كيف أعرف إذا كان ابني مصاباً بالتوحد
ذوو الاحتياجات الخاصة
يعرف ذوو الاحتياجات الخاصة بأنهم أفراد غير عاديين ليس لديهم القدرة على الدراسة كغيرهم من الأشخاص العاديين في برامج التعليم العادي نظراً لوجود عجز ما لديهم، وجاء مفهوم التربية الخاصة ليقدّم جملة من البرامج التربوية الخاصة بهذا الشأن، ويندرج ضمن قوائم ذوي الاحتياجات الخاصة كل من حالات التوّحد، ومتلازمة داون، وعسر القراءة (صعوبات تعلم)، والعمى، وفرط الحركة، والإعاقة البدنية، والصم، والبكم.
التوّحد
تظهر أعراض مرض التوّحد على الأطفال قبل بلوغهم سن الثالثة من العمر، وهذا المرض ناجم عن وجود اضطراب في النمو العصبي، وهو في الدرجة الأولى يغزو عمليات معالجة البيانات في دماغ الطفل، ويؤثر عادة على مستوى تفاعل الطفل بمجتمعه المحيط به والتواصلين اللفظي والغير لفظي، كما أن التوّحد مقيّد بأنماط معيشية وسلوكيات تظهر على المصاب به بشكل متكرّر ودائم، ويكمن تأثير التوحيد في عملية ارسال واستقبال المعلومات في مخ المصاب بمرض التوّحد بأنه يعمل على إحداث تغييرات في كيفية ارتباط وانتظام الخلايا العصبية مع بعضها البعض ونقاط ارتباطها معاً.
ويعّد مرض التوّحد أحد نوعين هما: مرض طيف التوحد والذي يرمز له ASDs، ومرض متلازمة أسبرجر، وهو مرض العوز والحاجة إلى النمو المعرفي واللغة، ويطلق عليه مرض اضطراب النمو المتفشي، وتختلف درجة تأثير المرض من طفل لآخر، وهذا المرض لا شفاء منه ولا علاج إذ يعيش المصاب به باقي حياته متوّحداً.
الكشف المبكر عن حالة التوّحد من الممكن أن تتيح الفرص أمام المريض للاستفادة من الكثير من الخيارات العلاجية التي تساعده على التأقلم مع التوّحد، كما أن مصابي التوحد يمكن لهم العمل وإعالة أنفسهم ولكن هناك فئة منهم بحاجة إلى المساعدة، حيث تعتمد اعتماداً كلياً على الغير.
أسبابه
- الوراثة: ينتقل مرض التوحّد بين أفراد الأسرة الواحدة.
- الجنس: تفيد الدراسات إلى أن الذكور قد سجّلوا نسبة إصابة بالتوحّد أكثر من الإناث، حيث إن الذكور يصابون به أربعة أضعاف الإناث.
- عمر الأب: يلعب دور الأب عاملاً رئيسياً في إصابة الجنين بالتوّحد، فإذا كان عمر الوالد عند حدوث الحمل أكثر من أربعين عاماً فتكون احتمالية ولادة المولود مصاباً بالتوّحد كبيرة.
- اضطرابات عصبية وراثية.
تأثيراته
يظهر تأثير مرض التوّحد أو الذاتوية على الأطفال في عدة مظاهر، وهي على النحو التالي:
- طريقة الكلام ولغته: فيؤثر التوّحد على سلامة مخارج الحروف ونطقها بالطريقة الصحيحة بنسبة كبيرة لدى مصابي التوّحد.
- الانسجام والتواصل: يؤثر على مدى قدرة الطفل على الانسجام والاستجابة مع الآخرين وعلى مهاراته الاجتماعية فيكون انطوائيا إلى درجة كبيرة.
- السلوك: يظهر تأثير التوّحد على الطفل المصاب في سلوكياته وردة فعله تجاه مواقف معينة وطريقة تعامله معها وتصرفاته إزاء هذا الموقف.
أعراضه
من الممكن للوالدين أن يلاحظوا على الطفل ظهور أعراض وعلامات تشير إلى إصابته بالتوّحد، وخاصة خلال الثلاث سنوات الأولى من حياته، وبالرغم من اختلاف درجات التوّحد من طفل لآخر إلا أنّ هناك أعراضاً مشتركة يجب مراقبتها من قبل الأهل حتى يتسنّى لهم التأكد من إصابة طفلهم بالتوّحد أو عدمها:
- مدى استجابة الطفل للأصوات: ويخضع الطفل لهذا النوع من المراقبة في الأشهر الأولى من حياته، حيث يستجيب الطفل الطبيعي إلى الأصوات المحيطة به، فإنّ عدم استجابته لهذه الأصوات يثير القلق والمخاوف لدى الأهل حول سلامة طفلهم العقليّة.
- التحكم بالنظر وتوجيهه: عندما يبلغ الطفل عمر السنة تكون لديه القدرة على الالتفات إلى الأشياء المحيطة به وتركيز النظر عليها ومشاركة الآخرين بالنظر إلى شيء ما، كأن يركز نظره إلى شيء ما عند الإشارة إليه.
