كيف أعرف إجابة صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة
يحتاجُ المسلم في حياته إلى ما يُشعِره أنّه آمِنٌ في خطواته واتخاذ مختلف قرارتِه، خاصّة المهمّة منها؛ كالزواج، والعمل، والسفر، والدراسة وغير ذلك؛ لأنّ كل خيارٍ مستقبليّ مجهولٌ بالنسبة له إن كان خيراً أو شراً. وقد جاء النبيّ الكريم مُحمّد -صلى الله عليه وسلّم- بحلٍّ لهذه المشكلة، فكان من ضمن تشريعاته قانونٌ يسمّى "صلاة الاستخارة"، التي من خلالها يفوّض العبدُ أمرَه إلى ربِّه ليرشدَه إلى الصواب في اختياره، فإن كان مقبلاً على أمرٍ يسّره أو عسّره، وإن كان أحدُ أمرين أرشده إلى الأفضل. الاستخارة سنّة بإجماع أهل العلم، وهناك علامات تدلّ على إجابتها.
أهمية صلاة الاستخارة
- الافتقار لله سبحانه وتعالى، والتجرّدُ من الحَوْل والقوّة، والتوكّل على الله وحدَه وتفويض الأمر إليه فهو العليم الخبير.
- سؤال الله تعالى بصدقٍ والالتجاء إليه، فمن وُفق لذلك لم يحرمه الله حُسنَ الاختيار والنجاح والتوفيق.
- امتلاء القلب بالطمأنينة والرضا باختيارِ الله تعالى، فمَنْ استخار الكريم لن يندم على ما اختاره له.
دعاء صلاة الاستخارة
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ -هنا تسمي حاجتك- خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ -هنا تسمي حاجتك- شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ " وَفِي رواية " ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ) رَوَاهُ الْبُخَارِي.
كيفية صلاة الاستخارة
- الوضوء، كوضوء الصلاة.
- النيّة لصلاة الاستخارة قبل البدْءِ بها.
- صلاة ركعتين دونَ الفريضة، ومن السنّة قراءةُ سورة الكافرون بعد الفاتحة في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية.
- السلام بعد التشهد والصلوات الإبراهيميّة.
- الجلوس بعد انتهاء الصلاة والثناء على الله -عزّ وجل- بما هو أهله، ثمّ الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.
- قراءة دعاء الاستخارة، كما ورد في الحديث الشريف مع تسميةِ الحاجة المُستخار لها.
- ختمها بالصلاة على رسول الله محمّد -صلى الله عليه وسلّم-.
- تفويض الأمر لله، وترك الاختيار له جلّ في علاه.
كيفية معرفة إجابة الاستخارة
- السير والمضيّ في تنفيذ الأمر، فإنّ لمسَ المسلم خلال ذلك انشراح صدره وراحةَ باله، دلّ ذلك على أنّه في الطريق الصحيح، وإن شعر باالضيق والغمّ فلا بد من الانصراف عنه وتركه.
- تيسير الأمر وسهولة السعي فيه، وإن تعسّر وكان فيه من المشقة والعناء فعكس ذلك.
- الرؤيا الصالحة الصادقة والتي لا بدّ من تفسيرِها بحكمةٍ وعلمٍ بردها لأهلِ المعرفة فيها، ولكن ليس من الضرورة لإجابة الاستخارة وجود الرؤى، فالمعوّل عليه تيسير الأمر وانشراح الصدر.
عند الاستخارة، على المسلم أن يتجرّدَ من حوْلِه وقوّته، وكذلك من تعلّقه ورغبته في الأمر المقبل عليه، وألّا يكون اختياره نابعاً من محبته إياه، بل عليه تفويض الأمر كله لله وصدق التوكل عليه، والمضيّ في تنفيذ ما ينشره له صدره والرضا به، وعدم الندم بعد تنفيذه.