كيف أتعامل مع من يستفزني
مفهوم الاستفزاز
يمُر على الإنسان في حياته اليومية العديد من الأشخاص، منهم من يمتلك السلوكيات الحسنة وآخرون يمتلكون سلوكيات سيئة، فلا يوجد شخصية كاملة، حيث تتفاوت الشخصيات التي يراها الإنسان خلال اليوم ما بين شخصيات إيجابية تُحفّز الإنسان على العمل، والشخصيات السلبية المُزعجة، أو الشخصيات التي تُعكر صفو اليوم، ومنها الشخصية المُستفزة التي تهدِف إلى إغضاب الآخرين وإثارة شيء ما في نفسية الإنسان سواء كان بالقول أو الفعل. ومن الممكن أن يتمتع صاحب الشخصية السلبية بانعدام الثقة بالذات، مما يدفعه للقيام بتلك الأفعال للفت الانتباه ولإثبات تميزه على الآخرين.[1]
وبالحديث عن مفهوم كلمة الاستفزاز فإنها مأخوذة من المصدر استفزَّ، وتعني تَقصُّد إغضاب الآخرين، وإزعاجهم، وإثارتهم،[2] والاستفزاز هو سلوك مُتعمد يقوم به إنسان لعوب عن طريق التدخل سلباً بأمور تخُص الإنسان المُستَفز، ومن الممكن أن يكون الاستفزاز لفظياً أو غير لفظي.[3]
كيفيّة التعامل مع الشخص المستفز
من الممكن التعامل مع الشخصيات الصعبة وخصوصاً الشخصية المُستفزة عن طريق اتباع هذه الطُرق:[1]
- عدم الانفعال وضبط النفس، من أجل ألا يُعرّض الإنسان نفسه للاستفزاز.
- الثقة بالنفس مع القُدرة على ضبط الانفعالات والتدرب عليها، بحيث لا يشعر الإنسان بأنه عُرضة للاستفزاز أو الشعور بالنقص.
- تقطيع التنفس عن طريق أخذ الشهيق ست مرات خلال سبع ثوانٍ ثم الزفير عشرة مرات خلال إحدى عشرة ثانية.
- أن تكون السعادة هي الهدف الأساسي في الحياة، فلا يسمح الإنسان للآخرين بتعكير مزاجه.
- إن كان شخص ما يتعمد استفزاز الإنسان، فيجب عليه الاتزان أو ضبط انفعالاته مع ضبط الردود الانفعالية.
- تعلّم مهارات الحديث وطُرق التحاور.
- الردّ بشكل هادئ، دون الحاجة للإجابة عن جميع الأسئلة.
- تجاهل الشخص المستفز وتجنب التحاور معه، حيث إن التهميش يجدي مع تلك الفئة.
- التعامل مع تلك الفئة ببرودة أعصاب مع الحرص على عدم الشعور بالغضب، قال الله تعالى في كتابه الكريم:(الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ).[4]
- في حال كان الشخص المستفز مقرّباً فيحبذ تقديم النصح بأسلوبٍ حسن وبقدر كبير من الثقة بالنفس والهدوء ليتخلوا عن الأسلوب المنفر وتعزيز الحوار العقلاني البنّاء بين الطرفين.
طريقة التعامل مع استفزاز الأطفال
قد تبدر من الأطفال تصرفات مزعجة نابعة من العناد يراها الأهل مستفزة، وقد تكون بسبب التدليل الزائد للطفل، أو بسبب تقليل الاهتمام بالطفل والانشغال عنه، هناك عدة طرق تساعد على التعامل مع الأطفال المستفزين، منها ما يأتي:[5]
- تجاهل تصرفات الطفل المستفزة، وبهذا تخف حالة العِناد لديه، وهذه التصرفات تعكس حالة من إثبات الذات.
- تحفيز الطفل وتشجيعه على السلوكيات الإيجابية.
- ملاعبة الطفل ومحاكاة مستواه، كأن الإنسان طفل آخر يلاعبه، حيث إن ذلك الأمر يحمل قيمة علاجية كبيرة.
- إعطاء الطفل الفرصة للعب مع الأطفال الآخرين.
- التوبيخ بشكل بسيط.
