-

حلول الاحتباس الحراري

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الاحتباس الحراريّّ

يُعرَّف الاحتباس الحراريّ بأنّه ظاهرة ارتفاع مُعدّل درجات حرارة الهواء القريب من سطح الأرض تدريجيّاً؛ وذلك بسبب زيادة نسبة انبعاث الغازات الدّفيئة. تتكوّن الغازات الدّفيئة من عدّة غازات، أهمُّها غازا: ثاني أكسيد الكربون، والميثان.[1]

بحث علماء المناخ في التغيُّرات الجويّة التي حدثت في مناخ الكرة الأرضيّة؛ لتحديد زمن حدوث ظاهرة الاحتباس الحراريّ، حيث جمعوا المعلومات والملاحظات التفصيليّة حول التغيُّرات النّاشئة في الظواهر الجويّة منذ منتصف القرن العشرين، مثل: درجات الحرارة، وهبوب العواصف، ومعدّلات هطول الأمطار، وقد توصّل العلماء إلى الفترة الزمنيّة التي حدثت فيها هذه التغيّرات في المناخ؛ حيث وجدوا أنّ حدوث التغيُّرات المناخيّة يُعزى إلى بداية الزّمن الجيولوجيّ، كما لاحظوا أنّ تأثيرَ الأنشطة البشريّة في فترة الثّورة الصّناعيّة قد ساهم بشكلٍ كبيرٍ في تغيُّر المناخ.[1]

أسباب الاحتباس الحراريّ

هناك أسباب عديدة لظاهرة الاحتباس الحراريّ، ومن أهمّ هذه الأسباب ما يأتي:[2]

  • انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون النّاتج من حرق البنزين المُستخدَم في وسائل النّقل: مع تزايُد أعداد السكّان بشكل كبير تزايَد الطّلب على استخدام السيّارات، ووسائل النّقل المختلفة، والسِّلع الاستهلاكيّة، ممّا أدّى إلى زيادة حرق الوقود الأحفوريّ في وسائل النّقل والصّناعات التحويليّة.
  • انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بكميّات كبيرة من محطّات توليد الوقود الأحفوريّ: أدّى التطوُّر التكنولوجيّ إلى زيادة الطّلب على الكهرباء، الأمر الذي استدعى حرق الوقود الأحفوريّ للحصول عليه، وهذا يعني انبعاث كميّات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون.
  • انبعاث غاز الميثان من المزارع: يحتلّ غاز الميثان المركز الثاني بعد غاز ثاني أكسيد الكربون في ترتيب الغازات الدّفيئة من حيث قوّة تأثيرها، وينبعث هذا الغاز من حقول الأرزّ، والحيوانات، وقيعان البحار في القطب الشماليّ؛ وينتُج من تحليل الموادّ العضويّة لاهوائيّاً بواسطة البكتيريا، وهذا ما يحصل في حقول الأرزّ وأمعاء الحيوانات التي تتغذّى على الأعشاب، ومن مصادر الميثان أيضاً مركّب كلاثريت الميثان الذي يوجد في التّركيب البلّوري للجليد، ومع استمرار ازدياد انبعاث الميثان من قاع البحر في القطب الشماليّ ستتفاقم مشكلة الاحتباس الحراريّ.
  • إبادة الغابات والأراضي الزراعيّة خاصّةً الاستوائيّة المُخصَّصة للخشب واللُّبّ: تساهم الغابات في إزالة غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجويّ، بالإضافة إلى تخزينه، واستخدام خشبها للوقود أو الفحم، أو استخدام أراضيها لزراعة سِلعة مُعيّنة كما يحصل في محاصيل النّخيل، يتطلّب إزالة هذه الغابات وإبادتَها، ممّا يُبقي كميّات كبيرةً من غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء، ويُقلّل فرصة احتجاز الكربون على سطح الأرض، ويؤدّي هذا إلى تفاقُم ظاهرة الاحتباس الحراريّ.
  • الإفراط في استخدام الأسمدة الكيميائيّة في الأراضي الزراعيّة: أدّى استبدال السمّاد العضويّ واستخدام السمّاد الكيميائي الغنيّ بالنّيتروجين بديلاً عنه في النّصف الأخير من القرن العشرين إلى المساهمة بشكل كبير في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراريّ؛ حيث إنّ لأكاسيد النّيتروجين قدرةً على مُحاصَرة الحرارة تفوق غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 300 مرّةٍ لكل وحدة حجم منه، وقد تسبَّب الاستخدام المُفرط لهذه الأسمدة الكيميائيّة في نشوء مناطق ميتة في المحيطات.
  • ازدياد نسبة مركبات الكلوروفلوروكربون في الغلاف الجويّ:[3] تُعرَّف مُركّبات الكلوروفلوركربون بأنّها مُركّبات عضويّة تتكوّن من عناصر الكلور، والكربون، والفلور؛ تنتج كمركّبات متطايرة من الميثان والإيثان، وتُستخدَم بوصفها بدائل آمنةً للموادّ الخطِرة، مثل: الأمونيا؛ فهي مُركّبات غير قابلة للاشتعال وغير سامّة؛ ولهذا تُستخدَم لأغراض التّبريد، والرشّ التي يمكن أن تعمل باستخدام الوقود،[4] وتُساهم هذه الغازات في ظاهرة الاحتباس الحراريّ؛ حيث تُعدّ من الغازات الدّفيئة، فتُدمّر طبقة الأوزون.[3]

