-

كيف تطير الطيور

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الطيران

منذ زمن والإنسان لديه ذلك الشغف في الطَّيران، وربما كانت المحاولة الأولى في بداية القرن العشرين، حيث صنع عبَّاس ابن فرناس الأجنحة الخاصّة به، وطار بها من فوق قمة جبلٍ محاولاً بذلك محاكاة حركة الطُّيور، ولاتزال تلك الكائنات المُسخَّرة لتلك المُهمَّة تطير بانسيابيَّة دون التقنيات والآليَّات التي استخدمها الإنسان من أجل تحقيق ذلك الحُلم.

كيفيَّة الإقلاع من الأرض

يُعتبر الإقلاع من أصعب مراحل الطَّيران، ثم بعدها تحلِّق الطيوربسهولةٍ في الجو، وتعتمد طريقة الإقلاع وكيفيّته على حجم الطائر، فلو أخذنا الحمامة مثلاً لرأيناها تقفز أولاً باتّجاه الأعلى لحظة انفصالها عن الأرض، ثم ترفع جناحيها، وتميل إلى الأمام قليلاً وتستمرُّ في الارتفاع حتّى تسطيع أن تتقدَّم في الجوِّ، وفي حال كان حجم الطَّائر كبيراً فإنَّه يركض في مكانٍ مفتوحٍ، ويرفرف بجناحيه إلى أن يحقِّق الإقلاع، وهذه هي الطريقة نفسها التي استخدمها الإنسان في مجال إقلاع الطَّائرات.

كيفيّة تحليق الطيور

يستمر الطائر في التَّحليق بسهولةٍ بعد الإقلاع، وربما يعود ذلك إلى التَّصميمِ الهندسِيِّ الموجود تحت جناح الطائر،إذ إنَّه مستوٍ تماماً من أسفله عند نشره، لكنَّه محدَّبٌ من أعلاه، ممَّا يؤدي إلى أن يتبعثر الهواء أعلى الجناح بسبب التحدُب، فيقلُّ ضغطه عن أسفله، فيرتفع الطائر في الهواء ويحافظ على ارتفاعه، وتتمُّ تفاصيل العمليَّة كالآتي:

  • ينحني الجزء الخلفيُّ من جناح الطائر للأسفل قليلاً.
  • يصطدم جناح الطائر بالهواء المارِّ من أسفل الجناح بهذا الانحناء فينضغط.
  • يتمكَّن الطائر حينها من الارتفاع باتجاه الأعلى، وينطبق ماذُكر على الطيور الصغيرة، مثل: طائر النورس، أمَّا الطيور المُرفرفة فتحرِّك جناحيها كما ذكرنا سابقاً من أجل تكوين تيارٍ للهواء تحت جناحيها، ثمَّ:
  • يحرِّك نصف جناحيه باتجاه الدّاخل ممَّا يؤدّي إلى تقليل احتكاك الهواء.
  • يفتح جناحيه بشكل كامل عندما يحرِّكه باتجاه الأسفل.
  • يتداخل وقتها الرِّيش مع بعضه البعض.
  • يدفع الهواء المارُّ القسمَ الأماميّ للجناح باتجاه الأعلى، ممَّا يقلِّل ضغط االهواء الذي فوق الجناح.
  • بفعل كلِّ ماسبق يجذب الطائر إلى الأعلى.

تركيبة ريش الطيور

بعدما قام الطائر بالاقلاع واستمر في الجوِّ يخفي جسمه، ويثني رجليه، ويبسطُ جناحيه، يبدأ مباشرة فى ضرب الهواء بجناحيه وحالما يركب الطائر الهواء فانه يخفض جناحيه إلى أسفل كى يندفع إلى أعلى، وتتماسك ريشات الجناح الكبيرة، والمُسمَّاة بـ(الريش المحيط) حيث لا توجد بينها فجوات تسمح بمرور الهواء من بينها، كلّ ذلك الفضل يعود إلى تصميم الرِّيش المدهش؛ حيث تنبت من ساق الرِّيشةِ شعيراتٌ دقيقة، وتتصل كلُّ شعيرةٍ بما يجاورها من شعيرات عبر شعيرات أدقّ منها، وكلّ شعيرة فيها المئات من الأوبار الدقيقة جداً التي تصل كلَّ أجزاء الرِّيشة مع بعضها فينتج عن ذلك سطحٌ مصمتٌ وقويّ وخفيف، وتلك هي الميِّزة العظمى، فقد يصل عدد ريش الحمامة إلى مئات الآلاف من الشُّعيرات الدقيقة، وكذلك فيها ملايين الشعيرات الأكثر دقَّة، ورغم ذلك فإنَّ عظام الأجنحة وعظام الذيل، التي يتصل بها معظم الريش، تكون خفيفةً جدَّاً، وقصيرة جدّاً، إذا ماقورنت بمساحة الجناح.