كيف أحقق أحلامي
ما هو الحلم
الحلم: هو نسْجٌ من الخيال يُري العقل صورةً للمستقبل تنشِّطه وتحفِّزه على بذْل طاقته لتحقيق هذا الحلم. وكلُّ إنسانٍ لديه ما يحلم به ويسعى لتحقيقه. وإنه لمن دواعي السرور داخل المرء تخيله للحلم كحقيقة فكيف به إذا تحقق. لكن البعض لا يملك الإرادة الكافية لتحقيق هذا الحلم، فهناك أسبابٌ عدة قد تكون نابعةً من الشخص ذاته أو من البيئة المحيطة به، فقد يكون بسبب خوفه من المستقبل أو بسبب طريقة نشأة الشخص في الماضي، كنشأة الشخص في مكانٍ كان يُعامل فيه على أنه فاشل على سبيل المثال، أو بسبب تثبيط عزيمته من قِبَل الناس المحيطين به، أو ربما يرضى بالمستوى المتواضع وأنْ يكون كأيِّ شخصٍ عادي يمرُّ مرور الكِرام، أو قد يفتقر الإنسان لعاملٍ مهم وهو الخيال. وفي هذا المقال سوف يتم تقديم ما قد يُساعد ويُفيد الجميع من نصائح وتحفيز لمعرفة الطريقة المُثلى لتحقيق الحلم.[1]
مفاتيح تحقيق الأحلام
الحلم كلمة عظيمة لو تعمَّقنا فيها لوجدنا أنها مفتاحٌ لكثيرٍ من أبواب الحياة، لكن للحصول على هذا المفتاح ينبغي أولاً أن يدرك المرء أنَّ هذا المفتاح لا يأتي من تلقاء نفسه، بل هناك أمور يجب على الإنسان القيام بها، ومنها ما يأتي:[2][1]
- الاستيقاظ: الاستيقاظ هنا مختلف، وهو التوقف عن أحلام اليقظة والعزوف عن التعمق المبالغ فيه في رسم صورة للحياة وكيف ستكون إذا ما تحقق هذا الحلم.
- تبديد غيمة الإحباط: إن كلَّ شخصٍ مُعرض لهذا الشعور المزعج وهو الإحباط، وهذا أمر طبيعي، وذلك بسبب تراكمات الأفكار السلبية التي قد لا تترك المرء وشأنه، إذ تدفع العقل لاسترجاع الذكريات المؤلمة والهفوات؛ ليحذر من الوقوع في الخطأ نفسه.
- الرؤية الواضحة: أي رؤية الحلم بوضوح وبالصورة الكاملة، فيجب أولاً قبل المُضي في أيِّ خطوة أن يفتح المرء عينه وينظر إلى هذا الحلم بصورة واضحة، ويرى ما يجب أن يقوم به من أجل هذا الحلم، ومعرفة ما إذا كان في الطريق الصحيح أو لا، فالحلم الواضح يمهد الطريق للوصول إلى الحلم المرجو ويزيل الأشواك منه.
- واقعية الحلم: يُعتَقد أنّ الحلم والواقع يجب أن ينحدرا من العائلة نفسها، فلا يخرج عن نطاق سيطرة المرء. وعلى الإنسان الاهتمام بمدى نفع الحلم للشخص نفسه وللبيئة المحيطة به، وهل يستحق السعي، وإن كان نعم فهل هناك فرصة لتحقيقه.