حلول الاحتباس الحراريّ

للحدّ من آثار ظاهرة الاحتباس الحراريّ على الكرة الأرضيّة، لا بُدّ من تقليل انبعاث الغازات الدّفيئة التي تُعدّ المُسبِّب الرئيسيّ لهذه الظاهرة، ومن الحلول التي تساهم في الحدّ منها ما يأتي:[5]

  • ترشيد استخدام الوقود في وسائل النّقل: وذلك عن طريق اختيار وسائل النّقل التي لا تحتاج وقوداً، مثل: الدرّاجات، أو المشي بدلاً من وسائل النّقل التي تحتاج وقوداً، مثل: الحافلات، والسيّارات، وعند الحاجة إلى استعمالها فيكون ذلك باستخدام وسائل النّقل العامّة، مثل: الحافلات، بدلاً من وسائل النّقل الخاصّة، مثل: السيّارت؛ ففي الحافلة يُنقََل عدد أكبرمن الناس مُقارنةً بالسيّارة، وبكميّة الوقود نفسها.
  • زراعة الأشجار: تمتصّ الأشجار ثاني أكسيد الكربون عن طريق عمليّة البناء الضوئيّ؛ إذ إنَّ شجرةً واحدةً قادرةٌ على امتصاص طنّ واحد من ثاني أكسيد الكربون.
  • ترشيد استهلاك المياه السّاخنة: وذلك عن طريق شراء قطع تقليل تدفُّق المياه.
  • ترشيد استهلاك الكهرباء: وذلك عن طريق إطفاء الأضواء عند مغادرة الغرفة، وإيقاف تشغيل الأجهزة الكهربائيّة في حين عدم استخدامها.
  • تقليل استخدام تكييف الهواء والحرارة: ويتمّ ذلك بعزل جدران المنزل والأسقُف، ووضع السدّادات حول النّوافذ والأبواب، وبذلك تقلُّ قيمة تكلفة التدفئة المنزليّة بنسبة تفوق 25%.
  • استبدال المصابيح الكهربائيّة العاديّة واستخدام المصابيح الفلوريّة المُدمَجة: إذ إنّ استبدال مصباح واحد من هذه المصابيح سيوفّر مبلغ 30 دولاراً أميركيّاً على مدى الحياة، حيث تستهلك مصابيح الفلور طاقةً أقلّ بثُلثين من المصابيح العاديّة، وتعطي حرارةً أقلّ بنسبة 70%.
  • شراء المُنتجات الموفِّرة للطاقة: مثل الأجهزة المنزليّة التي تستهلك طاقةً أقلّ، والسيّارات المُوفِّرة للوقود، والمصابيح الفلوريّة المُدمَجة التي تستهلك طاقةً أقلّ مقارنةً بالمصابيح العاديّة.
  • تقليل النّفايات غير القابلة لإعادة التدوير أو الاستخدام: وذلك عن طريق شراء المنتجات ذات الحدّ الأدنى من التّعبئة والتّغليف.
  • تجنُّب شراء المُنتجات التي لا يُعاد تدويرها: مثل عبوّات البلاستيك المصبوب.
  • إعادة تدوير أو إعادة استخدام بعض المنتجات: ومن هذه المنتجات الورق، والبلاستيك، والزّجاج، والألومنيوم، والصُّحف، وبهذا يمكن منع انبعاث 2400 رطل من غاز ثاني أكسيد الكربون للغلاف الجويّ سنويّاً.
  • مشاركة المعلومات حول إعادة التّدوير وكيفيّة الحفاظ على الطاقة مع الآخرين: وذلك لتقليل استهلاك الوقود الأحفوريّ الذي تنتج عنه الغازات الدّفيئة.

المراجع

  1. ^ أ ب Henrik Selin, Michael E. Mann (14-12-2015), "Global warming"، britannica, Retrieved 12/4/2017.
  2. ↑ Derek Markham (7/6/2009), "Global Warming Effects and Causes: A Top 10 List"، planet save, Retrieved 12/4/2017.
  3. ^ أ ب "A blanket around the Earth", Nasa, Retrieved 12/4/2017.
  4. ↑ "CFCs", The Ozone Hole, Retrieved 12/4/2017.
  5. ↑ M. Venkataramanan and Smitha (3/2011)، "Causes and Effects of Global Warming"، Indian Journal of science And Technology، اطّلع عليه بتاريخ 12/4/2017.