-

كيف مات قطز

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

كيفيّة موت قطز

يصادف الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول لعام 1260م تاريخ مقتل القائد المجاهد المظفّر سيف الدّين قطز بن عبد الله المعزيّ،[1]، كما كان مقتل قطز بعد انتصاره العظيم في معركة عين جالوت، الذي أعدّت مصر بسببه احتفالاً عظيماً، فجهّزت لذلك، وعُلّقت الزينة، ثمّ انتظر الشعب عودة الملك المظفّر بحفاوةٍ كبيرةٍ، ولكنه بقي في بلدة القصير مع بعض رجاله.[2]

في تلك الأثناء تفاقم الوضع بين الأمير ركن الدّين بيبرس والسيد قطز، فباشر بالتخطيط ضدّه، حيث اتفق الظاهر بيبرس مع الأمير سيف الدّين الرشيديّ، والأمير سيف الدّين بهادر المعزيّ، والأمير بدر الدّين بكتوت المعزيّ، والأمير سيف الدّين بيدغان الركنيّ، والأمير سيف الدّين بلبان الهارونيّ، بالإضافة إلى الأمير بدر الدّين أنس الأصبهانيّ، وبينما كان السيد قطز في القصير قصد طريقه للّصيد، وبعد الانتهاء توجّه إلى الدّهليز، حيث تصدّى له الأمراء فيه، فأقدم أحدهم على ضربه بالسيف، وأسقطه آخر عن فرسه، ثمّ رماه آخر بسهم، وهكذا تعاون الظاهر بيبرس وأمراؤه على قتل قطز، وقد ذُكر أنّه أول من ضربه، لذلك تسلّم بيبرس الحكم من بعده، وهكذا ترسخ المبدأ أنّ الحكم لمن يغلب.[2]

قاتل السيّد قطز

اختلفت الأقوال حول قاتل السيّد العظيم قطز، حيث تُرجَّح الجهات الآتية:[3]

  • التّتار: حيث هزم قطز التّتار قبل أيام قليلة من مقتله، ثمّ عزموا على العودة مرّةً أخرى لاحتلال الشام، ومصر، ولتسهيل تلك المهمّة عليهم، خطّطوا لقتله.
  • الصّليبيون: خشي الصّليبيون على أنفسهم من تطلّعات قطز إليهم، خصوصاً بعد شروعه في تحرير المدن الإسلاميّة التي يحتلّونها في الشام، ولهذا تمّ اتّهامهم في مقتل قطز.
  • الأيوبيون: تخوّف الأيوبيون من عدم عودتهم للحكم مرّةً أخرى في الشّام ومصر، خاصّةً بعد انتصار قطز على التّتار، ولذلك اعتُبروا ممّن لهم يدٌ في مقتل السيد قطز.

أسباب مقتل قطز

تعدّدت الرّوايات المتعلّقة بأسباب موت قطز، وهي على النحو الآتي:[2]

  • قول ابن أيبك الدواداري: هربت جماعةٌ من الأمراء من خشداشيّة الأمير بيبرس البندقداريّ، وذلك في يوم المصاف، فعندما انتصر المسلمون في معركتهم، وبّخهم السيد قطز، وشتمهم، وتوعّدهم، لذلك أضمروا له الكره والسوء، ثمّ اشتعلت نيران الحقد والضغائن بين الطرفين منذ تلك اللحظة، كما أنّهم بدأوا يترقّبون الفرصة المناسبة للانتقام.
  • المؤرّخ تقي الدّين المقريزي: يزعم أن السبب هو ما طلبه الأمير ركن الدّين بيبرس من السيد قطز بشأن تولّيه على حلب، ولكن قطز رفض ذلك، ممّا إدّى إلى حقده عليه، حتّى حان الوقت الذي قضى الله فيه أمراً كان حتماً أن يكون.
  • بيبرس الدوداري: يُعدّ هذا الشّخص أقرب المتحدّثين إلى أحداث مقتل قطز، حيث ذكر أنّ قطز عاد إلى مصر من دمشق، فكان لرجال البحريّة دور في قتله، وذلك حتى يثأروا لملكهم أقطاي الذي ساهم قطز في قتله، كما أنّه كان له دور في تعرّضهم إلى الهرب والتشرّد.
  • الدّكتور قاسم عبده قاسم: فهو يُرجّح رأي بيبرس الدوداريّ؛ فقد كان السيد قطز أكبر مماليك السلطان عز الدين أيبك، حيث كان له دور في مقتل فارس الدّين أقطاي، ومطاردة المماليك البحريّة من خشداشيّة، فضلاً عن نفي البحريّة لسنين عديدة في الشام، وتعرّضهم للمشاكل، والحروب، والمطاردات، التي كان لقطز يدٌ في حدوثها، كما يجب الالتفات إلى قضية رابطة الخشداشيّة القويّة التي كانت تجمع المماليك البحريّة، لذا عزم بيبرس ورفاقه البحريّون على الثأر لأقطاي ولزملائهم الآخرين الذين قتلوا على يد قطز.

حياة السيد قطز

الأمير قطز هو محمود بن ممدود، ابن أحد أمراء الدولة الخوارزميّة الإسلاميّة التي لقيت الكثير من المعاناة من قِبل التّتار، حيث تصدّت الدولة الخوارزمية للتّتار في عدّة وقائع، وتمكّنت من التغلّب عليهم، ولكنّها في نهاية الأمر لم تستطع ذلك، ثمّ طلب أمير البلاد السيد جلال الدّين بن خوارزم من النساء والاطفال الذّهاب إلى الهند حتى لا يقعوا في أسر التتار، ولكنّهم تعرّضوا لقُطّاع الطرق المغوليّين، حيث قتلوا منهم ما قتلوا من الرّجال والنّساء والأطفال، بالإضافة إلى سرقة أموالهم، ومن الجدير بالذّكر أنّه لم ينجُ منهم إلّا القليل الذين كان من بينهم قطز.[4]

وبعد أحداثٍ كثيرةٍ أصبح قطز سلطان مصر المملوكيّ، وعلى الرّغم من أنّ فترة حكمه لم تتجاوز العام، إلّا أنّه كان من أبرز وأهمّ ملوك دولة المماليك آنذاك، فقد كان مؤمناً، وخاشعاً، وزاهداً، وعفيفاً، بالإضافة إلى مهارته، وكفاءته، وإخلاصه، وصدقه، وتضحيته، وجهاده، وصبره، ومصابرته، وتواضعه، وحلمه، فقد كان رجلاً مجدّداً بكلّ معنى الكلمة.[1]

المراجع

  1. ^ أ ب مصطفى الأنصاري، "مقتل سيف الدين قطز"، www.lite.islamstory.com اطّلع عليه بتاريخ 18-2-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت علي محمد الصلابي (2009)، السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت (الطبعة الطبعة: الأولى)، القاهرة: مؤسسة اقرأ، صفحة 129-132.
  3. ↑ أ.د. راغب السرجاني (9-8-2016)، "وداعًا قطز (48)"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-2-2018.
  4. ↑ الشيخ محمد نجيب بنان (3-5-2009)، "من ذكريات شهر ذي القعدة (1 /2)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-2-2018. بتصرّف.