الوقت المناسب لتحقيق الحلم
من الطبيعي عندما يودُّ الإنسان البدء بتحقيق أحلامه أن يتسائل، متى سيأتي هذا الوقت، ومتى ستسمح له الفرصة بالبدء بالعمل. كي يتحقق أي حلم أو أي هدف فلا بُدّ من البدء بالعمل والمثابرة من البداية، فلا يجب أن يُنتظر الوقت المناسب حتى يحين، فالإنسان هو من يصنع الوقت المناسب، ولذلك فإنه يمكن القول إن الوقت المناسب لتحقيق الحلم لا يحين بقرار أي أحد إلا الحالم نفسه، ولا يجب أن يقعد الحالم مكتوف الأيدي منتظراً أن يحين الوقت المثالي، حيث يقول البعض ليس هناك وقتٌ مثاليٌّ من تلقاء نفسه، فلا ينتظر ويؤجل السعي، بل عليه أن يحاول ويسعى إلى اكتساب المهارة الكافية، ومن ثم يصنع بنفسه الفرصة المنشودة.[3]
تطبيق الحلم
لكل شخصٍ طموح حلمٌ خاصٌ به، لطالما سهر الليالي بسببه وأرَّق منامه وهو يفكر كيف تكون الطريقة المُثلى لتحقيقه، وهذا ليس خاطئاً، على العكس فإنّ أول خطوةٍ لتحقيق الأحلام هي أن يحلم بها الشخص؛ فكلُّ شيءٍ يبدأ من داخل الإنسان، فليطلق العنان لخياله بالتفكير لكن بالإمكانيات المتاحة، فليكن كذاك الشخص (الحالم) الذي يؤمن بحلمه ويحاول باستمرار أن يضيء الطريق نحوه، مع الموازنة بين الطموح والقدرات الفعلية للشخص فلا يكون الحلم كبيراً ويفوق قدراته إلى حدٍ ما. أيضاً من المفيد إطلاع الآخرين -ممن يوثق بهم- على أحلام الشخص؛ فمشاركة الأصدقاء الأحلام شيء جيد، فكثير من الأحلام التي قد تكون مدفونة داخل الشخص لا يعرفها أحد، وقد ينساها وتذهب أدراج الرياح ولا تُحقّق، فعندما يُطلع الشخص من حوله عليها فإنه سيُضطر إلى تكرارها وبالتالي سيُصدّقها مع الأيام وسيشعر بالمسؤولية اتجاه تحقيق ما حلم به.[4]
على الحالم أن يضع خطة مدروسة لتحقيق حلمه، وهناك قولٌ مأثور (أنك تحصل على ما تخطط له)، وهذا صحيح؛ فالحلم يحتاج إلى عناية وتفكير وخطة تُفتّت إلى أجزاء صغيرة قابلة للتطبيق وقابلة للإنجاز في زمنٍ محدد، والعمل على هذه الخطة سيجعل شعور تحقيق الحلم ألذ وأمتع. وأخيراً وبعد كل هذا العناء، وعندما يتحقق الحلم لا مانع من أن يستمتع الحالم ويعيش حلمه على أرض الواقع، فهذه ثمار ما قد زرع.[4]
ما وراء الحلم
على كل حالم أنْ يجلس مع نفسه ويرى حلمه من منظورٍ آخر، أي أن يدرك عدة أمور، إن أدركها فقد قطع شوطاً ليس بالقليل من طريقه نحو تحقيق حلمه؛ لذا سيتم طرح عدة أسئلة إن أجاب عليها فسيصبح طريقه أكثر سهولة، ومن هذه الأسئلة ما يأتي:
- أولاً: هل هذا حلمي حقاً؟ فالحلم لن يتحقق إلا إذا كان يخص الحالم نفسه. وإذا أحبَّ المرء ما يعمل فإنه سينفع نفسه والمجتمع معاً، فلا يقارن نفسه وحلمه بشخصٍ آخر وحلمٍ آخر، ربما هذا الشخص ضحّى بأغلى ما يملك وما زال يضحِّي ويضحِّي من دون أن يُشعِر الآخرين، فلا أحد يعلم ما يدور وراء الأبواب.