آثار الاستفزاز على الأطفال
من الممكن أن يخضع الطلّاب للاستفزاز في المدرسة، فمن الممكن أن يتخطاها بعض الأطفال، في حين تترك آثار وصعوبات نفسية وأكاديمية على البعض الآخر، ومن تلك الآثار ما يأتي:[6]
- يسبب الاستفزاز انخفاض احترام الذات لدى الأطفال، فعندما يركّز الأطفال الآخرون على الأمور المختلفة لدى الطفل، عندها سيشعُر بأنه غير طبيعي أو غير مرغوب به، مما يقلل احترام الذات لديه ويؤثر على العديد من المجالات في حياته.
- يتسبب الاستفزاز المستمر في شعور الطفل بالقلق والاكتئاب، ويؤثّر على مزاج الطفل بشكل عام، مما يتسبب في فقدان الاهتمام في بناء العلاقات أو القيام بالأنشطة المختلفة.
- من الممكن أن يؤثِّر الاستفزاز على الأداء الأكاديمي للطفل، فلا يستطيع التركيز على المواد الدراسية، ويُقلل من الاهتمام بالمدرسة، مما يُخفّض من أداءه الأكاديمي.
- من الممكن أن يسبب الاستفزاز في عدوانية الطفل مع زملائه، حيث توفر العدوانية تفريج الطفل عن شعوره بالإحباط عن طريق التعامل السيئ مع الآخرين.
طرق تجنب الاستفزاز
توجد عدة طرق لتجنب الاستفزاز السلبي بشكل أخص، وتتمثل فيما يأتي:[7]
- الضحك: حيث إن بعض محاولات الاستفزاز تكون من صديق أو شخص معروف لا يقصد سوى إظهار المودة.
- البقاء تحت إشراف الكبار: من الممكن أن يبقى الطلّاب تحت بصر الكبار في المدرسة، والابتعاد عن الأماكن غير الخاضعة للإشراف مما يساعد على التخفيف من التعرُّض للاستفزاز.
- الدفاع عن النفس: يساعد الدفاع عن النفس على وقف الاستفزاز، كما أنه يجعل الإنسان أكثر ثقة بنفسه.
- تجاهل الاستفزاز: إن الابتعاد عن الشخص المُستفز أو تجنبه من الاستراتيجيات التي تساعد على تجنب الاستفزاز في المقام الأول.
- طلب الدعم من صديق: يساعد وجود الصديق على ردع الشخص المُستفز بقوة، لأنه من الصعب التعامل مع شخصين.
- طلب المساعدة من المعلم أو من الأهل: في حال كان الاستفزاز داخل المدرسة، فمن الممكن طلب المساعدة من المدير أو المعلِّم، لأنه يمكنهم وقف الاستفزاز، وإشعار الطالب بالأمان، أو من الممكن التحدث مع الوالدين وطلب المساعدة منهم.
- رفض الاستفزاز: من الممكن رفض الاستفزاز عن طريق استخدام نبرة قوية، دون وجود مشاعر الغضب أو البكاء، مع رفع الصوت والتحدّث بلهجة قوية.[8]
- التعامل ببرود مع الاستفزاز: إن الرّد على الشخص المستفز بهدوء وبرود بدلاً من الغضب يدُل على عدم الخوف من الشخص المُستفِز أو مما يقوله.[8]
المراجع
- ^ أ ب "كيف تتعامل مع الشخص المستفز"، www.alwatannews.net، 3/12/2017، اطّلع عليه بتاريخ 13/2/2018. بتصرّف.
- ↑ "تعريف ومعنى استفزاز في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2018. بتصرّف.
- ↑ Peter Gray Ph.D. (13/1/2013), "The Educative Value of Teasing"، www.psychologytoday.com, Retrieved 13/2/2018. Edited.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 134.
- ↑ د.محمد عبد العليم (1/12/2010)، "التعامل مع أخلاق الطفل السيئة"، www.consult.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2018. بتصرّف.
- ↑ CHRIS SHERWOOD (11/7/2015), "The Effects of Teasing on Children"، www.livestrong.com, Retrieved 13/2/2018. Edited.
- ↑ "How to Handle Teasing", www.wikihow.com, Retrieved 13/3/2018. Edited.
- ^ أ ب "How to React when Someone Teases You", www.wikihow.com, Retrieved 12/3/2018. Edited.