تاريخ الأمازيغ طب 21 الشاملة

تاريخ الأمازيغ طب 21 الشاملة

حضارات شمال إفريقيا

عاصر الوطن العربي بشكل عام العديد من الحضارات التي تعاقبت عليه وأثرت به بشكل مباشر، ونخصّ بالذكر الدول العربية في شمال إفريقيا وهي دول المغرب العربي وجمهوريّة مصر العربية، حيث تمركزت وتعاقبت عليها حضارات وأقامت بين ربوعها شعوباً وطوائف من مختلف الأصول والمنابت، ومن أكثر القبائل انتشاراً في هذه المناطق من شمال إفريقيا هم الأمازيغ، مع العلم بأنّ هذه الفئة توجد أيضاً في كل من فرنسا وكندا ودول الاتحاد الأوروبي.

الأمازيغ

هم شعوب استوطنوا في منطقة واحة سيوة في الشرق امتداداً إلى الغرب في منطقة المحيط الأطلسي، ويُعتبر الأمازيغ أو كما يُطلق عليهم البربر أنّ أصولهم تعود إلى شمال إفريقيا، وبالتحديد امتداداً من البحر الأبيض المتوسط في شمال قارة إفريقيا وصولاً إلى جنوبها في الصحراء الكبرى، وكان يُطلق قديماً على موطن الأمازيغ اسم نوميديا.

ويشار إلى أنّ الأمازيغ هم قبائل وشعوب من مختلف الطوائف تجمّعت تحت مسمّى الأمازيغ، وصنّفهم العرب إلى البرانس ويعود نسبهم إلى بنو برنس بن بربر، أما الصنف الثاني البتر وتعود أصولهم إلى مادغيش الأبتر بن بربر، ويشار إلى أنّ الفرس هم البربر، ويُطلق عليهم هذا الوصف، وقد ألصق الرومان وصف الأمازيغ بغجر الشعوب التي تقيم في الشمال الإفريقيّ، الذين كانوا لا يخضعون لحضارتهم وثقافتهم.

تتحدث القبائل الأمازيغيّة اللغة الأمازيغية، ويُستخدم بين مفرداتها وتراكيبها ما يقارب عشرين إلى ثلاثين بالمئة من مفردات اللغة العربيّة، وتتّسم هذه اللغة بالصعوبة البالغة، وأصدر الملك المغربي محمد السادس قراراً ملكيّاً بإنشاء معهد ملكيّ أمازيغي وكان ذلك في السابع عشر من شهر أكتوبر عام ألفين وواحد ميلاديّة، وذلك سعياً منه لجمع الآراء والكشف عنها فيما يتعلّق بإجراءات وتدابير الحفاظ على اللغة والثقافة الأمازيغيّة، ومن أهم إنجازات هذا المعهد أنّه أخرج لغة أمازيغيّة وأوجدها، وانتقى خط التيفيناغ لكتابة اللغة الأمازيغية.

ويكتب الأمازيغ لغتهم التي يتحدّثونها بالاعتماد على أبجديّة خط التيفيناغ، والذي يُعتبر من أقدم الخطوط الأبجدية، وهو منحدر بالأساس من الأبجدية الفنيقية.

أماكن وجودهم

يستوطن الأمازيغ منطقة واسعة تبدأ من الجمهورية المصرية في واحة سيوة وصولاً إلى جزر الكناري، ويتمركز وجودهم أيضاً من ساحل البحر الأبيض المتوسط امتداداً إلى أعماق الصحراء الكبرى في دولتي مالي والنيجر جنوباً، وبدأ العرب بالتحدث باللغة العربية عند دخول شمال إفريقيا بالدين الإسلامي، ويكثر وجودهم في كل من:

عادات الأمازيغ وتقاليدهم

ويمكن تعريف هذه العادة بأنها طقوس دينية أو احتفال ديني أُطلق للطلبة الأمازيغيين لإتاحة الفرص لهم لحضور المناسبات الدينية والتأكيد على ضرورة وجود الدين الإسلامي وحضوره في كل أبعاد الحياة.

تاريخ الأمازيغ

كشفت الكتابات المصرية القديمة عن تاريخ وجود الأمازيغ الحقيقي، والذي يعود إلى نحو ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، وحمل الأمازيغ عدة أسماء على مر العصور ومن أشهرها: الليبيون، النوميديون، الجيتوليون، والمور، والبربر وأخيراً الأمازيغ، ويشار إلى أنّ الشعوب والقبائل الأمازيغيّة قد عاصرت دول العالم القديم القوية، وكان لها دور تاريخيّ ذو أهمية بالغة، فظهر أثرهم الفعال في كل من الثقافات والمجالات العسكرية، ومن أبرز الأمثلة على دور الأمازيغ هي مدينة قرطاج التي تُعدّ أنموذجاً لتفاعلهم مع الدولة الفينيقيّة، وكما ظهر بشكل جليّ التفاعل بين الإغريق والطوائف الأمازيغية في مدينة قورينا، وقد ترك تفاعل الأمازيغ مع الدولة الرومانيّة أثراً واضحاً حيث أصبحت مدينة قرطاج الرومانية من أكثر المدن قوة بعد العاصمة الرومانية.

أما في المجالات السياسيّة ومؤسساتها، فترك الأمازيغ بصمة واضحة في ذلك حيث امتازت الجيوش الرومانية بالقوة، وخرّجت أعظم قياصرة الرومان ذات الأصول الأمازيغيّة، ومن أبرزهم سبتيموس سيفاريوس، ودارت معارك حامية الوطيس بين الأمازيغ والدولة الأمويّة العربيّة لمدة تصل أكثر من نصف قرن، واختلط الأمازيغ بالعرب وساندوهم في بعض غزواتهم، ويقال إنّ القيادي المقاتل طارق بن زياد ينحدر من أصول أمازيغيّة، ويعود له الفضل في فتح الأندلس.

ومن أبرز أعلام الأمازيغ: عباس بن فرناس، وابن بطوطة، وعبد الله بن يحيى بن يحيى الملقّب بمسند الأندلس، وسليمان باشا الباروني، والمعز بن باديس، وأبو القاسم الزياتي، والعلامة عبد الحميد بن باديس، والمفكر الإسلامي مالك بن نبي، ورئيس جزائري سابق اليمين زروال.