بدأت الغزوات بعد أن شرّع الله تعالى الجهاد والقتال للمسلمين رداً للظلم الذي وقع عليهم وكذلك رداً للفتنة، وقد استمرّت لمدّة ثمانية أعوام، وذلك من سنة الثانية بعد الهجرة إلى السنة التاسعة بعد الهجرة وقد شارك الرسول عليه الصلاة والسلام في القتال بسبعٍ منها، ولكلّ غزوة من الغزوات أسبابها ونتائجها المختلفة ولكن جميعها كانت لحفظ مكانة الإسلام وحمايته ولم تكن أبداً طمعاً بسلطة أو مال.
ورد ذكر لبعض هذه الغزوات في القرآن الكريم بالإيجاز أحياناً، وبشيء من التفصيل في أحيان أخرى، حيث إنّه قد ذكرت غزوة بدر الكبرى في سورة الأنفال بالتفصيل وفي سورة آل عمران بالإيجاز، كما وردت غزوة أحد أيضاً في سورة آل عمران وكذلك غزوة بني قينقاع، وذكرت غزوة حنين وتبوك في سورة التوبة باقتضاب، وذكرت غزوة الخندق بالتفصيل في سورة الأحزاب، وغزوتي خيبر والطائف في سورة آل عمران وسورة الفتح.
يعتقد المفسرون والفقهاء أنّ ورود بعض الغزوات بشيء من التفصيل دون غيرها يدلّ على أهمّيتها في مسيرة انتشار الإسلام في عهد النبوة، ولأنّ بها عبرة عظيمة يجب الوقوف عندها.