مفهوم مادة التاريخ
مفهوم مادة التاريخ
يشكّل التاريخ دراسة للحُقب الزمانية الماضية؛ حيث يدرس المختصون بالتاريخ الماضي ويحلّلونه، ولا بد لنجاح دراستهم من توافر الدلائل التي تتصل بالماضي، بالإضافة الى خلق التساؤلات حول هذه الآثار؛ لاستنتاج التفسيرات المنطقية التي تُخبرهم بها هذه الآثار الدّالة على وجود أمّة وحضارة ما، وطريقة قيامها، ووقت وأماكن وجودها، وتساعد مادة التاريخ على إدراك ماهيّة البشر، وحقيقة وجودهم، وأصلهم التاريخي، ومكانهم بين الأمم.[1]
دراسة التاريخ
بسبب صعوبة دراسة حضارات الشعوب بواسطة مؤرخ واحد، من ناحية الوقت، والمكان، والوقائع التي تمّت في تلك الأوقات، فإن المختصين في هذا المجال عَملوا على إنشاء تخصصات تاريخية مختلفة؛ فمثلاً قد يتولّى البعض منهم مسؤولية دراسة تجمّعات محددة من البشر؛ مثل دراسة تاريخ المرأة، أو دراسة الوقائع التاريخية في إطار دولة أو مكان واحد؛ مثل الحروب الصليبية، أو دراسة حقبة زمانية معينة؛ مثل تاريخ العصور الوسطى.[1]
يستخدم المؤرخون طرقاً مختلفة في طرح التساؤلات؛ فعلى سبيل المثال قد ينظرون إلى العلاقات الثقافية أو الاجتماعية بين الأشخاص الذين تتم عليهم الدراسة، أو إلى المناقشات الفكرية أو الدينية داخل أحد المجتمعات أو المجموعات معينة، أو إلى التاريخ السياسي أو الاقتصادي لبلد أو منطقة ما، أو إلى التاريخ البيئي أو العلوم والتكنولوجيا خلال مدة زمنية معينة.[1]
يختلف كل مؤرخ في منهجيته التي يختارها في دراساته وبحوثه، وبسبب اختلاف وجهات النظر والأسئلة المطروحة في أعماله، فإن النتائج تتغير وتتطور مع مرور الوقت، لذا تعتبر دراسة التاريخ عملية ديناميكية قوية، ومتجددة الى الأبد يمكن من خلالها معرفة الماضي لفهم الحاضر، والتخطيط للمستقبل.[1]
أهمية دراسة التاريخ
من أهمية دراسة التاريخ ما يلي:[2]
- إتاحة المجال للمرء ليصبح أكثر إدراكاً لواقعه الحالي، حيث يمكن من خلال فحص ودراسة السلوكيات المجتمعية من النواحي الاقتصادية والثقافية للحضارات السابقة تقديم توقعات علمية لما يمكن أن يحدث في المستقبل القادم.
- فهم مسوِّغات سن بعض القواعد والقوانين التي تنظّم العالم الحديث، فمثلاً قد يتمكن الانسان من استيعاب ضرورة وجود برامج الإعالة والتأهيل المجتمعية الحالية عن طريق النظر إلى التاريخ.
- معرفة مسببات وضع لوائح للحقوق المدنية.
- إدراك وفهم الثقافات العالمية المختلفة.
- تطوير قدرات التفكير القائم على النقد لدى الدارسين والمؤرخين.
- اكتساب قدرة كتابية لتوصيل المعلومة للجماهير.
بداية التدوين التاريخي في العصور الوسطى
بدأت حركة التدوين التاريخي في العصور الوسطى في نهاية القرن الثاني عشر وبدايات القرن الثالث عشر عندما كانت الأحداث والتطورات تتماشى بسرعة أثناء حكم سلالة الإمبراطورية الأنجوية: الحاكم هنري الثاني، وتوماس بيكيت، وريتشارد قلب الأسد، وإيليانور آكيتاين، فأثناء وقوع الأحداث الانقلابية الداخلية، والحروب الصليبة الخارجية بدأت الكتابة الإبداعية التي دوّنت هذه الأحداث؛ حيث بدأت كتابة المسودّة الأولى كعملية أرشفة تحفظ هذا التاريخ، على شكل وثائق تجسّد وضعها الراهن في تلك الحقبة الزمنية، وكملف ضخم يتيح المجال لرؤية تعامل الأشخاص بمختلف فئاتهم مع الأحداث التي دارت حولهم في ذلك الوقت.[3]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "OVERVIEW OF HISTORY DISCIPLINE", www.shoreline.edu, Retrieved 30-9-2018. Edited.
- ↑ "Importance Of History", www.enotes.com, Retrieved 30-9-2018. Edited.
- ↑ MICHAEL STAUNTON (23-1-2018), "Writing the first draft of history in the Middle Ages"، blog.oup.com, Retrieved 30-9-2018. Edited.