كان يوماً عظيماً عند الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري حيث نزل لديه سيّد الخلق والمُرسلين محمد صلّى الله عليه وسلّم، ذلك اليوم الّذي دخل فيه الرسول المدينة المنورة مهاجراً مع صاحبه أبو بكر الصدّيق، أقام النبي الكريم في بيت أبي أيوب سبعة أشهر حتّى بُني البيت والمسجد النبوي، ألحّ الصحابي الجليل على الرسول أن يقيم في البيت العلوي لكنه رفض، وزاد في إكرام النبي فلم يكن يأكل حتّى يأكل الرسول فيسأل عن موضع يده ويأكل من حيث كانت، ويُذكر أنّه في يوماً كُسرت جرّة ماء في بيت أبي أيوب ففزع هو وزوجته وقاما إلى فراش لهما يجففان به الماء خشية أن ينزل على البيت الأسفل، ومن خُلق إبي أيوب وإكرامه أنّه وأهله ما كانوا ينزلون إلى الأسفل حياء منه، واستمر في الإلحاح على الرسول صلّى الله عليه وسلّم حتّى وافق على الإنتقال إلى البيت العلوي.[١]
أسلم ابو أيوب الأنصاري قبل الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة وشهد بيعة العقبة وغزوة بدر وغيرها، وقد روى عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم الكثير من الأحاديث وروى عنه العديد من الصحابة منهم ابن عباس وأنس بن مالك، عاش أبو أيوب الأنصاري أغلب حياته مع جيوش الفتح، وكان آخرها في جيش يزيد بن معاوية الساعي لفتح القسطنطينية وقد بلغ من العمر ما يقارب الثمانين عاماً ولم يمنعه ذلك من الجهاد في سبيل الله، إلا أنّه مرض وعجز عن الإستمرار في القتال فطلب من يزيد أن يدخل وجند المسلمين إلى أبعد مكان في أرض العدو وأن يدفنوه فيها فتوفي رضي الله عنه سنة اثنتين وخمسين للهجرة ووري الثرى في القسطنطينية.[٢]
للصحابي الجليل الكثير من المواقف الثابتة والتي تتسم بالإيمان والحكمة منها: