الخصائص العامة للإسلام العالمية والتوازن والاعتدال
الخصائص العامة للإسلام
الرسالة الإسلاميّة هي الرسالة الخاتمة التي أنزلها الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليهوسلم في وقت كان فيه التدني الخلقي، وانعدام حرية الإنسان يسودان العالم، إلى جانب الفوضى التي رضي بها الملأ من الأقوام في تلك الفترة؛ فالفوضى تخدم بعض المصالح في كل زمان ومكان، وقد استطاعت هذه الرسالة العظيمة أن تصلح تلك الأوضاع المتردية بشكل لم يعرف له التاريخ مثيلاً، فما قام به الرسول الأعظم، والصحابة الذين أكملوا المسيرة من بعده كان معجزاً بكل المقاييس.
لرسالة الإسلام خصائص متعددة، جعلتها مؤهلة لقيادة حركة الإصلاح الإنساني كلما انتشر الفساد في الأرض، ولعلَّ أبرز هذه الخصائص التي لامست بها قلوب الناس: العالمية، والتوازن، والاعتدال، وفيما يلي بيان موجز لها.
عالمية الإسلام
بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالة عالميّة تصلح لكافة الأقوام، وفي كل الأزمنة، فالديانة الإسلاميّة لم تكن يوماً ما فقط لأهل مكة والمدينة قبل ألف وأربعمئة عامٍ، فهي لا تزال إلى يومنا هذا مؤهّلة لاحتلال الصدارة في قائمة أكثر المناهج الصالحة للتطبيق، والانتشار؛ ذلك أنها بنيت لتتناسب مع فطرة الإنسان، كما أنها وبفضل قيمها، وفلسفة تشريعاتها استطاعت أن تنظم غرائز الإنسان وشهواته، وأن تجعلها تصب في خدمة الإنسان، فمثل هذه الأمور لو تركت دون ضبط لانتشر الفساد في كافة أرجاء الأرض.
أيضاً فإن رسالة الإسلام تحتوي على عوامل توحيد الناس بغض النظر عن ألوانهم، أو أجناسهم، أو أعراقهم، فكل الناس من وجهة نظر الإسلام متساوون في الحقوق والواجبات في هذه الحياة، حتى لو لم يكونوا مسلمين، وهذا أقصى ما تطمح إليه الإنسانية خاصة في الأوقات الصعبة التي تمر عليها بين الحين والآخر.
توازن الإسلام
لم تأتِ الرسالة السمحة لتفرض القيود على معتنقيها، فقد وازنت بين كافة احتياجات الإنسان؛ الروحية، والنفسية، والعقلية، والجسدية، مما منحه شعوراً بالأمان، والاستقرار، والراحة، ولم يقتصر التوازن على التشريعات الناظمة لحياة الإنسان الفرد، بل امتدت هذه الخصيصة لتشمل التشريعات الناظمة للمجتمعات والدول، مما جعل الحياة كلها بكافة مكوناتها متوازنة، لا يميل جانب منها على جانب آخر.
اعتدال الإسلام
يعتبر الدين الإسلامي ديناً معتدلاً، فهو لا يعرف الإفراط ولا التفريط، فالاستقامة ضمن المنهج الإسلاميّ لا تعني ولا بأي حال من الأحوال التطرّف في المواقف، والآراء، وهكذا كانت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو الذي كان يتمثل القرآن في حياته اليوميّة، وهو سيّد البشر، ومع هذا فقد كان معتدلاً في كل شيء، ونهى مراراً وتكراراً عن التكلّف الزائد الذي فيه إرهاق للنفس، وللآخرين بحجة التقرب من الله تعالى، ومن هنا فإن الاعتدال في الإسلام هو منهج حياة كامل متكامل، وهو أيضاً من أهم الخصائص التي جعلت الإسلام قريباً من قلوب الناس من كافة الأمم والحضارات.