رغّب الله -تعالى- عباده بالتوبة وملازمتها على الدوام، ووعد من يؤدّيها بشروطها كاملةً أن يتوب الله عليه من جميع ذنوبه مهما كانت، وأخبر النبيّ -عليه السلام- أنّ التوبة تجبّ ما قبلها من ذنوبٍ، حيث قال: (التوبةُ تجُبُّ ما قبلَها)،[1] فإن كَمُل تحقيق شروط التوبة النصوح غُفرت جميع ذنوب العبد بإذن الله.[2]
أخبر العلماء وجوب التوبة على العباد من كُلّ الذنوب، كبيرها وصغيرها على حدٍ سواءٍ، قال النووي -رحمه الله-: "واتّفقوا على أنّ التوبة من جميع المعاصي واجبةٌ على الفور، ولا يجوز تأخيرها، سواءً كانت المعصية صغيرةً أو كبيرةً"، وبيّن العلماء شروط التوبة النصوح التي تُمحى بها الذنوب بإذن الله، وبيانها فيما يأتي:[3]
ذكر العلماء أنّ الكبائر إن أتاها المسلم فعليه أن يحقّق شروط التوبة النصوح حتى يتوب الله -تعالى- عليه، ومثال الكبائر: عقوق الوالدين، والشرك بالله، ويمين الغموس، وغير ذلك، وقد ذكر العلماء أيضاً أنّ هناك بعض المُكفّرات لصغائر الذنوب إن أتاها المسلم ولازمها على الدوام، يُذكر منها: الصلاة، والصيام، والتزام الطاعات بالعموم، وأداء العمرة والحجّ، وصلاة الجمعة، وسائر الأعمال الصالحة والعبادات إن كانت بانتظامٍ على الدوام.[4]