- محاولة تقليد الآخرين: من الطبيعي لأي طفل أن يحاول تقليد حركات وسلوكيّات الأشخاص في بيئته، وهذه الفئة الّتي تقلّد الآخرين يعتبر نموّهم طبيعياً، ويكون التقليد بالحركات الجسمية وحركات الوجه واليدين.
- الاستجابة للمشاعر وردود فعل الآخرين: لا يتأثر الطفل المصاب بالتوّحد بردود فعل الآخرين كما هو الحال عندما يكون أمام المصاب بالتوحد شخص غاضب أو يبكي فلا يتأثر ولا يلتفت له إطلاقاً، أما الطفل الطبيعي فتظهر عليه علامات الغضب.
- عدم التفاعل مع الألعاب: يقتصر تفاعل أطفال التوّحد مع الألعاب فقط على اللمس والتحريك البسيط، لكنّه لا ينسجم معه انسجاما كاملاً، وتكون الألعاب لا معنى له لديه.
- العجز عن المهارات اللغوية والاجتماعية: من الممكن أن تظهر مشاكل المهارات الاجتماعية بشكل مفاجئ فيصبح عاجزاً عن تكوين الجمل واستعمال المفردات والتراكيب في ذلك.
- الحركة الجسدية غير الطبيعية: تتصّف حركة الطفل المصاب بالتوّحد بأنها غير طبيعية، فيكون لديه فرط في الحركة ويصعب عليه البقاء ساكناً، ويعمل على تكرار حركات معينة مثل التصفيق والتأرجح وغيرها.
- عدم الإحساس بالألم والاستجابة للضوء واللمس: من الممكن أن يكون الطفل المصاب بالتوّحد عديم الإحساس بالألم، ولا يستجيب لأي عامل مزعج محيط به كالضوء القوي أو الصوت المزعج أو اللمس، وفي حال شعوره بالألم فإنه يكون ليس بالألم أو الإحساس المطلوب.
- التقيّد بنمط حياة معين: يثير تغيير نظام الحياة اليومي غضب طفل التوّحد، وحتى لو كان الأمر بسيطاً، ويكيّف نفسه في نظام حياة معيّن قد يتعلّق بترتيب الأثاث مثلاً، أو حتى بطريقة طعام معينة، أو تجميع أكوام الطعام دون الحاجة إليها.
- العدوانية الشديدة: يوصف مزاج أطفال التوّحد بذوات المزاج المتطرّف، فعند الغضب تظهر العدوانية العنيفة اتجاه الآخرين.
تشخيصه وعلاجه
بالرغم من التطوّر في مجالات الطب إلا أن تشخيص مرض التوّحد مازال صعباً للغاية نظراً لعدم وجود اختبار نوعي للتشخيص، وفي هذه الحالة يستلزم المراجعة الدورية للاطمئنان على تطور الطفل وسلامته، ومن الممكن أن يلاحظ طبيب الأطفال ظهور علامات مبكّرة تشير إلى الإصابة به، وتقوم مجموعة من الأطباء المختصّين بإخضاع الطفل لعدة اختبارات تتعلّق بالكلام والسلوك واللغة أيضاً، كما يتم فحصه فحوصات سريرية كاملة إلى جانب اختبارات الدم.
أما علاج التوّحد، يلجأ الأطباء المختصون إلى عدة حلول للتخفيف من حدة مرض التوّحد على الطفل المصاب به، إلا أنه في الواقع لا يوجد علاج جذري أو شافٍ له ويستمر مع المصاب به طول حياته، ومن هذه العلاجات ما يلي:
- تقديم المعالجة السلوكية للطفل والتي تعمل على مساعدته ودعمه على اكتساب مهارات جديدة وتعلمّها والحد من تصرفاته غير الطبيعية.
- لجوء الأطباء إلى تقديم المعالجة لنطق الطفل المصاب بالتوّحد.
- إخضاعه للعلاجات الطبيعية أو الفيزيائية.
- إعطاء المريض أدوية للتخفيف من حدة بعض الأعراض.
- رسم خطة غذائية وتغيير نظامه الغذائي القديم جذرياً.
مراجعة الطبيب
في حال ظهور أي من الأعراض الآنفة الذكر يستوجب على ذوي الطفل مراجعة الطبيب بأسرع وقت ممكن للتأكد من سلامته أو إصابته، فتستلزم المراجعة في الحالات التالية:
- عدم إظهار أية محاولة للنطق بعد مرور السنة الأولى من حياة الطفل.
- عدم استخدام الإيماءات بعد مضي السنة الأولى من حياة الطفل.
- عدم التفوّه بأية كلمة بسيطة بعد إكماله سنة ونصف من عمره.
- مرور عامين من عمر الطفل دون أن ينطق بجمل من كلمتين على الأقل.
- فقدان مهارات الاتصال واللغة والمهارات الاجتماعية في حال اكتسابه لها.