يوصي العالم النفسي الدكتور سال سيفير بضرورة التنفس العميق كأسلوب ووسيلة سهلة للأطفال الصغار لتهدئتهم عند الغضب، ويُمكن الاتفاق معهم على إشارة وضع اليد على الصدر، فمثلاً عندما ترى الأم طفلها بدأ يغضب يمكن لها أن تضع يدها على صدرها، وتأخذ نفسين عميقين، ليفهم الطفل هذه الإشارة على أنّها تذكير للتراجع عمّا يُغضبه، وتقليدها وممارسة هذا التمرين إلى أن يهدأ، ومع الوقت يصبح الطفل أكثر هدوءاً.[1]
يُعتبر عدم قدرة الطفل على القيام بالشيء بنفسه عامل ضغط عليه، ممّا يجعله مجهداً وأكثر غضباً وتوتراً، خاصةً إذا لم يُعطَ فرصةً لتحمل المسؤولية، وتقول المربية ديبي بينكوس بمجرد أن يتعلم الطفل شيئاً جديداً، سواء كان ذلك الشيء ضبط ساعة المنبه، أو ربط الحذاء على سبيل المثال، فإنّه سيشعر بالثقة والفخر بنفسه، وحينها ينبغي على الأهل تسليمه هذه المسؤولية بشكل دائم، فإن مُساعدة الطفل في تحمل مسؤولياته وإدارة نفسه بنفسه يجعله أكثر اكتفاءً بذاته، وبالتالي أكثر هدوءاً.[2]
يُمكن التحدث مع الذات لتهدئتها قبل احتداد الغضب، ويُمكن تعليم الأطفال بعض الكلمات الإيجابية ليتحدثوا بها إلى أنفسهم، الأمر الذي يجعلهم هادئين مع الممارسة والوقت، ومن هذه العبارات ما يأتي:[3]
يتمّ تعليم الأطفال أسلوب المحادثة الذاتية بتطبيق الأهل لهذا الأسلوب على أنفسهم أمام الطفل، فمثلاً يُمكن القول بصوت عالٍ: إنّني فقط بحاجة إلى الاسترخاء، أو قول: خُذها ببساطة، أو قول: لن أسمح لنفسي بالغضب، ممّا يجعل الأطفال يُقلّدون ذلك عندما يشعرون بالغضب، كما أنّ ّطلب الأهل من الأطفال أن يُطبّقوا مثل هذا التمرين البسيط عندما يحتاجون إلى تهدئة أنفسهم، يُساعدهم على إتقان هذه العملية واستخدام الكلام الذاتي لإدارة غضبهم، ومن الجدير بالذكر أنّه من الأفضل ممارسة هذا قبل أن يغضب الطفل.[3]
يُمكن أن يبذل الأهل قصارى جهدهم في جعل ابنهم هادئاً، ثمّ يُلاحظون أنّه ما زال سريع الغضب، إذ ينبغي عليهم أن يُدركوا ويتقبلوا فكرة أنّ الجميع يُخطئ، الأمر الذي يجعلهم يتعاملون مع هذا الوضع على أنّه مشكلة بدلاً من النظر إلى الطفل نفسه على أنّه هو المشكلة، ممّا يُمكّنهم من الاستمرار في التجارب والبحث والعمل من أجل جعل طفلهم هادئاً.[4]
يجب أن يتجنب الأهل التشاؤم، أو الإحباط، أو الشعور بالفشل، لمجرد غضب الطفل مرّةً أو مرّتين أو حتّى عشرة، حيث ينبغي عليهم إدراك أنّ تغيير سلوك دائم يتطلب وقتاً، وصبراً، ومثابرةً من جانب الأهل والطفل، فيُمكن مثلاً الاحتفال بالنجاحات الصغيرة، كتحفيز الطفل وتقديم هدية له في اليوم الذي يُظهر فيه هدوءاً أكثر، ومساعدته للتعلم من أخطائه، الأمر الذي يُسهّل العملية على الأهل والابن.[4]