كيف أتخلص من ذنوبي طب 21 الشاملة

كيف أتخلص من ذنوبي طب 21 الشاملة

مقدمة

إن الخطأ والسهو والنسيان صفات ملازمة للإنسان، كما أن الشر يمكن أن يتسلل أحيانًا إلى المرء، فيعصي بذلك الله جل وعلا، إما تكبرًا وإما غروراً بعفو الله سبحانه وتعالى ومغفرته، وإما إرضاء للبشر، أو اتباعا للهوى، فيقع في المعاصي التي تغضب الله سبحانه وتعالى، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم في أكثر من موضع عقاب العاصيين وأتبعه باستثناء الذين تابوا وعملوا الصالحات، وهذا من كرم الله تعالى وحكمته وجليل عفوه، وهنا قد يتساءل قارئ وكيف يكون التخلص من الذنوب لكسب رضا الله تعالى وعفوه وجنته؟ والإجابة تجدها في هذا المقال.

التوبة والاستغفار

إن التوبة إلى تعالى واستغفاره على ما مضى من الذنوب يعتبر الخطوة الأولى نحو تكفير الذنوب والخطايا وتتطلب التوبة إخلاص النية لله سبحانه وتعالى، فتأكد أن هدفك من هذه التوبة هو كسب رضا الله سبحانه وتعالى وحده وأن يشملك عفوه سبحانه وتعالى، وإن أردت أن تعرف إذا ما كانت توبتك صادقة أم لا، فانظر إلى المعاصي التي ارتكبتها ومدى ندمك عليها، فإن كنت نادمًا على ما فعلت فاعلم أن توبتك صادقة بإذن الله أما إن لم تكن نادمًا على ما فعلته فراجع نفسك واطلب من الله تعالى أن يلين قلبك وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان وأن يجعلك مع الراشدين، واسأل نفسك هل أنت عازم على عدم الرجوع إلى تلك المعاصي؟ فليس من الأدب مع الله تعالى أن تدعي التوبة وقلبك مليء بحب المعاصي ومستعد للعودة لها واعلم أن الله مطلع على القلوب فإن وجد الله في قلبك خيرًا وصدقًا فسيهديك بإذنه وسيقبل توبتك ويهديك إلى الرشاد والصلاح ويكفر عنك ذنوبك وخطاياك. واحرص على المداومة على الاستغفار، فاستغفار الله تعالى طريق لتكفير الذنوب والخطايا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة وهو نبي هذه الأمة، فماذا علينا أن نفعل ونحن نخطئ ونذنب كل يوم؟ أكثر إذًا من استغفار الله تعالى بعد التوبة إليه وإخلاص النية له والندم على ما فات والعزم على عدم الرجوع إلى الذنب مرة أخرى.

إعادة الحقوق لأصحابها

فهناك نوعان من الذنوب منه ما هو مرتبط بحق الله تعالى كإضاعة الصلاة أو عدم الصيام، ومنه ما هو مرتبط بحقوق العباد كالغيبة والسرقة أو القتل وغيرها من الأمور التي تضر بالآخرين، فتلك المرتبطة بحقوق العباد لا يكفي فيها الاستغفار لله تعالى والتوبة إليه، بل يجب فيها إعادة الحقوق إلى أصحابها، بأن تعيد المال الذي سرقته إلى صاحب المال وتطلب منه المسامحة والعفو، وأن تندم على ما فعلته وأن تحرص على عدم العودة إلى هذا الذنب، وبهذا يغفر الله لك ذنوبك.

الأعمال الصالحة

قال تعالى في كتابه العزيز: "إن الحسنات يُذهبن السيئات"، وكذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن نتبع السيئة بالحسنة، فالحسنة تمحو السيئة، لذلك إذا أردت أن يمحو الله ذنوبك وسيئاتك فاحرص على كل ما يرضي الله تعالى وعلى فعل الأعمال الصالحة التي تمحو السيئات، وتشمل الأعمال الصالحة ما يلي:

الصحبة الصالحة

فالصحبة الصالحة هي ما تعينك عل فعل الخيرات وترك المعاصي والابتعاد عنها، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجالسة الجلساء الصالحين الذين يدعون إلى الخير، وشبه الرسول عليه السلام الجليس الصالح بحامل المسك الذي لا تجد منه إلا الريح الطيبة، فالصديق الصالح وسيلة تعينك على كسب الرضا الله وعلى التخلص من الذنوب، فهو يحثك على فعل الحسنات والأعمال الصالحة، وبالأعمال الصالحة يمحو الله تعالى الخطايا، وأيضًا فالصديق الصالح ينهاك عن فعل المعاصي إن رآك ميالًا لها، ويذكرك بعقاب الله تعالى فهو بذلك سدٌ منيع لك من الوقوع في المعاصي واكتساب الذنوب وقد خص الله تعالى المتحابين في الله بعظيم الأجر والثواب فهم ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، أما صديق السوء فقد شبهه الرسول بنافخ الكير الذي إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة، وهكذا فإن صديق السوء لا يؤثر عليك إلا سلبًا فتراه لا ينهاك عن المعاصي، بل على العكس قد يشجعك عليها، ويزينها لك، وإن شعرت بندم بعد ذلك وراجعت نفسك وراجعته فإن لن يزيد إلا تكبرًا وعنادًا فانظر إلى أصدقائك جيدًا هل هم من الصنف الأول أم من الصنف الثاني، فالإنسان يُعرف بخليله.

وتذكر في النهاية أن كل إنسان يخطئ، وأنه على كل إنسان أن يتوب عن ذنوبه ويستغفر الله عنها، فالاستغفار والتوبة الصادقة هما أساس تكفير الذنوب، واحرص على إعادة الحقوق إلى أصحابها وعلى القيام بالأعمال الصالحة كالإكثار من ذكر الله تعالى وقراءة القرآن والإحسان إلى الناس، واحرص على أن تكون دائمًا مع صحبة صالحة تعينك على الخير وتنهاك عن فعل الشر.