-

كيف يمكن للغيوم أن تساعد الناس على توقع حالة الطقس

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الغيوم

الغيوم هي عبارة عن حواجز متحرّكة ضمن الغلاف الجوي وخارجه، تتميّز بقدرتها على التأثير على المناخ؛ حيث تمتصّ الحرارة أو تعكسها على سطح الأرض، ويعتمد ذلك على ارتفاعها ونوعها، بالإضافة إلى ذلك فإن الغيوم يمكن أن تتحكم بكمية الأمطار وبهذا تحد من ظاهرة التصحر عبر وظيفتها في المساعدة على تحويل الغبار والبكتيريا الموجودة في الجو، حيث إن للغبار تأثيراً كبيراً في تقليل كمية الأمطار لقدرتها على تغليف قطرات المطر والتقليل من حجمها، فيصبح احتمال سقوطها أقل. ويمكن تعريف الغيوم أو السحب أيضاً بأنها عبارة عن كتلة من قطرات الماء أو البلورات الثلجية، أو قطرات من الماء مزجت مع بلورات ثلجية لتكوّن خليطاً يتشكّل على هيئة غيمة، تعلق في الهواء على ارتفاعات مختلفة، وحتى تتشكل السحابة يرتفع الهواء المحمل بالرطوبة إلى الأعلى بسبب التيارات الهوائية الصاعدة، وترتفع كتلته ويتوسع بسبب الضغط المنخفض في الأعلى، وهذا التمدد أو التوسع يسمح له بأن يبرد وتنخفض درجة حرارته ويبدأ بالتكاثف على جسيمات مجهرية موجودة في الهواء يُطلق عليها نوى التكثيف، أو على قطرات ماء صغيرة أو بلورات ثلجية، مما يؤدي إلى تشكل قطرات تترتب بقطر يبلغ 0.01مم، وبتركيز يقارب المئات لكل سنتيمتر مكعب، وبذلك تتكون الغيمة.[1][2]

ويصنف العلماء المختصون بدراسة أحوال الجو والتنبؤ بها الغيوم حسب مظهرها وبناءً على ارتفاعها أيضاً، بحيث يوجد لكل غيمة على ارتفاع معين مسمى خاص بها، وبذلك توجد ثلاثة أنواع؛ وهي الغيوم العالية وارتفاعها 5-13كم، والغيوم المتوسطة وارتفاعها 2-7كم، والمنخفضة وارتفاعها 0-2 كم ، وتتفرع هذه الأنواع إلى تصنيفات أخرى، أما السحب التي تمتد على جميع هذه الارتفاعات فيطلق عليها الركبة أو السحب التراكمية.[1]

توقع حالة الطقس عن طريق الغيوم

كما هو معروف منذ آلاف السنين فإنه يمكن التنبؤ بحالة الطقس والمناخ من الغيوم ومراقبة تشكلها، فبمعرفة القليل عن السحب يمكن التنبؤ بتساقط الأمطار أو الثلوج، ويمكن مراقبة ستة أنواع من الغيوم ليستطيع عالم الأرصاد الجوية أن يتنبأ بحالة الطقس القادمة لعدة أيام، وهذه الأنواع هي:[3]

