-

قدرة الله في السماء

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

السماء

لو تأمل الإنسان السماء لوجدها فضاء واسع ينعكس فيه اللون الأزرق مع ضوء الشمس، والمكان الذي تراقبه العيون عند نزول الغيث من السحب الممطرة التي تتراكم في فصل الشتاء، والكثير من دلائل عظمة الله تعالى في خلق السماء، وهناك العديد من الآيات القرآنية التي ذكرت ووصفت فيها السماء ودعت الإنسان إلى تدبرها وعدم الجحود بالخالق عزّ وجل.

مظاهر قدرة الله تعالى في السماء

مرفوعة بغير عمد

قال الله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) [الرعد: 2].

تتجلى عظمة الله تعالى برفع السماء في مسافات شاهقة الارتفاع لا توجد أعمدة تحملها، بل هي عبارة عن سقف مرفوع لا أعمدة تحته ولا شيء يمسكه من فوق؛ بل هي محفوظة بقدرة الله تعالى من أن تقع على الأرض، وبرحمته عزّ وجل على الإنسان.

غاية في الحسن

قال تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) [الملك: 5]، في هذه الآية الكريمة يتجلى جمال الخالق وإبداعه في خلق السماء؛ فقد زينها بالنجوم المضيئة التي تتلألأ في ظلام الليل لتبعث النور والضياء والجمال، ومع النجوم المضيئة تنجلي وحشة الليل، كما جعل الشهب رجوماً للشياطين.

اعتمد الإنسان قديماً في تحديد الأماكن على ما يراه من مجموعات النجوم التي تتشكل مع بعضها، فهناك الكثير من أسماء النجوم المشهورة في الفلك عند العرب.

تعدد المخلوقات

قال تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [النحل: 12].

سخر الله تعالى للإنسان العديد من المخلوقات في السماء، مثل خلْق الليل والنهار وتعاقبهما حتى يصلح عيش الإنسان بين الاستمرار على العمل وكذلك الراحة في الليل، وخلْق القمر والشمس في حساب الوقت وتقدير السنين، وكذلك خلْق النجوم، والكواكب، والبرق، والرعد، والغيوم، وكل واحدة من هذه المظاهر تتجلى قدرة الخالق في دقة صنعها.

دقة انتظام الكون

قال تعالى: ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [يس: 40].

مع تعدد الأجرام السماوية تظهر قدرته عزّ وجلّ في دقة وانتظام الكون وعدم اضطرابه؛ فالشمس لها مدار ومسار محدد لا تنحرف عنه، وكذلك القمر يسير في مدار محدد لا يخرج عنه ويصطدم مع الأقمار والكواكب والنجوم، أي كل الأجرام السماوية تسير بمدار ولا تنحرف عنه، فلو خرجت عن ذلك المسار لعمّت الفوضى واختفت معها الحياة على الأرض التي تكون حينها منثورة إلى أجزاء كثيرة.