كيف أحافظ على الحب
كيف أحافظ على الحب
كثير ما يجمع الحب بين الزوجين، ويعتقدون بأن حياتهم ستكون جميلة جداً؛ لأن الحب الذي هو أساس الزواج والسعادة متوفر بينهم، لكن سرعان ما تتبدد اعتقاداتهم، ويفشل زواجهم، وتعتري حياتهم المشاكل، والبعض تصل بهم إلى الانفصال، لا ننكر بأن الحب شيء توافره أساسي بين الزوجين، لكنه ليس كل شيء، فهناك بعض أشياء يجب أن تتواجد بين الزوجين، أو أن يتم صناعتها فيما بينهم؛ لأنها كفيلة بأن تخلق بينهم جواً من الانسجام والتفاهم، بل يتم تعليمهم وإكسابهم طرق الحياة؛ كي تستمر الحياة الزوجية، وليتم الحفاظ على هذا الحب، ويستمتع الزوجين بحياة سعيدة في حياتهم.
التنازل
كثيراً من النساء من تعتقد بأن زوجها لا يحبُها لأنه رفض لها طلباً طلبته منه فلم يلبيه لها، وكثيراً ما يصيبها الندم لأنّها اختارته زوجاً أو وافقت عليه، وقبلت أن تكون زوجته، فقط لأنه منعها أن تذهب إلى المكان الفلاني، الذي أصرت أن تذهب إليه، أو لأنها أرادت الخروج مع صديقاتها، ولم يسمح لها بذلك، عليكِ أن تعلمي سيدتي أن اعتقادك خاطئ، وخطير بنفس الوقت، قد يودي بكِ إلى الهاوية، وتفقدين زوجك جراء هذه التصرفات، فالرجل من صفاته السلطة، يحب الزوج أن يمثل السلطة عليكِ في البيت، وإن شعر بأنك لا تمنحينه هذه السلطة يغضب كثيراً، وسيجعل كل غضبه يحل عليكِ، فالحياة يا سيدتي تريد منك القليل من التنازل؛ حتى تشعرين بحرارة الحب مع زوجك، فإن أحس زوجك أنك أطعتِ كلامه ولم تغضبي لرفضه، سيسمح لكِ في المرة القادمة أن تذهبي إلى ما تريدين، كذلك يجب عليكِ أن تدركي أن زوجك يعود من العمل مرهقاً، فلا تطلبي منه شيئاً فور أن يعود من العمل، فلتتريثي قليلاً، واصبري عليه قليلاً، بل استقبليه بحب وحنان، وأشعريه بالاشتياق له ببعض الكلمات، مثل: (يعطيك العافية)، (اشتقت لك أنا)، (يبدوا أنك تعبت اليوم في عملك).
كذلك عزيزي الرجل عليك أن تعلم أن المرأة رقيقة التكوين ليست مثلك، فهي مخلوق من جنس آخر، لا تتسم بقوتك وتحملك وصبرك، فإنّ حبيبك محمد -صلى الله عليه وسلم- وصفها بالقارورة (الزجاجة) عندما أوصاك بها، وقال: (رفقاً بالقوارير)، فهي كالقارورة إذا أحزنتها تمرض وتبكي وتتحطم نفسيتها، لا تحتمل الأذى منك، كما أن معظم النساء عندما يخطئن مع أزوجاهم يخطئن بغير قصد، فعليك أن تتنازل قليلاً عن أخطائها، ولتتذكر بأنك أنت من اخترتها لتكون زوجة لَك، تذكر بأن قلبك اختارها بكل حب، فلا تحطم هذا الحب بخطأ وقع منها بغير قصد، بل حاول أن تعلم كيف تتصرف؟ وكيف تجعلها رهن طوعك؟ وإن كان لكَ نظام في حياتك تعودت عليه لم تجده فيها، فلتغير قليلاً من نظام حياتك لأجل أن تكمل العيش معها، ولتنسَ كل أنظمة الدنيا مقابل أن يبقى الحب بينكما.
طرق لتلبة ما تريدين
لقد ذكرنا سابقاً أن الرجل من صفاته يحب أن يمثل السلطة في البيت، كما لا يحب الزوج أن يوضع تحت الأمر الواقع، أقصد في ذلك: تجنبي عندما تخبريه عن مكان تريدين الذهاب إليه بإصرار، بل قدمي له السؤال وأنتِ مترددة بالذهاب، فإن رأى الزوج أن هناك خيار لديكِ لعدم الذهاب سيوافق لكِ على الذهاب، كأن تقولي له مثلاً: " اليوم لديّ دعوة لحفل زفاف صديقتي، لا أعلم هل أذهب أم لا فالجو أراه لا يصلح لذلك" ، وتجنبي أن تقولي له: " أريد أن أذهب اليوم على حفل زفاف صديقتي، فقد وجهت لي دعوة، ولا يمكنني رفضها"، فإن أحس الزوج أنك تغصبيه على الموافقة، فلن يوافق لكِ على الذهاب.
