مؤلف كتاب تاريخ الخلفاء هو الإمام عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي، أو كما يُعرف باسم جلال الدين، وهو أديب ومؤرّخ أنتج ما يقارب 600 مصنّف، وقد ألف أغلب كتبه عندما بلغ سنّ الأربعين، حين اعتزل الناس وخلا بنفسه في روضة المقياس في النيل.[1]
ولد الإمام جلال الدين السيوطي في القاهرة سنة 849هـ ونُسب إلى مدينة أسيوط، حيث نشأ يتيماً واشتهرت عائلته بالتديّن والعلم، وقد اتجه جلال الدين لحفظ القرآن الكريم وأتمّ حفظه وهو دون سن الثامنة، ثمّ حفظ العديد من الكتب في سن صغيرة من ضمنها العمدة، ومناهج الفقه، والأصول، وألفية ابن مالك.[2]
وقد رحل جلال الدين لطلب العلم إلى بلاد الحجاز، والشام، واليمن، والمغرب الإسلامي، ثم تجرد للعبادة والتأليف في سن الأربعين، وعُرف بتأثره بعلماء عصره الذين تعددت ميادينهم وأسهموا في ميدان الإبداع الأدبي خاصةً، ونتيجةً لذلك قام بتأليف أول كتاب له في سن السابعة عشر، وقد كان يطلب العلم والمعرفة من شيوخه كلّ على حدة، فإذا ما توفى الشيخ انتقل لغيره، ومن أبرز شيوخه: محيي الدين الكافيجي، وشرف الدين المُنَاويّ، وتقي الدين الشبلي.[2]
ساهم جلال الدين السيوطي بتأليف ما يزيد عن خمسمئة كتاب، بعضها مجرد كتيبات صغيرة، والبعض الآخر موسوعية كبيرة، وساهم السيوطي في إنشاء تفسيرات للعديد من الكتب، بالإضافة إلى أن بعض أعماله قد ترجمت للغة الإنجليزية من ضمنها كتاب تاريخ الخلفاء، وعُرف بأنه مؤلف عبقري لا مجرد مؤلف عادي،[3] ومن أشهر مؤلفات السيوطي ما يلي:[1]
توفي جلال الدين السيوطي في ليلة الجمعة في التاسع عشر من شهر جمادى الأولى من عام 911هـ، عن عمر يناهز إحدى وستين سنة، وذلك بسبب مرضه الذي أصيب به ألا وهو ورم شديد في ذراعه اليسرى.[2]