-

كيف أعرف نزيف الحمل

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الحمل

يسبق الحمل العديد من الخطوات التحضيرية التي تحدث في جسم المرأة شهرياً؛ وتتضمّن خروج بويضةٍ ناضجةٍ من حويصلتها في المبيض خلال عملية الإباضة، وتهيئة الرحم للحمل من خلال زيادة سمك بطانته وزيادة تدفّق الدم إليه. ويتم إخصاب هذه البويضة عند اختراق إحدى الحيوانات المنوية الغشاء الخارجي لها، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى اندماج كروموسومات البويضة والحيوان المنوي معاً لإنتاج بويضةٍ مخصبةٍ تحتوي على 46 كروموسوم. وتبدأ هذه البويضة المخصبة بالانقسام بسرعةٍ خلال الساعات القليلة التالية لعملية الإخصاب مشكّلةً ما يعرف بالمُضغة (بالإنجليزية: Embryo)، وتستمر هذه المضغة بالانقسام أثناء حركتها ببطءٍ عبر قناة فالوب باتجاه الرحم في رحلة تستغرق 3-4 أيامٍ تقريباً، وخلال هذه الرحلة يستعد الرحم لاستقبالها، وعند وصولها إلى الرحم تكون الكيسة الأريمية (بالإنجليزية: Blastocyst) قد تشكلت؛ وهي عبارةٌ عن هيكلٍ أجوفٍ يحتوي بداخله على كتلة الخلايا المتكونة نتيجة الانقسامات المتتالية، وبعد ذلك تبدأ عملية الانغراس في جدار الرحم، وحينها تصبح بطانة الرحم أكثر سمكاً، ويتم إغلاق عنق الرحم بسدادةٍ مخاطيةٍ تبقى في مكانها حتى نهاية فترة الحمل.[1]

كيفية معرفة نزيف الحمل

يُعرف نزيف الحمل طبياً بنزف الانغراس (بالإنجليزية: Implantation bleeding)؛ وهو النزيف الخفيف الذي يحدث بعد انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم الداخلية، وذلك خلال 6-12 يوماً من حدوث الإخصاب، ولذا فإنّ نزيف الانغراس يحدث عادةً خلال الأسبوع الذي يسبق الموعد المتوقع للحيض. فعلى سبيل المثال، إذا كانت المرأة المتزوجة تتوقع نزول دم الحيض في اليوم الخامس والعشرين من الشهر، فإنّ نزيف الانغراس يُتوقع أن يحدث في الفترة بين اليوم 18-25 من الشهر نفسه. وهذا يعني أنّه لا يُتوقع حدوث نزيف الانغراس قبل هذا الوقت أو بعد الموعد المتوقع للحيض إلّا في حالاتٍ قليلة؛ كأن تحدث الإباضة لدى المرأة في وقتٍ مبكرٍ ويحدث الانغراس بسرعةٍ أكبر من المتوقع، أو أن تحدث الإباضة في وقتٍ متأخرٍ إضافة إلى حدوث عملية الانغراس بشكلٍ بطيئ. ويجدر القول إنّ نزيف الانغراس لا يُشترط أن يحدث لدى جميع النساء الحوامل حيث إنّه يصيب قرابة ثلث النساء الحوامل فقط، ويُعتبر هذا النزيف الخفيف طبيعياً تماماً، ولا يحتاج إلى رعايةٍ طبية. وتجدر الإشارة إلى أنّ نزيف الانغراس قد يكون مصحوباً ببعض الأعراض مثل المغص الخفيف، وتقلب المزاج، والصداع، والغثيان، وألم الثدي عند لمسه، وألم أسفل الظهر. ويمكن القول أنّ نزيف الانغراس يختلف قليلاً عن نزيف الحيض، مع مراعاة أن النساء يختلفن فيما بينهن في طبيعة النزيف أثناء الحيض. وتتضمّن الاختلافات الأساسية بين نزيف الحمل ونزيف الحيض ما يأتي:[2]

