ينبغي نقش القرآن الكريم في صدور الأطفال الصغار، فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر، ولعلّ أفضل مرحلة لتعليم الطفل القرآن الكريم هي من عمر 3-6 سنوات، حيث تتميز هذه الفترة العمرية بيقظة عقله، ونقاء ملكات حفظه، ويكون لديه رغبة قوية في المحاكاة والتقليد، وبالتالي ينبغي تحفيظ الأطفال للقرآن الكريم في صغرهم.[1]
تُعتبر المكافأة أحد أفضل الطرق لتحبيب الطفل في حفظ القرآن، ويكون ذلك من خلال إهدائه شيئاً يُحبّه، حتّى وإن كانت الهدية قطعةً من الحلوى، وتكون المكافأة كلّما حفظ الطفل قدراً من الآيات القرآنية، كما يُمكن تقديم المكافآت المعنوية للطفل عندما يصل سن التاسعة أو العاشرة من عمره، ومن الأمثلة على هذه المكافآت ما يأتي: كتابة اسم الطفل في لوحة شرف، أو تكليفه بمهمة تحفيظ الأطفال الأصغر منه عمراً، وهكذا.[1]
يحتاج الطفل الخجول إلى معاملة خاصة عند تحفيظه القرآن، حيث يغلب عليه الشعور بالإحراج الشديد من ترديد ما يحفظه أمام الأطفال الآخرين، ولذلك يُمكن استبدال التسميع الشفوي بالكتابة إذا كان الطفل يستطيع ذلك، وفي حال كان الطفل أصغر من سن الكتابة فيُمكن تأخير دمجه مع زملائه، وتشجيعه على الحوار بشكل تدريجي، وذلك حتّى يتمكّن من التغلب على خجله.[1]
يُفضل الأطفال القصص بشكل كبير، ولذلك فإنّ من أيسر الطرق التي تُعين على تحفيظه القرآن الكريم هي قص القصص القرآنية عليه، ولكن يجب أن تكون هذه القصص بأسلوب ينسجم مع عقل الطفل واحتياجاته، وينبغي أن تقتصر القصص على ما جاء في النص القرآني، وذلك من أجل ربط الطفل بالقرآن، ولا بدّ أن تكون نهاية القصة بقراءة النص القرآني الذي يتحدث عن تلك القصة.[2]
ينبغي الحرص على جعل القرآن الكريم رفيقاً للطفل في كلّ مكان، ويُمكن تطبيق هذا من خلال وضع جزء عم في حقيبته، فهذا التصرف من شأنه أن يُريح الطفل، ويربطه بالقرآن الكريم، وخاصةً في حالات التوتر والخوف، ويكمن الهدف من ذلك إحساس الطفل بالأمان بسبب مرافقة القرآن له، كما يجب تعليمه آداب التعامل مع المصحف الشريف.[2]
يوجد العديد من التوجيهات التي تُساعد الطفل على حفظ القرآن الكريم، ومنها ما يأتي:[3]