-

كيف أحصل على الماجستير

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الماجستير

هي مرحلة من مراحل الدراسة الجامعية، وهي مرحلة متقدمة عن البكالوريوس، فهي تعدّ ضمن الدراسات العليا، والتي يتعمّق فيها الطالب بتخصّصه، ويتوسّع في معرفته، من خلال الدراسات المقارنة، ومعرفة العلم الذي يختصّ فيه منذ نشأته، وتغيره، وتبدله من بلد إلى آخر، ومن خلال هذه المرحلة يبدأ الطالب بالتمرّس أكثر فأكثر على مسألة البحث العلميّ، وعمل الدراسات، والوصول إلى النتائج الجديدة، فكيف يحصل الطالب على الماجستير؟

طريقة الحصول على الماجستير

إنّ الالتحاق بالجامعة للحصول على الماجستير يتطلّب توفّر عدّة شروط، ينبغي على الطالب أن يُحققها، وبالتالي اعتباره طالب دراسات عليا، في درجة الماجستير، وبعد أن تتحقّق الشروط اللازمة لدى الطالب، ويبدأ بالمرحلة الدراسية، هنا عليه أن يُحضّر نفسه لهذه المرحلة، ويتجهّز لها جيداً، من كافة النواحي، لذلك وحتى يتعرّف الشخص على طريقة الحصول على الماجستير عليه أولاً أن يتعرّف على شروط الالتحاق بالجامعة، ثم المرحلة الدراسية، وذلك كالتالي:

شروط الالتحاق بالجامعة

شروط القبول في الجامعات للحصول على درجة الماجتسير قد تختلف من جامعة لأخرى، ومن دولة لأخرى، ولكن هناك شروط عامة قد تتشابه فيها أغلب الجامعات، والشروط كالتالي:

لا يستطيع الشخص أن يتقدم للجامعة للحصول على درجة الماجستير بشكل مباشر، بل يجب عليه أولاً أن يجتاز المرحلة الجامعية الأولى، وهي بحصوله على درجة البكالوريوس، كما أنّ هناك بعض الجامعات التي تشترط أن يكون تقدير الطالب في درجة البكالوريوس، هو جيد، أو جيد جداً، أو ممتاز، ولا تقبل من هو أقل من ذلك، إذاً فعلى الشخص الذي يفكر بالدراسات العليا، أن يبدأ بالتفكير في الأمر منذ بداية دراسته في الجامعة، في مرحلة البكالوريوس، بحيث يأخذ الموضوع على محمل الجدّ، ويحاول اجتياز هذه المرحلة بأعلى الدرجات، بالإضافة إلى أنّ بعض الجامعات تشترط أن تكون دراسته في مرحلة البكالوريوس، دراسة منتظمة، وليس عن طريق الانتساب.

إنّ الدراسات العليا هي امتداد للمرحلة الجامعية الأولى، بحيث يبدأ الطالب بالتعمّق في التخصّص، لذلك عندما يتقدّم للحصول على درجة الماجستير عليه أن يختار تخصصاً مناسباً لتخصّصه في درجة البكالوريوس، فلا يستطيع مثلاً الشخص الحاصل على درجة البكالوريوس في القانون أن يُكمل الدراسات العليا في تخصّص إدارة الإعمال، وهكذا؛ لأنّه حتى وإن تمّ قبوله في الدراسات العليا، سيجد صعوبة كبيرة، وقد لا يتمكّن من النجاح، لأن مرحلة الماجستير مبنيّة على مرحلة البكالريوس.

إنّ التوفل هي كلمة إنجليزية في الأصل وهي (TOEFL)، وحروف هذه الكلمة هو اختصار للجملة الانجليزية التالية: (Test Of English as Foreign Language)، وتعني هذه الجملة (اختبار اللغة الانجليزية كلغة أجنبية)، والتوفل عبارة عن امتحان باللغة الإنجليزية، ينبغي على الطالب اجتيازه، وهو يقيس مستوى الطالب باللغة الإنجليزية، من خلال عدّة أقسام، وهي الاستماع، والقواعد، والمحادثة، والقراءة، ولا يوجد في هذا الامتحان رسوب، أو نجاح، ولكنه يُبين عدد النقاط التي حصل عليها الطالب من خلال تقديمه للامتحان، وهنا تعود المسألة للجامعة التي تطلب هذا الشرط، فهي التي تحدد عدد النقاط الواجب على الطالب الحصول عليها في شهادة التوفل لاعتمادها، ومن ثم اعتماد قبوله في الدراسات العليا.

المرحلة الدراسية

بعد أن يستوفي الطالب الشروط اللازمة لقبوله في الجامعة، ستبدأ المرحلة الدراسية، وهي لا تختلف في شكلها عن الدراسة الجامعية في مرحلة البكالوريوس، ولكن الاختلافات تكمن فيما يلي:

إنّ نظام الساعات الدراسية في الدراسات العليا مُتبّع في أغلب الجامعات، ولكن هناك بعض الجامعات التي تتبع نظام السنوات، وذلك بتحديد عدد السنوات التي يجب على الطالب الالتزام فيها بالجامعة حتى يحصل على درجة الماجستير، وبالنسبة لنظام الساعات فإنّ عدد الساعات الدراسيّة المقرّر لدرجة الماجستير يختلف باختلاف الجامعة، إلا أنّ أغلب الجامعات تعتمد للدارسات المسائية ثلاثة وثلاثين ساعة، على الطالب أن يُتمها كاملة حتى يحصل في النهاية على درجة الماجستير.

