إنّ وحام الحمل (بالإنجليزية: Pregnancy Cravings) والرغبة الشديدة بتناول بعض أنواع المواد هو حالة يتوقع أغلب الناس حصولها خلال مدة التسعة أشهر التابعة للحمل، وتُعدّ المخللات والمثلجات الكريمية من الأطعمة الأكثر شيوعاً لوحام النساء الحوامل؛ حيث إنّ هذه الأطعمة يُعتقد بأنّها معيار أساسي قديم وما زال مستمراً للدلالة على حالة الوحام، فقد وُجد أنّ النسبة من تعداد جميع النساء الحوامل اللواتي يصبن بحالة الوحام قد يصل إلى 68%، وعادةً ما يكون السبب الرئيس لحصول هذه الحالة هو التغيرات الهرمونية التي تواجهها السيدة خلال فترة حملها.[1][2]
لدى الغالبية العظمى من السيدات الحوامل يبدأ الوحام من الثلث الأول للحمل، ويصل إلى ذروته خلال الثلث الثاني من مدة الحمل، ومن ثم يبدأ بالاضمحلال والتناقص عند دخول السيدة في الثلث الثالث والأخير من الحمل، ونقلاً عن بعض الأطباء الذين يقولون أو يعتقدون أنّ فترة الوحام لربما تمتد عند بعض النساء إلى ما بعد الولادة، ولكن ستنتهي هذه الحالة عاجلاً أم آجلاً، فلن تظل السيدة تشتهي أطعمة الوحام للأبد، وفي الحقيقة ومن الواقع الذي سُجل فإنّ العديد من النساء الحوامل يختبرن حالة الوحام كالآتي؛ في البداية يحببن أو يكرهن أطعمة معينة لمدة يوم أو يومين، ومن ثم يتحولن لاشتهاء نوع آخر من الطعام ليوم أو يومين آخرين، ومن ثم إلى نوع آخر، وهكذا تمضي حالة الوحام لفترة الحمل الناتجة عن التغيرات التي تحصل لجسد السيدة.[3]
وخلال مدة الحمل ومع تعايش السيدة مع حالة من تذبذبية هرمونات جسدها المختلفة، قد تجد السيدة أنّها تُعاني من حساسية غريبة لبعض الروائح والتي يكون مصدرها قادماً من أنواع معينة من الأطعمة، فعلياً قد تصل هذه الحساسية بالحامل إلى الحد الذي يترافق مع الغثيان في بعض الحالات، وفي حالات مسجلة أخرى قد تجد نساء أخريات أنّ طعامهن والذي كان مفضلاً لديهن في السابق لم يعدن يحتملنه أكثر، أو أن يُصبح الطعام الذي لم يكُنّ يحببنه دوماً المفضل لديهن وأنّه على رأس قائمة الأطعمة المرغوبة.[1]
والحقيقة أنّه في حالة الوحام لا يوجد أحد يستطيع أن يضع إصبعه على المصادر المرجعية التي تؤدي للوحام، أو أن يقوم بالتأكيد على المسبب الرئيس لحصول هذه الحالة عند بعض السيدات الحوامل، حيث يقول بعض الخبراء أنّ الرغبة الشديدة لدى الحامل بتناول بعض أنواع الطعام، أو عكس ذلك من حالة نفور لتناول الأنواع الأخرى من الطعام، هي حالة وقائية حتى لو لم تكن هنالك بيانات علمية تقوم بتدعيم هذه النظرية. [4]
ويعتقد البعض الآخر أنّ تفضيل السيدة الحامل لبعض أنواع الطعام، كحبها لتناول رقائق البطاطس المملحة، بأنّه وسيلة طبيعية تقوم بمساعدتها على تلبية نقص عنصر الصوديوم من حصتها اليومية الأصلية، ومع ذلك كله فإنّه من غير الممكن الجزم بأنّ الخلايا تقوم بترجمة نقص المغذيات (بالإنجليزية: Nutrient Shortfalls) إلى حالة من التوق أو الرغبة الشديدة التي تحث السيدة الحامل على تناول أنواع معينة من الطعام.[4]
هنالك عدد من النصائح المفيدة التي يمكن تقديمها للمرأة الحامل من أجل تجنيبها الوحام غير الصحي، ونذكر منها ما يلي:[5][6]
إنّ البيكا (بالإنجليزية: Pica) أو ما يُعرف بشهوة الغرائب، بشكل عام، هي الرغبة الشديدة والاستهلاك المتعمد والواعي لبعض أنواع المواد التي لا تُعرّف ثقافياً على أنّها من ضمن أنواع الطعام؛[7][8] أي استهلاك مواد غير غذائية كالطبشور والأوساخ، وتجدر الإشارة إلى أنّ حدوث هذه المشكلة يُعدّ شائعاً إلى حد ما بين الأطفال؛ إذ تُقدر نسبة انتشارها بين الأطفال بحوالي 25-30% تقريباً، أمّا بين النساء الحوامل فيُعدّ حدوثها أقل شيوعاً، وحتى الآن لم يتم تحديد أي سبب واضح ومؤكد للإصابة بها، ولكنّ لأكاديمية التغذية وعلم النظم الغذائية الأمريكية (بالإنجليزية: American Dietetic Association) تشير إلى احتمالية وجود رابط بين الإصابة بفقر الدم وشهوة الغرائب.[7]