-

علامات الساعة التي ظهرت

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

يوم القيامة

ذُكر يوم القيامة في سبعين آية من القرآن الكريم، حيث وصف الله -تعالى- هول ذلك اليوم، وأخبر -عز وجل- أن الإنسان لن يهتم إلا بنفسه من شدة ذلك الموقف، حيث قال: (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ* يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)،[1] وأن الكافر يتمنى لو يفتدي من العذاب بكل شيء في سبيل الخلاص منه، مصداقاً لقوله تعالى: (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ* وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ* وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ)،[2] ومن الجدير بالذكر أن الله -تعالى- قد سمّى يوم القيامة بالعديد من الأسماء، ولكل اسم منها معناه ودلالته الخاصة، وقد عدّ العلماء ما يقارب الخمسين اسماً ليوم القيامة، ومنها: اليوم الآخر، والساعة، ويوم البعث، والقارعة، ويوم الخروج، ويوم الدين، ويوم الفصل، والطامة الكبرى، والصاخة، والحاقة، والواقعة، وغيرها الكثير من الأسماء.[3]

علامات يوم القيامة الّتي ظهرت

من كرم الله -تعالى- ورحمته أن جعل لقيام الساعة علامات وإشارات تدل على قربها، وقد قسّم العلماء تلك العلامات إلى علامات صغرى، وهي العلامات التي تسبق قيام الساعة بزمن بعيد، وعلامات كبرى وهي الأحداث التي تظهر قرب قيام الساعة، وتكون غير معتادة الظهور، بينما قسّم بعض أهل العلم علامات الساعة إلى ثلاثة أقسام، قسم ظهر وانقضى، وقسم ظهر ولا يزال يتكرر، وقسم لم يظهر بعد.[4]

علامات الساعة التي ظهرت وانقضت

هناك الكثير من علامات الساعة التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقعت كما أخبر، ويمكن بيان بعضها فيما يأتي:[5]

  • ظهور الخوارج: أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن من علامات الساعة ظهور الِفرق المخالفة لسنّته المطهّرة، ومن هذه الفِرق الخوارج، مصداقاً لما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يخرُجُ في آخرِ الزَّمانِ قومٌ أحداثُ الأسنانِ سُفَهاءُ الأحلامِ يقولونَ مِن خيرِ قَولِ النَّاسِ يقرءونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقيَهُم يمرُقونَ منَ الإسلامِ كما يَمرُقُ السَّهمُ منَ الرَّميَّةِ فمَن لقيَهُم فليقتُلهم فإنَّ قتلَهُم أجرٌ عندَ اللَّهِ لمن قتلَهُم)،[6] وقد حدث ما أخبر عنه الصادق المصدوق، فبعد انتهاء معركة صفّين اتّفق أهل الشام والعراق على التحكيم بين الطائفتين، فلما رجع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى الكوفة خرجوا عن طاعته، واجتمعوا في منطقة في الكوفة واسمها حروراء، وكان عددهم مابين الستة عشر إلى ثمانية عشر ألف رجل.
  • خروج نار من أرض الحجاز: أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن من علامات الساعة ظهور نار عظيمة في الحجاز، وقيل إنها كانت بركاناً وقع في المدينة المنورة، وقد نقل العديد من العلماء الواقعة، حيث قال الإمام النووي رحمه الله: (وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت نار عظيمة من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، تواتر العلم بخروجها)، ونقل القرطبي -رحمه الله- أن تلك النار ظهرت في منطقة قريبة من بني قريظة في المدينة المنورة تسمى بالحرّة، وكان ذلك يوم الأربعاء الموافق 3 جمادى الآخرة سنة 654 للهجرة، وقال ابن كثير رحمه الله: (كان ظهور النار من أرض الحجاز، والتى أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى، كما نطق الحديث، وقيل: إن النار بقيت ثلاثة أشهر، وكانت نساء المدينة يغزلن على ضوئها).
  • فتح القسطنطينة: وعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمّته بفتح القسطنطينية، التي بناها الملك قسطنطين، وكانت تُعتبر عاصمة البيزنطيين في ذلك الوقت، وكانت تُسمى بمدينة قيصر، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (لَتُفْتَحَنَّ القسطنطينيةُ، و لِنعْمَ الأميرُ أميرُها، و لنعمَ الجيشُ ذلكَ الجيشُ)،[7] وأخبر -عليه الصلاة والسلام- أن ذلك الفتح سيكون من علامات الساعة، فقد رُوي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أنه قال: (بينما نَحنُ حولَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نَكْتبُ إذ سُئِلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أيُّ المدينَتينِ تُفتَحُ أوَّلًا: قُسطنطينيَّةُ أو روميَّةُ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: مَدينةُ هرقلَ تُفتَحُ أوَّلًا يَعني قُسطَنطينيَّةَ).[8]

علامات الساعة التي ظهرات ولا زالت تتابع

هناك الكثير من علامات الساعة التي أخبر عنها النبي عليه الصلاة والسلام، فظهرت ولا زال ظهورها يتتابع، ويمكن بيان بعضها فيما يأتي:[9]

  • ظهور الفتن: أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن من علامات الساعة كثرة الفتن، مصداقاً لما رُوي عنه أنه قال: (لا تقومُ الساعةُ حتى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرُ الزلازلُ، ويَتقاربُ الزمانُ، وتظهرُ الفِتَنُ، ويكثُرُ الهَرَجُ، وهو القَتْلُ القَتْلُ)،[10] ومن الجدير بالذكر أن الله -تعالى- قدّر أن تكون هذه الفتن لاختبار عباده، ولتكفير السيئات، ورفع الدرجات، ففي زمن الفتن يكثر البلاء بسبب انتشار الشهوات، وتحيط بالإنسان الشبهات من كل مكان، ويتزعزع الإيمان في القلوب، فلا يثبت إلا من ثبّته الله تعالى وعَمّر قلبه بالإيمان، وبادر للأعمال الصالحة.
  • خروج أدعياء النبوة: أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- أن من علامات الساعة ظهور أدعياء النبوّة، وبيّن أن عددهم قريب من الثلاثين دجالاً، مصداقاً لما رُوي عنه أنه قال: (لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يُبعَثَ دجَّالونَ كذَّابونَ قريبٌ من ثلاثينَ، كلُّهم يزعمُ أنَّهُ رسولُ اللَّهِ)،[11] وقد وقع ما أخبر عنه الصادق المصدوق، فقد خرج أدعياء النبوة في أواخر حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم مسيلمة الكذاب الذي ادّعى أنه يُوحى إليه، فقُتل في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

المراجع

  1. ↑ سورة عبس، آية: 33-37.
  2. ↑ سورة المعارج، آية: 11-14.
  3. ↑ ندا أبو أحمد، "الدار الآخرة أهوال يوم القيامة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-1-2019. بتصرّف.
  4. ↑ مشاري سعيد المطرفي (1435 هـ - 2014)، آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية (الطبعة الأولى)، الكويت: مكتبة الإمام الذهبي للنشر والتوزيع، صفحة 28-30. بتصرّف.
  5. ↑ ندا أبو أحمد، "علامات الساعة التي ظهرت وانقضت"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-1-2019. بتصرّف.
  6. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 138، صحيح.
  7. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن بشر الغنوي، الصفحة أو الرقم: 7209، صحيح.
  8. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 10/131، صحيح.
  9. ↑ ندا أبو أحمد، "علامات الساعة التي ظهرت ولا زالت تتابع"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-1-2019. بتصرّف.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1036، صحيح.
  11. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 157، صحيح.