيتها.
  • مراعاة أوضاع البيئة المحيطة، من حيث الإضاءة، ودرجة الحرارة، والهدوء، وما إلى ذلك من أمورٍ من شأنها أن تؤثّر على التركيز.
  • أخذ قسطٍ من الراحة في حال الشعور برغبة في ذلك.
  • وجود الحوافز التي تشجع على التعلم، والفهم، والحفظ، والتي من شأنها أن تزيد القدرة على التركيز.
  • المشاركة في الحوار والأمور التي تشتمل على اتجاهين أو أكثر.

العوامل المؤدية إلى تشتت التركيز

إن التركيز والتشتت مصطلحان متضادان تماماً، وكما أنّ للتركيز عوامل تؤدي إليه فإن للتشتت عوامل أيضاً، ومن العوامل التي تؤدي وتزيد من التشتت:[1]

  • عوامل نابعة من سمات العصر الحالي المليء بالمُشتّتات، ومنها:
  • عوامل عامة من البيئة المحيطة، ومنها:
  • زيادة المعلومات، وتنوع مصادرها، وسهولة الحصول عليها، والتي أصبحت سمةً من سمات العصر الحالي.
  • ارتفاع سقف التوقعات من قبل الآخرين تجاه الأشخاص.
  • تعدد وكثرة المسؤوليات الواقعة على كاهل الأفراد.
  • تعدد الأدوار والصراع فيما بينها.
  • ارتفاع الأصوات الصادر من المذياع أو التلفاز.
  • ارتفاع الأصوات التي تصدر من وسائل النقل في الشوراع أو الطرقات.
  • إنجاز الإنسان لأعمالٍ كثيرة وعديدة في اليوم الواحد.
  • ازدحام أماكن العمل بالناس، مثل ازدحام غرفة صغيرة بعدد كبير من الموظفين، أو وقوف العديد من العملاء في طوابير طويلة ومملة لإنجاز معاملة ما، وما إلى ذلك.

المراجع

  1. ^ أ ب ت أ.د. مدحت محمد أبو النصر (2009)، قوة التركيز وتحسين الذاكرة، القاهرة- مصر : المجموعة العربية للتدريب والنشر، صفحة 157-160. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الطريق إلى التركيز.. إدارة العقل "، www.ar.islamway.net، 2014-3-11، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-21. بتصرّف.
  3. ↑ Remez Sasson, "Concentration Exercises for Training the Mind"، www.successconsciousness.com, Retrieved 2018-2-21. Edited.