ليكون الطفل متميّزاً وذكيّاً وشخصيّته فريدة، على الوالدين اتّباع بعض أساليب التربية الحديثة والمختلفة، حيث يتمّ السماح للطفل بأن يخوض في الحياة ويعايش الجيّد والسيء فيها، تحت توجيهات ومراقبة الوالدين وإشرافهما عليه، فمعظم الآباء والأمهات يتعاملون مع أبنائهم بالأسلوب المبنيّ على خوف الابن من والديه لأنّ لديهما سلطة عليه، لكن هذا الأسلوب ليس فعّالاً أبداً، إذ يجب على الأبوين أن يكونا أصدقاء لأطفالهم، والتخلّي عن أسلوب الأمر الذي سيسبّب تمرّداً لدى الأبناء في سنٍ مبكر.[1]
من الجدير بالذكر أنّه يجب الاتّفاق والحوار معهم، حتى في الأمور البسيطة كتنظيف الغرفة بعد اللعب، وإجابتهم على التساؤلات التي تراودهم، ويجب تقديم المكافآت للأبناء على التصرفات الجيدة التي يقومون بها بدلاً من عقابهم على التصرّفات الخاطئة، فنظام المكافآت في التربية له أثر أكبر من نظام العقاب.[1]
يجب على الأبوين تجنّب تأجيل الاهتمام بقدرات أبنائهم إلى وقت معين، وهذا لا يعني أن يكون الطفل سبباً في إهمال الأم والأب لأعمالهما ولحياة كلٍ منهما، إذ إنّ أهم ما في التربية هو خلق توازن بين أمور الحياة كافّة وتربية الطفل بشكل سليم. من الجدير بالذكر أنّه يجب ترك الطفل يكتشف نفسه وقدراته، وهنا يجب على الوالدين أن يفتحا المجال له ليرسم ويلوّن ويتحرّك وينمّي مهاراته بنفسه، فهذا ينمّي الشعور بالاستقلال الذاتيّ ويزيد الثقة بالنفس لديه بشكل كبير، فالثقة تلعب دوراً هامّاً في جعل الطفل يتمتّع بشخصيّة مميّزة.[1]
عقل الطفل يشبه الإسفنج، حيث إنّه يقوم باستقبال وتخزين كل ما يشاهده ويشعر به ويشمّه ويتذوقة ويلمسه، لذا يجب على الوالدين ترك الأبناء يتعلّمون بأنفسهم، بحيث يُشبِعون فضولهم في اكتشاف كل ما حولهم، تحت رقابة من الوالدين بالتأكيد، فبهذه الطريقة يستطيع الطفل التعامل مع ما حوله بشكل أفضل، وهذا يجعله يتمتّع بسرعة بديهة، وبالتالي ستزداد ثقته بنفسه مما ينعكس إيجاباً على تصرّفاته بشكل عام، وستصبح طريقة تحليله للأحداث أكثر منطقيّة. من المهم أيضاً أن يجعل الأبوين طفلهم ينظر إلى المشاكل على أنّها تحديات يجب حلها وليست مشاكل تستدعي القلق بشأنها.[1]
صحيح أنّ لدى الكثير من الآباء والأمهات طموحات وأحلام لما يريدون أن يكون عليه طفلهم عندما يكبر، لكن سيكون من الأفضل دائماً ترك الطفل يقرّر بنفسه ماذا يريد أن يكون عليه مستقبلاً، فالنجاح الحقيقي للإنسان يكمن في أن يفعل ما يحبّ حقاً وأن يستمتع في ذلك، وفي الأساس يريد الأبوان السعادة لطفلهما، لذا عليهم تركه يفعل ما يحبّ وتقديم المحبّة والدعم اللازم لطفلهما ليكون ما يطمح له، ولينجح بما يسعى اليه.[1]
على الأبوين فهم ما يفعله أبنائهم، ويكون ذلك بالتواصل معهم وقضاء وقت كافٍ معهم، إذ يمكن للأم والأب أن يدخلا إلى عالم طفلهم والتعرّف على ما يحب ويكره، ومعرفة طريقة لعبه والأشياء التي تثير إهتمامه، وتقديم التغذية الراجعه للطفل من خلال التواصل الفعّال معه، حينها سيشعر الطفل بأنّ والداه يهتمّان به وستزداد لديه الثقة بهما وبنفسه أيضاً.[2]
إن للمجتمع والمدرسة دور في تعزيز شخصية الطفل، ولكنه ليس بالدور الكبير كدور الأسرة، إذ تتكوّن شخصية الطفل في سنوات عمره الأولى وفي الأوقات التي يقضيها مع أسرته، ويوجد بعض النصائح التي يجب اتباعها من قبل الوالدين حتى يكون الطفل ذي شخصيّة متميزة، ومنها:[3]