ضوابط الحجاب طب 21 الشاملة

ضوابط الحجاب طب 21 الشاملة

الحجاب الشرعي

جعل الله -عزّ وجلّ- اللباس زينةً وستراً، وهو الطريق الذي يؤدي بصاحبه إلى الخير، كما يدلّ على التقوى، وقد أراد الله تعالى ألّا يجعل الناس على حالة العريّ التي كانوا عليها منذ القدم، وإنّما أراد أن يستر عوراتهم ويواريها، فقد قال: (يا بَني آدَمَ قَد أَنزَلنا عَلَيكُم لِباسًا يُواري سَوآتِكُم وَريشًا وَلِباسُ التَّقوى ذلِكَ خَيرٌ)،[1] إلّا أنّ الشيطان أبى أن يفتن الناس ويدعوهم إلى العريّ كما فتن أبويهم من قبل، فاستجاب له أولياءه، فقد كان الناس قديماً يطوفون بالبيت الحرام عراةً، معلّلين ذلك بأنّهم لا يريدون الطواف في ثيابٍ قد عصوا الله -تعالى- بها، ويدّعون أنّهم إنّما ورثوا ذلك عن آبائهم، ثمّ جاء الإسلام بعد ذلك ليلغي ما كانوا عليه من عادات الجاهلية، ويُخرج الناس من ظلمات الجهل والكفر، فأمر بالحجاب والستر حفاظاً على المرأة من الفسّاق، فجاء الخطاب لمحمدٍ صلّى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ)،[2] كما أمر النساء بالحرص على إخفاء المواضع التي قد تثير الفتنة، إلّا ما يظهر لضرورةٍ أو دون إرادةٍ، وفي الجهة الأخرى فقد أمر المؤمنين بغض أبصارهم، وإن وقع البصر على ما هو محرّمٌ من غير قصدٍ فالواجب صرف البصر مباشرةً، وما ذلك إلّا طهارةً لقلوبهم وحفاظاً على دينهم.[3]

ضوابط الحجاب الشرعي

الحجاب فرضٌ على كلّ مسلمةٍ بالغةٍ عاقلةٍ حرّةٍ، وقد اشترط العلماء بعض الشروط الواجب توافرها في الحجاب حتى يكون شرعياً، وذلك بناءً على نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وفيما يأتي بيان لتلك الشروط بشكلٍ مفصّلٍ:[3]

فوائد الحجاب

فرض الله الحجاب الساتر للبدن على النساء، ووعد بالثواب عليه والعقاب لمن تركه، ولهذا كان تركه من الموبقات التي تؤدي بصاحبها إلى العديد من الكبائر، وللحجاب فوائد عظيمةٌ ومصالحٌ كبيرةٌ، وفيما يأتي بيان لبعض هذه المصالح بشكلٍ مفصّلٍ:[6]

مضارّ التبرّج

يعدّ التبرّج معصيةٌ لله تعالى، ولرسوله صلّى الله عليه وسلّم، ومن يعصِ الله ورسوله فلا يضرّ إلّا نفسه، وهو كبيرةٌ من الكبائر المهلكة؛ فقد قرن رسول الله بين التبرج والكبائر الأخرى في الحديث حين جاءت أميمة بنت رقيقة تبايعه، فبايعها قائلاً: (أبايعُكِ على أن لا تُشرِكي باللَّهِ شيئًا، ولا تَسرقي ولا تَزني، ولا تَقتُلي ولدَكِ، ولا تأتي ببُهْتانٍ تَفترينَهُ بينَ يَديكِ ورِجليكِ، ولا تَنوحي، ولا تَبرَّجي تبرُّجَ الجاهليَّةِ الأولى)،[9] وهو من الأمور التي تجلب لعن الله والطرد من رحمته، كما أنّه من صفات أهل النار، وهو من الأمور التي حرص عليها إبليس في قصة آدم وحواء، وهو طريقةٌ جاهليةٌ يهوديةٌ منتنةٌ فيها دلالةٌ على التخلّف والانحطاط.[10]

المراجع

  1. ↑ سورة الأعراف، آية: 26.
  2. ↑ سورة الأحزاب، آية: 59.
  3. ^ أ ب طه فارس (15-11-2015)، "حجاب المرأة المسلمة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2018. بتصرّف.
  4. ↑ رواه الألباني ، في غاية المرام، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 187، حسن.
  5. ↑ رواه النووي، في تحقيق رياض الصالحين، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 527، إسناده صحيح.
  6. ↑ علي الأهدل (19-8-2014)، "فوائد الحجاب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2018. بتصرّف.
  7. ↑ سورة الأحزاب، آية: 59.
  8. ↑ سورة الأحزاب، آية: 53.
  9. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 75، إسناده صحيح.
  10. ↑ محمد المقدم، "الحجاب لماذا ؟؟"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2018. بتصرّف.