-

من مؤلف حكايات ألف ليلة وليلة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الاختلاف حول مؤلف حكايات ألف ليلة وليلة

تضاربتِ الآراءُ والأقاويل حولَ مؤلّف حكايات ألف ليلة وليلة، فمنهم مَن قال بأنّه ليس لها مؤلفٌ محدّد؛ نظراً لكونِها مؤلّفة من أكثر من رواية وقصّة ما بين عربيّة، وهنديّة، وفارسيّة جُمعت في القرن الرابع عشر.

يُشار إلى أنّ أحدَ الباحثين قد أرجعَ الفضل في تأليف الكتاب إلى المؤلّف أبي حيان التوحيديّ الملقّب بأديب الفلاسفة، حيث جاءت الدلائل في استنتاجه هذا من الأسلوب المتّبع في كتابةِ ألف ليلة وليلة وأسلوب التوحيديّ في كتبه. وأبو حيان التوحيديّ أحدُ الأدباء البارعين، وفيلسوفٌ بغداديُّ النسب، ويُقال إنّ أصولَه تعودُ إلى مدينةِ شيراز الإيرانيّة، عاش خلال فترة العصر العباسيّ الثاني، وانفرد بشدّة ذكائهِ، وسعة ثقافته في الأدب.

بالرغم ممّا توصل إليه الباحثون والأدباء إلا أن أكثريّة الآراء قد اعتمدت على أنّ المجموعة القصصيّة ألف ليلة وليلة هي ناتجُ جمْعِ عدد من المؤلفات والروايات المتفاوتة من حيث الأصل والمؤلّف لكلِّ رواية.

حكايات ألف ليلة وليلة

تتألّفُ المجموعة القصصيّة ألف ليلة وليلة من سلسلةٍ من القصص التي دارت أحداثُها في المناطق الغربيّة والجنوبيّة لآسيا، إلى جانب أنّها جمعت عدداً من الحكايات الشعبيّة، وفي عام 1706م كانت قد صدرت النسخة الإنجليزيّة الأولى منها، ومع قدوم العصر الذهبيّ الإسلاميّ تمت ترجمتُها إلى الّلغة العربيّة.

يُشار إلى أنّ المجموعةَ القصصيّة قد جُمعت على مرّ القرون والعصور على يد كوكبة من المترجمين والباحثين في المناطق الجنوبيّة والغربيّة والوسطى من آسيا والشماليّة من أفريقيا، وتعتبرُ القصة الإطاريّة للمجموعةِ القصصيّة هي قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد، التي روت جميع القصص على لسانِها، وتفاوتت الرواياتُ ما بين ألغازٍ، ومغامراتٍ، وقصائدَ وغيرها الكثير.

من أبرزِ الشخصيّات في ألف ليلة وليلة الخليفةُ العباسيّ هارون الرشيد، ووزيره جعفر البرمكيّ، والشاعر أبو نواس، وغيرُهم الكثير، ويذكر بأنّ لكتاب ألف ليلة وليلة أثراً عميقاً في الثقافة العالميّة، حيث وردت إشاراتٌ كثيرة للكتاب في إعداد بعض الكُتّاب، كنجيب محفوظ، وهنري فيلدنغ، كما لجأ بعض الكتاب إلى الاستعانة بقصص ألف ليلة وليلة في أعمالهم، مثل والتر سكوت.

تنفردُ هذه المجموعة القصصيّة بأسلوب كتابتها، حيث يختلف الأسلوب من مجموعة لأخرى، فتتسمُ المجموعة البغداديّة مثلاً بمتانة عباراتها، ودقة وصفِها، وكثرة استخدام السجع فيها، بينما تتسمُ المجموعة المصريّة بكثرة أسلوب مهلهل النسج، كما استخدم أسلوب تهويل ممجوج، والصراحة، إلا أنّ الكتابَ بشكل عامّ قد اتخذ أسلوب الوضوح والبعد التامّ عن الصعوبة والتعقيد في تركيبِ الجمل.