إنّ الشخص الذي يمرّ بمرحلة الدراسات العليا يكتشف بأن دراسته في البكالوريوس هي دراسة سطحية للتخصص، وعبارة عن مجرد رؤوس أقلام، تفيده في مستقبله المهني لا أكثر، ولكن عند البدء بالدراسات العليا، يبدأ الطالب من خلال المُحاضِر باستكشاف أعماق تخصصه، ودراسته بشكل علميّ، وتحليليّ، ثم يبدأ بإجراء الدراسة المقارنة، والتعرّف على جميع النظريات الخاصة بتخصّصه، بجميع مواده، وفروعه، ويبدأ بإبداء رأيه الشخصي بكل أريحية، ويُبدي نقده أيضاً، فلا يكون الطالب مجرد متلقٍ، بل تكون جميع المحاضرات مليئة بالنقاشات، والحوارات، بين الطالب وزملائة، من جهة، والطالب والمُحاضر من جهة أخرى.

كون الطالب مُقبل على كتابة رسالة الماجستير في نهاية المرحلة الدراسية، لذا يتمّ إعداده وتدريبه على عمل البحوث، وذلك من خلال جميع المواد التي يجتازها أثناء مرحلة الدراسة، بحيث يُطلب منه في نهاية كل مادة أن يكتب بحثاً معيناً في هذه المادة، ويذكر فيه رأيه الشخصي، والنتائج التي توصل إليها، وهذه العملية ستُنمي لديه أساليب البحث العلمي، وبالتالي يستطيع إنجاز رسالة الماجستير، بكل يسر وسهولة، وضمن خبرة سابقة.

هي عبارة عن بحث يُقدمه الطالب وفيه رأيه الشخصي، المكتوب بأسلوبه العلمي، وهي ليست بحث بمعنى الكلمة، بل هي عبارة عن مجموعة من البحوث، في رسالة واحدة، تنصب جميعها ضمن قالب واحد، ثم بعد ذلك يتم عرض هذه الرسالة على هيئة مختصة في الموضوع الذي تطرحه الرسالة، وبالنتيجة هي التي تجيز قبول هذه الرسالة أو رفضها؛ لأنّ هذه الرسالة بالنتيجة لابد من أن تترك بصمة معيّنة، خاصّة بالباحث، وتفيد العلم، وطلاب العلم في المستقبل.

قد لا تكون الرسالة إجبارية على طالب الماجستير، وإنّما اختيارية حيث يستطيع الطالب أن لا يقوم بعمل رسالة الماجستير، وإنّما أخذ مواد إضافية بدلاً من هذه الرسالة، ثم بعدها يقوم بتقديم إمتحان شامل لأكثر من مادة، وذلك كله تعويضاً عن رسالة الماجستير، وبجميع الأحوال إن التزم الطالب بعمل رسالة الماجستير سواء إجبارياً من قبل الجامعة أو بإرادته المحضة، فإنّ رسالة الماجستير قد تعادل في أغلب الجامعات تسع ساعات دراسية.

يستطيع الطالب البدء بعمل رسالة الماجستير بعد تخطيه لعدد محدّد من الساعات الدراسية، حيث عليه أن يفكّر في موضوع الرسالة، الذي سيكتبه، ثم يعمل على إعداد خطته، ويعرضها على عمادة الكلية، وبالتالي إن وافقت على الخطة، سيتمّ تحديد مشرف عليه من قبل هيئة التدريس.

بعد أن ينتهي الطالب من كتابة رسالة الماجستير عليه مناقشة هذه الرسالة أمام لجنة مختصّة، بحيث يتحدّث عن رسالته بشكل عام، وعن المشاكل التي واجهته أثناء إعداد الرسالة، وعن النتائج التي توصل إليها بشكل ملخّص، ثمّ بعدها تنهال عليه الأسئلة من قبل اللجنة، ومن قبل الحضور، وبعد المناقشة تُعلن اللجنة قُبول هذه الرسالة أو رفضها، وفي حال الموافقة عليها، يكون الطالب بذلك قد أنهى مرحلة الدراسة، وبالنتيجة قد حصل على درجة الماجستير.

في الختام أقول بأن شهادة الماجستير، هي عبارة عن جسر للوصل إلى شهادة الدكتوراه، فمن أن أراد أن يحصل على الدكتوراه عليه أولاً أن يحصل على الماجستير، ولا يكفي أن يحصل الطالب على الماجستير ويقف عند ذلك الحدّ، بل عليه أن يُكمل، فالطريق لا تزال في أولها، والعلم لا نهاية له، وطلب العلم عبادة، وهو مأجور بإذن الله تعالى.