  • الغيوم الراكدة (بالإنجليزية: Cumulus): عندما يوجد هذا النوع من الغيوم فإنه يشير إلى طقس معتدل، وتتكون الغيوم الراكدة عندما تصل درجة حرارة الهواء إلى ما يُسمّى نقطة الندى، وذلك عندما يرتفع في الغلاف الجوي ويتلامس مع سطح بارد، حيث إنّ الهواء عند هذه الدرجة يصبح غير قادر على الاحتفاظ ببخار الماء داخله، وبهذا يتكاثف وتتكون قطرات من الماء، وتظهر هذه الغيوم في السماء على شكل القطن، وتكون الغيوم الركامية على نفس الارتفاع والمستوى.[3]
  • الغيوم الركامية (بالإنجليزية: Cumulonimbus): تحصل عندما يصبح هناك امتداد كبير من الغيوم الراكدة أثناء فصل الصيف، وهذا يشير إلى أن هناك أمطاراً شديدة ستسقط قريباً.[3]
  • الرهج (بالإنجليزية: Stratus): يتكون هذا النوع من السحب بسبب ارتفاع الهواء الرطب، وتكون على شكل سحب رقيقة، تغطي سطح الأرض، ويُطلَق عليها الضباب، ويكمن من خلالها توقع تساقط رذاذ خفيف من المطر.[3]
  • الغيوم العدسية (بالإنجليزية: Lenticular): سُمِّيت بذلك لأن شكلها يشبه العدسة، ومن خلالها يمكن معرفة حركة الغلاف الجوي، وتتشكل فوق قمم الجبال.[3]
  • الغيوم النادرة (بالإنجليزية: Kelvin-Helmholtz): تشبه في شكلها أمواج المحيط المتكسرة، وتتشكل عندما تتحرك كتل هوائية على عدة ارتفاعات وبسرعات مختلفة، وهذا ما يسبب تشكل حدود بين الكتل الهوائية، وهذا النوع من الغيوم نادر الحدوث في الغلاف الجوي.[3]
  • الغيوم السحابية (بالإنجليزية: Cirrus): تكون على شكل سحب رقيقة بيضاء اللون، وتشير إلى أن الطقس معتدل، ويمكن من خلال مراقبة حركتها التعرف على الطقس؛ حيث قد تعدّ إشارة لحدوث تغيرات أثناء الساعات الأربع والعشرين القادمة.[4]

الغيوم وعلاقتها بالمناخ

تؤثر الغيوم على مناخ الكرة الأرضية؛ حيث تتحدد طبيعة عملها باختلاف نوعها، فبعضها يدفّئ الأرض، وبعضها الأخر يُبرّدها، فمثلاً السحب الطبقية بجميع أنواعها تُبرِّد الأرض وتخفض درجة حرارتها؛ وذلك لأنها تتميز بسماكتها وانخفاضها، وبذلك تحجب أشعة الشمس عن الوصول إلى الأرض، أما السحب السحابية فبسبب ارتفاعها تسمح لأشعة الشمس بالنفاذ من خلالها وفي الوقت نفسه تمنع الحرارة من الخروج من سطح الأرض، وبذلك فإنها تُسخِّن سطح الكرة الأرضية ليصبح دافئاً، وتتسبّب بما يُطلَق عليه الاحترار، أمّا السحب الركامية فإن تأثيرها على الأرض هو حبس حرارتها؛ بسبب مظهرها الذي يكون مثل كرات القطن.[5]

بعد التعرف على أشكال الغيوم وتصنيفاتها يمكن من خلال النظر للسماء التنبوء بما سيصبح عليه الطقس، في حالة كان هناك إمكانية لرؤية الشمس أو القمر من خلال السحب، فهذا يعني أنها سحب مرتفعة، وإذا كانت مرتفعة وموجودة بكثافة فهذا يشير إلى طقس سيِّئ خلال الساعات وربما الأيام القادمة، ومع استمرار مراقبة حركة الغيوم يمكن التوصل إلى معرفة موعد وصول الجبهة او العاصفة، أما عدم القدرة على الرؤية بين الغيوم فإنه يعني أنها متوسطة أو منخفضة الارتفاع، ويمكن تحديد ذلك بالتدقيق في لون الغيوم وشكلها، إذا كانت الرؤية معدومة والمباني غير واضحة فهذا يعني أنها منخفضة وأن الضباب يغطي المنطقة، وهذا يجعل سقوط رذاذ من الأمطار محتملاً جداً، أما إذا كانت منخفضة وكان لونها مائلاً للرمادي فهذا يعني أنها محملة بالأمطار، وفي حال وجود غيوم رقيقة وشبيهة بالقطن فالتوقع أن الطقس في حالة جيدة.[4]

المراجع

  1. ^ أ ب "Cloud", www.britannica.com, Retrieved 2018-6-30. Edited.
  2. ↑ "science.howstuffworks.com", www.science.howstuffworks.com, Retrieved 2018-6-30. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح Hannah Christensen (2018-3-28), "How to predict the weather using clouds"، www.independent.co.uk, Retrieved 2018-6-30. Edited.
  4. ^ أ ب "PREDICTING THE WEATHER WITH CLOUDS", www.instructables.com, Retrieved 2018-6-30. Edited.
  5. ↑ "Clouds, Precipitation, and Climate Change", www.scied.ucar.edu, Retrieved 2018-30-6. Edited.