الشروق عندَ الفقهاء هو بداية طلوع الشمس، والشروق يعرف لغةً بأنَّه طلوع الشمس من جهة الشرق. وقال ابن منظور في لسان العرب: إنَّ الشرق بتسكين الراء هو المكان الذي تشرق فيه الشمس، ويقال شرقت الشمس أي طلعت، وأشرقت الشمس أي أضاءت وجه الأرض. وقالَ الحطاب في مواهب الجليل: الشروق الميقاتي هو شروق مركز الشمس، والشروق الشرعي هو طلوع أو شروق أول حاجب الشمس.[1]
لا يجوز للمسلمين الصلاة عندَ طلوع الشمس وعندَ غروبها، وذلك للابتعاد عن التشبه بالمشركين الذين يسجدونَ للشمس عندَ شروقها وعندَ غروبها. عن عَمرِو بنِ عَبَسةَ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (صلِّ صلاةَ الصبحِ. ثمَّ أَقصِر عن الصلاةِ حتى تطلعَ الشمسُ حتى ترتفعَ . فإنها تطلعُ حين تطلعُ بين قَرْني شيطانٍ . وحينئذٍ يسجد لها الكفارُ. ثم صلِّ. فإنَّ الصلاةَ مشهودةٌ محضورةٌ. حتى يستقلَّ الظلُّ بالرمحِ. ثم أَقصِر عن الصلاةِ. فإنَّ، حينئذٍ، تُسجَرُ جهنَّمُ. فإذا أقبل الفَيءُ فصَلِّ. فإنَّ الصلاةَ مشهودةٌ محضورةٌ. حتى تصلِّي العصرَ. ثم أَقصِر عن الصلاةِ. حتى تغربَ الشمسُ. فإنها تغرب بين قرني شيطانٍ. وحينئذٍ يسجد لها الكفارُ).[2]فالشمس عند شروقها وغروبها تطلع وتغرب بينَ قرني الشيطان. وبالرغم من أنَّ النهي كانَ للصلاة في وقت الغروب والشروق، إلا أنَّ الشارعَ نهى أيضاً عن الصلاة بعدَ الفجر والعصر وذلك سداً لذريعة الاستمرار في الصلاة حتى وقت النهي.[3]
صلاة الشروق هي الصلاة النافلة التي يصليها المسلم بعدَ شروق الشمس، وبعدَ انتهاء وقت النهي عن الصلاة بارتفاع الشمس قيدَ رمح في السماء، وقدره العلماء بالوقت؛ أي أنَّه يساوي ربع ساعة تقريباً، وعليه ينظر المسلم إلى وقت الشروق، وينتظر ربع ساعة، ثُمَّ يصلي صلاة الشروق،[4] وصلاة الشروق هي صلاة مستحبة وليسَت واجبة، وتدخل صلاة الشروق في صلاة الضحى، والفرق هو الوقت في أدائها، فإذا أداها المسلم بعدَ شروق الشمس بقيد رمح في السماء سميت صلاة شروق، وإذا صليت من ارتفاع الشمس قبيلَ الزوال أو الظهر سميت صلاة ضحى.[5]