الأحاديث الموضوعة
معنى الحديث الموضوع
عرّف علماء الأمة الإسلامية الحديث الموضوع بأنّه الحديث الذي اختلقه بعض الناس عن عمدٍ أو غير عمدٍ، ونسبوه كذباً وزوراً إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، وقد قسّم العلماء الحديث الموضوع إلى قسمين؛ حديثٌ تعمّد الرواة وضعه، وحديث لم يتعمّد الرواة وضعه وإنّما وقع منهم خطأً عن غير قصدٍ، ومن الأمثلة على الأحاديث الموضوعة التي وضعها بعض الناس دون قصدٍ ما رواه ثابت بن موسى الزاهد عن شريك عن الأعمش عن أبي سفيان، عن جابر مرفوعاً قال: "مَنْ كَثُرَتْ صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ"، وقصة وضع هذا الحديث كما روى العلماء جاءت عن غير قصدٍ؛ حيث دخل ثابت على شريك وهو يقول حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، ثمّ سكت بعدما رأى ثابت، وقال: من كثرت صلاته بالليل حسُن وجهه بالنهار، وكان شريك يقصد بتلك العبارة ثابتاً؛ لأنّه كان وَرِعاً يقوم الليل ويجتهد في العبادة، فظنّ ثابت عند سماعه تلك العبارة أنّها من متن الحديث حيث كان يحدّث الناس بها بعد ذلك، وكأنّها حديثٌ نبويٌّ، ومن الأمثلة على الأحاديث الموضوعة التي وضعها بعض الناس عمداً: "أَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ"، فهذا الحديث موضوعٌ؛ لأنّ فيه استثناءٌ غير موجودٍ في الأصل وهو قوله إلّا أن يشاء الله.[1]
أسباب وضع الحديث
ذكر العلماء أسباباً لوضع الحديث؛ منها الرغبة في إفساد الدين، أو بسبب التعصّب للمذهب والرأي، أو تقرّباً للملوك والحكّام حيث كان بعض الرواة يختلق أحاديث ليتقرّب بها إليهم، أو رغبةً في التكسّب وزيارة الربح، حيث ثبت عن بعضهم اختلاقه حديثاً في فضل الهريسة؛ لأنّه كان يبيعها، كما كان الجهل سبباً في اختلاق الحديث؛ حينما كان بعضهم يضع الحديث حتى يرغب الناس في الدين،[1] وقد كانت قلّة العلم والعلماء سبباً في وضع الأحاديث في بعض الأزمان؛ إلّا أنّ العلماء تصدّوا لها وقضوا عليها.[2]
كيفيّة معرفة الحديث الموضوع
لا شكّ أنّ طالب العلم يستطيع أن يُميّز بين الحديث الصحيح والحديث الموضوع؛ حينما ينظر في أسانيد رواته، وينظر في كتب أحوال الرجال، وعلم الجرح والتعديل، ومن الكتب التي ذكرت الأحاديث الموضوعة: كتاب العلل المتناهية لابن الجوزي، وكتاب ضعيف الجامع الصغير، وسلسلة الأحاديث الموضوعة للألباني.[3]
المراجع
- ^ أ ب الشيخ محمد طه شعبان (2017-11-22)، "شرح الحديث الموضوع "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-24. بتصرّف.
- ↑ "التحذير من الأحاديث الموضوعة "، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-24. بتصرّف.
- ↑ "كيف نعرف الأحاديث الصحيحة من المكذوبة"، www.islamqa.info، 2000-1-16، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-24. بتصرّف.