الاعتذار صفة جميلة بين الزوجين
(كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) هكذا علمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فإن أخطأ أحد منا فذلك ليس آخر الحياة، فهناك طريق ينتظره للتوبة، فإن تاب يذهب عنه خطأه، وهكذا صفة الاعتذار بين الزوجين، فإن أخطأ زوجك بحقك وعاد إليكِ نادِماً يعتذر فاعلمي أنه رجلٌ يحبّك، ويستحق منك أن تحبيه وتقبلي اعتذاره، لا تكوني من النساء التي يصعب إرضائها بسرعة، فكما قلنا أن الحب الحقيقي هو الذي يبنى على التنازل والتسامح بين الزوجين، فلتعطي زوجك فرصة أن يعود إلى صوابه، فلن يتكرر خطأه مرة ثانية، وهذا أيضاً سيفيدك، فإن أخطأت أنتِ في المرة القادمة يتصرف معك ويسامحك كما سامحتيه، أمّا إن لم تسامحيه، فلن يتقبل الأمر بالشكل السهل، بل سيزيدها عليكِ ويعاملك أقبح مما عاملتيه.
أيضاً رسالة إلى الزوج: احرص أن تكون مسامحاً لزوجتك إن أخطأت، وأكثر من مسامحتها إن اعتذرت، فكثير من الأزواج يظنون أن اعتذار المرأة يدل على ضعفها، بل إن ذلك يدل على احترامها لك وحبها أيضاً، وهذه هي صفات الزوجة المطيعة التي تعتذر لزوجها كلما أخطأت.
الهدايا بين الزوجين تزيد المحبة
تخيلي أنّ زوجك كان مشغول ومنهمك في عمله، لا يرى أحداً أمامه، وكلما تحدث إليه أحدهم ردّ عليه بصوت عالٍ، ورفض التجاوب معه، وفجأة يأتي شخص يسأل عنه، يحمل بيده ظرفاً أنت صاحبته، فيه هدية له، ولما فتح الظرف وجد هدية منك، وورقة مكتوب عليها كلام تعبرين فيه عن حبك له، فماذا تتوقعين أن يحدث له؟ أراهنك أنه سيهدأ قليلاً، وسيذهب عنه كل الكلأ والتعب!!! كذلك أنت عزيزي الزوج، فكما انت مشغول، زوجتك أيضاً مشغولة بالبيت، وتتعب كثيراً، فقدر تعبها، وأحضر لها هدية -ولو صغيرة- تعبر بها عن حبك لها.
كيف تعبر المرأة عن ضيقها وحزنها
إذا أحست المرأة بضيق لزمت زوجها، وبدأت بالثرثرة والشكوى، تبدأ بلملمة مشاكلها وسردها الواحدة تلوى الأخرى، دون أن تدري ماذا تتحدث، لكن المرأة لا تبحث لحل لهذه المشاكل، فقط تريد من زوجها أن يستمع إليها، أو يشعرها أنه بجانبها، لا أن يتجاهلها، ولا يسمعها، أو يبدأ بحل مشكلة تلو الأخرى، والكثير من الأزواج يجهلون هذه الطريقة التي تتبعها النساء وقت أن يعانون الضيق، لذلك، يجب على الزوج أن يستمع لزوجته بكل حب واحترام، وأن يحضنها ويلمس يديها، ويبادرها بكلمات حب، ويناقشها في مشاكلها دون أن يحلها لها، بل يجعل الكرة في ملعبها، لتتحدث عن المزيد من مشاكلها، حتى تصلح نفسيّتها، ولا يغضبها، أو يكسر بخاطرها.
كيف يعبر الرجل عن ضيقه
إذا كان الرجل يعاني من مشكلة واجهته في عمله، أو مع صديق، أو في حياته العائلية، لا يحب أن يبوح بها لأحد، ولا حتى لزوجته؛ لأنه يعتقد بأنه رجل وقادر على حل المشكلة بنفسه، فيجلس مع نفسه في غرفته، ويحدد أبعاد المشكلة، ويبدأ بحلها بنفسه، أيضاً كثير من النساء يجهلن أزواجهن عندما تواجههم مشكلة، فعندما يرون الضيق على وجههم، يجلسون بجانبهم ويستمرون بسؤالهم حول المشكلة التي يعانون منها، ويعتقدون بأن أزواجهم لا يحبونهم، إذا لم يجيبوا عن الأسئلة الموجهة لهم، وهذا اعتقاد خاطئ، فيجب على الزوجة أن تنتظر زوجها إلى أن يهدأ قليلاً، أو أن تصنع له العصير ليهدِئ من روعه، أو تبادره بكلمات حب تنسيه المشكلة، أو تتحدث معه عن موضوع معين يكون جميلاً؛ حتى ينسى تلك المشكلة، المهم أنّها لا تتدخل بالمشكلة التي تواجه زوجها.