كيف أبعد الشيطان عني طب 21 الشاملة

كيف أبعد الشيطان عني طب 21 الشاملة

إغواء الشيطان

حذّر الله - عزّ وجلّ - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - عباده المؤمنين من إغواء الشيطان للناس، ومن اتّباع وساوسه التي تُذهب بالإنسان إلى التهلكة وغضب الله وعذابه الشديد؛ لأنّ الشيطان يهدف إلي أن يعصي الإنسان ربّه، ويُمارس الفواحش، ويقتل ويسرق ويفعل أي شيء نهى الله عنه، ويُزيّن طريق الكفر والعصيان في عين الإنسان حتى لا يُطيع أوامر الله، ولا يدخل الجنّة التي وَعد الله بها كلّ مؤمنٍ تقيّ وحرمها الله علي الشيطان بعد أن رفض الامتثال لأمر الله في السجود لآدم لما خلقه بيديه، وكان دافع رفضه التكبّر والغرور؛ فقال مخاطباً الله عز وجل: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)،[1] فجاءت العقوبة من الله سبحانه وتعالى: (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ)،[2]

حينها توعّد إبليس بإغواء نسل آدم انتقاماً لإخراجه من الجنة، حيث قال: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ)؛[3] لذا فإنه يتوجب على الإنسان دائما أن لا يًصغِ إلى وساوس الشيطان لأنّه دائماً يحاول إغراءه كي يبتعد عن دينه ويكفر بربّه ويُشرك به، ولكي يستطيع الإنسان إبعاد وساوس الشيطان عنه، ويكون قادراً علي مُقاومة وساوسه المتكرّرة عليه أن يلتزم بعددٍ من الأمور.

معنى الشيطان وسبب تسميته بذلك

الشيطان في اللغة مصدره شَطَنَ أي: بَعُد، ومنها غزوةٌ شطونٌ أي: غزوةٌ بعيدة، وشطنتِ الدّارُ شُطُوناً إذا بعُدت، والشَّيطانُ سُمّي بذلك من البعد، ويقال: شيطن الرَّجلُ وتشيطن: إذا صار كالشَّيطان، وفعل فعله، فإنّه يُبعد عن الناس نتيجة أفعاله كما أبعد الله عزَّ وجلّ إبليس عن الجنة، فيكون سبب تسمية الشيطان بذلك لإبعاد الله له عن النعيم وإخراجه من الجنة بعد أن كان فيها من المُقرّبين، وإنزاله إلى الأرض في أسفل السافلين بعد أن كان من أهل الجنة وسكّانها مع المَلائكة المقربين.[4]

كيف أُبعد الشيطان عني

هناك عددٌ من الطرق والوَسائل المُعتبرة في إبعاد الشيطان عن الإنسان، ومن هذه الطرق ما استخرجه الإمام الخطابي من حَديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وسوسة الشيطان للإنسان فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي الشَّيطانُ أحدَكُم فيقولَ: مَن خلقَ كذا وَكَذا؟ حتَّى يَقولَ لَهُ: مَن خلقَ ربَّكَ؟ فإذا بلغَ ذلِكَ، فليَستَعِذْ بالله ولينتَهِ) وفي رواية أخرى للحديث (فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل آمنت بالله)،[5] ومن الطرق التي ذكرها الإمام الخطابي لإبعاد الشيطان ووساوسه عن الإنسان الآتي:[6]

ذكر الإمام ابن حزم الظاهري في الحديث عن وساوس الشيطان عدداً من الأمور لعلاج هذه الوساوس والتخلّص منها، ومن تلك الأمور والوسائل:[10]

المراجع

  1. ↑ سورة الأعراف، آية: 12.
  2. ↑ سورة الأعراف، آية: 13.
  3. ↑ سورة الأعراف، آية: 16-18.
  4. ↑ أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي، العين، بغداد: دار ومكتبة الهلال، صفحة 237، جزء 6. بتصرّف.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 134.
  6. ↑ أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي، طرح التثريب في شرح التقريب، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 163-164، جزء 8. بتصرّف.
  7. ↑ محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، موسوعة فقه القلوب، السعودية: بيت الأفكار الدولية، صفحة 1406، جزء 2. بتصرّف.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3293، صحيح.
  9. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 780، صحيح.
  10. ↑ أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري (1983)، رسائل ابن حزم الأندلسي (الطبعة 1)، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، صفحة 401، جزء 4.