-

مدينة قطرية تاريخية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

شبه جزيرة قطر

شبه جزيرة قطر هي عبارةٌ عن مساحةٍ صغيرةٍ من اليابسة تدخل مياه الخليج العربي من الأراضي السعودية، وأصبحت دولة قطر الآن من أغنى دول العالم بعد اكتشاف البترول والغاز فيها، فتغيرت سبل المعيشة للسكان بشكلٍ جذريٍّ. ومن مدنها التاريخية القديمة مدينة الزبارة.

مدينة الزبارة

مدينة الزبارة هي مدينةٌ ساحليةٌ تقع على الساحل الشمالي الغربي من الخليج العربي، تبعد عن الدوحة العاصمة القطرية حوالي مائة كم وتمتد أراضيها على مساحةٍ تبلغ ستين هكتاراً.

كانت مدينة الزبارة القطرية تمثل أكبر مدن الخليج العربي خلال الفترة الممتدة بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، فقد كانت مركزاً من مراكز صيد الأسماك وتجارة اللؤلؤ، يزورها التجار من جميع مناطق الجزيرة العربية إذ كانت هذه الحرف هي الحرف السائدة بين سكان الخليج العربي فلم يكن النفط والغاز قد اكتشف فيها.

ازدهار هذه المدينة بدأ يتراجع بعام 1811 فهجرها أهلها وأصبحت عبارةً عن دمار وما زالت حتى اليوم، باستثاء آثارها التي تشهد على أهميتها في مراحل تاريخيةٍ قديمةٍ مثل المساجد، والبيوت القديمة المحصنة، والأسواق، وقلعة الزبارة التي تعتبر من أهم المواقع الأثرية فيها.

لقد قامت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم " اليونسكو" بضم مدينة الزبارة لمواقع التراث العالمية، وهي أول موقعٍ قطريٍّ أثريٍّ يدخل السجّل الدولي، وكان أول وصفٍ لمدينة الزبارة كموقع تاريخيّ قد تم من قبل فريق علماء الآثار الدنماركيين في الخمسينيات من هذا القرن.

قلعة الزبارة

تقع قلعة الزبارة في الجانب الشمالي الغربي من جزيرة قطر بالقرب من مدينة الزبارة، حيث شكّلت هذه القلعة مع مواقع تاريخية أخرى مثل موقع أم الشويل، ومنطقة عين محمد، وعين الفريحة، منطقة متكاملة من الآثار المتنوعة في جزيرة قطر، إلا أنّ هذه المواقع التاريخية الأثرية المهمة لم تلقَ الاهتمام المناسب للعناية بها كمناطق سياحيةٍ ولم تقم بها مشروعاتٌ تساعد على جذب السياح إليها.

تاريخ قلعة الزبارة

بنيت قلعة الزبارة بأمر من المغفور له الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني في سنة 1938 م بهدف مراقبة الساحل الغربي لشبه جزيرة قطر، وتم اختيار بناء القلعة على منطقةٍ مرتفعةٍ تُطلّ على المناطق المجاورة خاصةً الساحل البحري، حيث بنيت هذه القلعة كغيرها من القلاع الدفاعية في العصر الإسلامي بشكلٍ مربعٍ أطوال أضلاعه 25,60 م، وتتوسطها مساحة مكشوفةٌ. يحيط بهذا الفناء مجموعةٌ من الغرف وبئر ماءٍ كبيرٍ، ومستودعاتٌ تخزين المؤن، كما تحيط بها أربعة أبراجٍ دفاعيةٍ عاليةٍ، وتحتوي هذه الأبراج على فتحاتٍ دفاعيةٍ صغيرةٍ، وقد تم بناء أسوارها بارتفاعاتٍ عاليةٍ بحيث يصعب الدخول إليها من غير بابها الرئيسي كما يسهل الدفاع عنها.