- ثانياً: هل حلمي واضحٌ لي؟ أن يرى الإنسان حلمه على أكمل وجه هو خطوة مهمة يخطوها في تحقيق حلمه، ولكي تتضح صورة الحلم الكاملة لابدّ من أن يعي الشخص أهمية تخيل الحلم الكامل لأن ذلك يجعل تحقيقه أسهل؛ فتحديد الأفكار اللازمة يُسهِّل العمل، والحلم الواضح لا يصبح واضحاً إلا بالعمل الدؤوب.
- ثالثاً: هل حلمي واقعي؟ هل أستطيع أن أسيطر عليه؟ صحيح أن الحلم يبدأ في عالم الخيال ولكنه عندما يتحقق يصبح حقيقة واقعية، لذلك يجب إدراك هذا التحول والعمل على السير فيه لو أردنا تحقيق أحلامنا، فيجب على الشخص تخطيط مسار الحلم ضمن برنامج يستطيع بقدراته وخبرته العمل عليه.[1]
- رابعاً: هل يجبرني حلمي على الالتزام به؟ الإجبار هنا ليس المعنى المباشر أي القيام بالشيء رغماً عن الفاعل، بل الالتزام النابع من الشغف؛ فالشغف هو اللبِنَة الأساسية لتحقيق الأحلام، وهو طاقة هائلة تتفجر داخل الإنسان وتدفعه للإنجاز والتركيز على ما هو قائم الآن ويوصل الإنسان إلى المستقبل وهدفه كما يريد ويتخيل.
- خامساً: هل شارك الناس الذين أحتاجهم في تحقيق حلمي؟ فالناس هم الأساس ولا يقلون أهميةً عن الخطة أو رؤية الحلم بالصورة الكاملة، فربما تشجيع من شخصٍ واحد قد يدفع الشخص إلى صنع المجد بطريقة لم يتخيلها، أو قد يحتاج لفريقٍ كامل ليساعده في تحقيق حلمه، وكي يكون فريقاً متكاملاً لا بدّ له من وضعهم بالصورة ويقنعهم بحلمه تماماً كما أقنع نفسه، فإذا كان الشخص نفسه غير مقتنع بحلمه وأهميته فلن يقنع أحداً بذلك.
- سادساً: هل أنا جاهز لدفع الثمن؟ لتحقيق الحلم لا بدّ من تقديم التضحيات، فالبعض يحلم ليلاً ونهاراً ولكن لا يحقق حلمه لأنه لم يقدم تضحيات من أجل هذا الحلم، فهناك أناس يدفعون ثمناً باهظاً من أجل تحقيق أحلامهم، وهو حريتهم أو ربما يكون حياتهم، أو التخلي عن بعض الماديات. أيضاً يجب ألا يتغاضى عن أهمية الإصرار والعزيمة، فبالمثابرة يتحقق كل شيء، ويجب أن يكون هناك دائماً خطة أخرى وإن فشلت هذه الخطة تكون هناك خطة أخرى وأُخَر غيرها. وأن يستفيد الناس من الحلم ونتائجه سبب عظيم يدفع صاحبه للسعي لتحقيقه، وكي ينفع الناس يجب على المرء نفع نفسه أولاً كي ينفع غيره، وينظر إلى العظماء خلال التاريخ ومن سبقوه وكيف قدموا أنفسهم من أجل المستقبل ومن أجل العالم، فحققوا ما حلموا به وأصبحوا عظماء على مرِّ العصور.[1]
المراجع
- ^ أ ب ت ث أبو بكر العمده، "ملخص كتاب "اختبر حلمك" لجون ماكسويل"، www.stjegypt.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-7-2018.
- ↑ علاء علي عبد (26-3-2014)، "توجيه العقل نحو تحقيق الأحلام"، www.alghad.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-7-2018.
- ↑ "Achieving Your Dream: How to Take the First Step", www.lifehack.org,Donald Latumahina، Retrieved 25-7-2018. Edited.
- ^ أ ب Chris Widener (8-2-2017), "7 Steps to Achieve Your Dream"، www.success.com, Retrieved 25-7-2018.