-

تاريخ مدينة القسنطينة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مدينة قسنطينة

مدينة قسنطينة هي مدينة جزائرية، وتسمى أيضاً " بمدينة الجسور" و"عاصمة الشرق" الجزائريّ، وتعدّ من أكثف المدن الجزائريّة سكّاناً، كما وأنّها مبنيّة على صخرة من الكلس القاسي الأمر الذي أعطاها جمالاً خلاباً، ونادراً لا يمكن إيجاده في أيّ مدينة من مدن العالم، وللعبور من ضفة إلى أخرى لا بد من المرور على الجسور المشيدة منذ القدم، فهي تضم أكثر من ثمانية جسور، ولهذا أطلق عليها اسم "مدينة الجسور".

تاريخ مدينة القسنطينة

بدأ تاريخ قسنطينة عندما قدم الأمازيغ إليها، حيث شكلوا قبائل تضمهم فيها، وقد أطلق عليهم الإغريق اسم الليبيين، ويعود تأسيس قسنطينة إلى التجار الفينيقيين، إذ سميت قديماً بـ "قرتا"، ومعناها بالفينيقية "القرية أو المدينة"، وسماها القرطاجيون "ساريم باتيم".

اشتهرت مدينة قسنطينة بعد حصار "يوغراطة" الذي رفض الاستسلام، وتقسيم مملكة أبيه إلى ثلاثة أقسام، وبعد حصارها لخمسة أشهر، اقتحم المدينة، واستولى عليها، وعادت للحياة مجدداً بفضل "يوغراطة" ملك نوميدية الجديد، بعد ذلك أصبحت المدينة تحت سلطة الرومان، وفي العهد البيزنطي تم تدميرها؛ حيث اجتاحها الرومان مجدّداً، وأمر الإمبراطور ماكسينوس بتخريبها، وفي عام ثلاثمئة وثلاث عشر للميلاد أعاد الإمبراطور قسطنطين بناءها، وسميت حينئذٍ بالقسنطينة.

دخول المسلمين إلى قسنطينة

دخل المسلمون إلى المغرب، وفي القرن التاسع توافدت القبائل الهلالية عليها، وفي القرن العاشر أصبح أهلها يتكلمون اللغة العربية، واستوطن الأندلسيون المدينة، وفي القرن الثالث عشر سيطرت الدولة الحفصية في تونس على المدينة، وبقيت معهم إلى أن دخلها الأتراك، إذ حاولوا احتلالها عدة مرات، وكان الحفصيون يقاومونهم دائماً، إلى أن قاد الداي محمد صالح رايس حملة استولى من خلالها على المدينة دون أي قتال، ودانت له البلاد بعد أن هزم عبد المؤمن زعيم الحفصيين، ومعه أولاد صاولة، وطور صالح باي المدينة، حيث قام ببناء جامع، ومدرسة "القطانية"، ومدرسة "سيدي لخضر".

الاحتلال الفرنسي لقسنطينة

وعندما احتل الفرنسيون الجزائر، رفض الأهالي الاستسلام، والانصياع لسلطتهم، فقام "أحمد باي" بحملة كبيرة استطاع من خلالها أن يردهم عن احتلال قسنطينة، ولكن تمكن الفرنسيون من الدخول إلى المدينة من خلال معابر سرية، واستمر القتال بينهم، وبين الأهالي إلى أن استولوا عليها، مخلفين أعداداً كبيرةً من القتلى خلفهم، واستطاع "الباي أحمد"، وخليفته "بن عيسى" من المغادرة إلى الجنوب.