كيف أجعل قلبي يخشع طب 21 الشاملة

كيف أجعل قلبي يخشع طب 21 الشاملة

الخشوع

تمرُّ على الإنسان من حينٍ إلى آخر أوقاتٌ يشعر فيها بالضِّيق، ويعتري قلبَه الإحساسُ بالقسوة وعدم التأثُّر عند سماع كلام الله تعالى من القرآن الكريم، أو عند تلاوته، أو أثناء أدائه الصّلوات، ممّا يؤدّي إلى فتورٍ في علاقته مع الله تعالى، وقد يحدث هذا نتيجةً لأمرٍ عارضٍ يُصيب القلب، ألا وهو عدم الخشوع، وفيما يأتي تعريفٌ لمعنى الخشوع، وبيانُ كيفيّة استحضاره وجعل القلب عامراً به، وذِكر بعض ثمراته.

تعريف الخشوع

الخشوع لُغةً

الجذر اللّغويّ لكلمة الخشوع هو خَشَعَ؛ الخاء والشين والعين أصلٌ صحيحٌ واحدٌ دالٌّ على الطّمأنينة والاستِكانة، يُقال: خشع فلانٌ؛ إذا اطمأنّ وطَأطَأ رأسه، والخشوع قريبٌ في معناه من الخضوع، إلّا أنَّ الخضوع يكون في الجسد وحسب، أمّا الخشوع فيكون في الصَّوت والبصر كذلك،[1] ومنه قول الله تعالى: (...وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا)،[2] وقوله تعالى: (خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ...)،[3]وخَشَعَ واختَشَعَ: إذا رمى ببصره اتجاه الأرض وغضَّه، وأخفض من صوته، ويُقال في اللُّغة: أرضٌ خاشِعةٌ؛ أي هامِدةٌ لا ماء ولا خُضرَة فيها.[4]

الخشوع اصطلاحاً

تعدَّدت تعريفات الخشوع عند العُلماء؛ فمنهم مَن عرَّفه بأنَّه الانقياد والإذعان للحقِّ، ومنهم من قال: إنَّ الخشوع هو خضوع القلب بين يدَي الله تعالى والتَّذلُّل له، وقيل: إنَّه معنىً يقوم في النَّفس، ينتج عنه سكونٌ في الأطراف بما يُلائم ويناسِب مقصودَ العبادة.[5]

طرق استِحضار الخشوع في القلب

أوْلَت الشَّريعة الإسلاميَّة بهَدْيِها وتعاليمها اهتماماً عظيماً بالقلب، وحثّت النّصوص الشَّرعيَّة من آياتٍ قرآنيَّةٍ وأحاديث نبويَّةٍ على إصلاح القلب وتولّيه بالعناية والتّهذيب؛ لأنّه ركيزة صلاح الإنسان وفلاح عمله، ومن ذلك ما رُوِي عن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: (ألا إنّ في الجسدِ مُضغَةً، إذا صَلَحتْ صلَحَ لها سائرُ الجسدِ، وإذا فَسَدتْ فَسَد لها سائرُ الجسدِ، ألا وهِي القلبُ)،[6] والقلب كذلك هو محطُّ نظر الله تعالى، وهو مكمن التّفاضُل بين العِباد؛ لأنَّ الله تعالى ينظر إلى القلوب والأعمال لا إلى الأشكال والأموال، ومن ذلك ما رُوِي عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: (إنّ اللهَ لا ينظرُ إلى صُوَرِكم ولا إلى أموالِكم، وإنّما ينظرُ إلى قُلوبِكم وأعمالِكم)؛[7] فالقلب هو محكُّ الإيمان، ومِعيار صلاح الأعمال والأحوال، ومحلُّ التّقوى ومستودعها.

ذكر العلماء أعمالاً عدَّةً تستحضر الخشوع لله تعالى في القلب، وتُمكِّنه من المُداومة عليه، ومن هذه الأعمال:[8]

ثمرات الخشوع

إنَّ للخشوع فوائد وثمراتٍ عديدةً، يجنيها العبد الذي يخشع قلبه، ومن الفوائد والثَّمرات ما يأتي:[14]

المراجع

  1. ↑ ابن فارس (2002)، مقاييس اللغة، دمشق: اتّحاد الكتاب العرب، صفحة: 146، جزء: 2. بتصرّف.
  2. ↑ سورة طه، آية: 108.
  3. ↑ سورة القلم، آية: 43.
  4. ↑ ابن منظور (1414هـ)، لسان العرب (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار صادر، صفحة: 71-72، جزء: 8. بتصرّف.
  5. ↑ صالح بن حميد وآخرون، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (الطبعة الرابعة)، جدة: دار الوسيلة، صفحة: 1824-1825، جزء: 5. بتصرّف.
  6. ↑ رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 13/40، حديثٌ صحيح.
  7. ↑ رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 11/130، حديثٌ صحيح.
  8. ↑ خالد البليهد، "علاج قسوة القلب"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2017. بتصرّف.
  9. ↑ سورة الرعد، آية: 28.
  10. ↑ سورة آل عمران، آية: 8.
  11. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أم سلمة بنت أبي أمية، الصفحة أو الرقم: 3522، حديثٌ حسن.
  12. ↑ سورة العنكبوت، آية: 45.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاريّ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، حديث صحيح.
  14. ↑ صالح بن حميد وآخرون، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (الطبعة الرابعة)، جدة: دار الوسيلة، صفحة: 1837، جزء: 5. بتصرّف.