  • اللون: يختلف نزيف الانغراس عن نزيف الحيض من حيث اللون، إذ يتراوح لون نزيف الانغراس بين اللون الوردي الفاتح إلى اللون البني الغامق الذي يشبه لون الصدأ، بينما يتراوح لون نزيف الدورة الشهرية، بغض النظر عن غزارتها وشدتها، بين الأحمر الفاتح والداكن.
  • التجلطات: يختلف نزيف الانغراس عن نزيف الحيض بأنّه لا يكون مصحوباً بنزول التجلطات الدمويّة التي ترافق نزيف الحيض لدى بعض النساء.
  • طول الفترة الزمنية: يمكن أن يستمر نزيف الحيض من 3-7 أيام. وعادةً تكون فترة الحيض قصيرةً لدى النساء اللاتي يأخذن أدوية منع الحمل مقارنةً بغيرهن، أمّا نزيف الانغراس فيستمر لفترةٍ أقصر تتراوح بين ساعتين إلى ثلاثة أيام. وتجدر الإشارة إلى أنّ نزيف الانغراس يستمر عادةً لفترةٍ أطول لدى النساء اللواتي يحملن لأول مرة مقارنة بالنساء اللاتي قد جربن الحمل سابقاً.
  • كمية الدم المفقودة: تكون كمية الدم المفقودة أثناء الحيض كبيرةً مقارنةً بكمية الدم المفقودة في نزيف الانغراس، إذ تحتاج المرأة إلى استخدام حفاظاتٍ أو سداداتٍ قطنيّةٍ أثناء الحيض، بينما قد لا تحتاج إلى استخدام أيٍّ من هذه الوسائل أثناء نزيف الانغراس فقد يكون على شكل نُقطٍ بسيطةٍ من الدم تظهر فقط على الملابس الداخلية أو ورق التواليت. كما أنّ تدفق الدم أثناء الحيض يكون تدفّقاً كاملاً بينما يكون تدفق الدم في نزيف الانغراس بسيطاً، وقد يكون متقطعاً.

أسباب النزيف أثناء مراحل الحمل المختلفة

يمكن أن يكون النزيف المهبلي خلال الاثني عشر أسبوعاً الأولى من الحمل علامةً على الإجهاض أو الحمل خارج الرحم، إلّا أنّ العديد من النساء اللواتي قد يواجهن مشكلة النزيف في هذه المرحلة يكملن الحمل بنجاحٍ وبشكلٍ طبيعي. وتتضمن الأسباب المختلفة للنزيف في المراحل المتأخرة من الحمل ما يأتي:[3]

  • التغييرات في عنق الرحم: يمكن أن تتغير الخلايا الموجودة في عنق الرحم أثناء الحمل بحيث تصبح أكثر عرضة للنزيف، وخاصة بعد الجماع. وتُعرف هذه التغيرات بشتر عنق الرحم الخارِجي (بالإنجليزية: Cervical ectropion)، كما أنّه يمكن أن تسبب العدوى المهبلية نزول كميةٍ قليلةٍ من الدم من المهبل.
  • اقتراب الولادة: يحدث هذا النوع من النزيف عادة في أواخر الحمل، وهو عبارة عن كمية صغيرة من الدم مخلوطة بالمخاط الذي كان يغلق عنق الرحم طوال فترة الحمل. وتُعدّ هذه التغيرات علامة على جاهزية عنق الرحم لبدء المرحلة الأولى من المخاض.
  • انفصال المشيمة: (بالإنجليزية: Placental abruption) يُعدّ انفصال المشيمة عن جدار الرحم حالةً طبيةً خطيرةً، وقد تستدعي الولادة المبكرة إذا حدثت في مرحلةٍ متأخرةٍ من الحمل.
  • المشيمة المنزاحة: (بالإنجليزية: Placenta praevia) تُعرف المشيمة المنزاحة أيضا بالمشيمة المنخفضة؛ إذ تحدث عندما تتصل المشيمة بالجزء السفلي من الرحم، أو عندما تغطي عنق الرحم. ويمكن أن تمنع المشيمة المنزاحة ولادة الجنين بشكلٍ طبيعيٍ مما يستدعي الولادة القيصرية.
  • الأوعية المتقدمة: (بالإنجليزية: Vasa praevia) وهي حالة طبية نادرة يمكن أن تؤثر في واحدة من بين 3-6 آلاف حالة ولادة. وتحدث عندما تمرّ الأوعية الدموية التي تربط بين الجنين والأم خلال الأغشية التي تغطي عنق الرحم، بينما من المفترض أن تكون هذه الأوعية محميةً داخل الحبل السري في الوضع الطبيعي. ويؤدي تمزق هذه الأوعية الدموية أثناء المخاض إلى حدوث نزيفٍ مهبلي، وفقدان الجنين لكميةٍ كبيرةٍ من الدم يمكن أن تكون مهددةً للحياة.

المراجع

  1. ↑ "Biological Steps to Becoming Pregnant", www.soc.ucsb.edu, Retrieved 29-10-2018. Edited.
  2. ↑ "What Is Implantation Bleeding", americanpregnancy.org, Retrieved 29-10-2018. Edited.
  3. ↑ "Bleeding during pregnancy", www.pregnancybirthbaby.org.au, Retrieved 29-10-2018. Edited.