لاسم الله الجبار دلالاتٌ متعدّدة، فأمّا الجذر اللغوي له فهو الفعل جَبَرَ، واسم الفاعل منه جابر، والمعنى منه إصلاح الشيء بضربٍ من القهر، ومن ذلك أُخذ لفظ جبر العظم، والجبّار -جلّ وعلا- هو من يجبر الفقير بالغنى، ويجبر المريض بالشفاء، ويجبر خائب الأمل بالتوفيق والتيسير، والجبّار كذلك من الجبروت كما قال ابن القيّم، ولذلك فإنّ اسم الجبّار من أسماء العظمة والعلوّ لله -تعالى-، وقد ورد اسم الله -تعالى- الجبّار في القرآن الكريم مرةً واحدةً في قوله -تعالى-: (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ).[1][2]
رأى العُلماء أن اسم الله -تعالى- الجبّار يحمل ثلاثة أوجهٍ للدلالة في المعنى، فيما يأتي ذكرها:[3]
يذكر العلماء أن بعضاً من صفات الله -تعالى- حين اتّصف بها كانت صفات كمالٍ محمودٍ وقوّةٍ في حقّه -سبحانه-، وإن اتّصف بها أحدٌ من خلقه كانت صفات نقصٍ ومذمّةٍ فيهم، فالله -سبحانه- تكمُل صفاته بوصفه بالجبّار؛ لقوّته، وعظمته، واستعلائه على خلقه، بعكس الإنسان المتّصف بالجبروت والعظمة؛ فإنّها تكون مذمّةً له بين الناس، ولا يرضاها الله -تعالى- له، حتّى إنه يعاقبه عليها، أو يقسم ظهره لاتّصافه بها واستعلائه على الناس وتجبّره فيهم، ويذكر العلماء العديد من الأمثلة لمن تكبّر وتجبّر في الناس لقوّته أو ماله أو علمه أو جاهه، فعاقبه الله -تعالى- بأنّ أخذ منه مصدر قوّته وتجبّره، فظلّ بعد ذلك ضعيفاً ذليلاً يتكفّف الناس وينزل تحت رحمتهم.[4]