لا شكّ أنّ الله -تعالى- حرّم القمار تحريماً قاطعاً، بل إنّه قد عدّه من الكبائر التي قد يأتيها المسلم من الذنوب، وإذا أراد العبد أن يترك لعب القمار فعليه أولاً أن يترك جلساء السوء الذين كان يلهو معهم هذا اللهو المُحرّم، وعليه أن يجتنب الأماكن التي كان يجالسهم فيها، ويترك كُلّ ما له علاقةٌ بلعبة القمار من أداوتٍ، ويجب على العبد حتى تتمّ توبته أن يحقّق شروط التوبة بأن يندم على ما قدّمت يداه من قبل، ويعزم العقد الحقيقيّ على عدم العودة إليه مجدّداً، ويترك المال الذي جناه من القمار ويُؤدّيه إلى صاحبه، بذلك يكون المسلم قد كفّر عن ذنبه من لعب القِمار، فإنّ الندم والتوبة كفّارةٌ لما قد كان من قبل.[1][2][3]
يأتي تعريف القمار وسبب تحريمه على النحو الآتي:
يعرّف القمار كما الميسر على أنّهما سلب أموال الناس بحيلٍ باطلةٍ مكشوفةٍ أو خفيةٍ، وعرّفه بعض العلماء بأنّه مغالبةٌ ومخاطرةٌ بين اثنين، ويعني ذلك أنّ اللاعب المقامر يكون مُعرّضاً للحالتين؛ إمّا الفوز أو الخسارة، مع حظٍ كبيرٍ من المخاطرة، وقد كان سائداً كثيراً في الجاهليّة بين الناس، ثمّ جاء الإسلام بعد ذلك بتحريمه.[4][5]
لقد جاء تحريم الإسلام للعب القمار؛ لأنّه تبذيرٌ للمال وإنفاقٌ به بإسرافٍ في غير موضعٍ مناسبٍ لإنفاقه ولأسبابٍ عدّةٍ مختلفةٍ، وفيما يأتي ذكر جانبٍ منها:[4][6]