كيف أدفع كفارة اليمين
كفّارة اليمين
من صُور رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده المسلمين أنّه شَرَع لهم الكفّارة، التي بها تحلّة اليمين فقد قال الله تعالى:"قد فرض الله لكم تحلَّة أيمانكم".جعل الله سبحانه كفّارة اليمين تشتمل أمريّن هما التَّخيير، والتَّرتيب ما بين الإطعام، أو الكسوة، أو عتق الرَّقبة المؤمنة وهنا التَّخيير، أمّا التَّرتيب فبين الخيارات الثلاثة السابقة وبين الصِّيام، قال الله تعالى:"فكفّارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبةٍ مؤمنةٍ فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيامٍ".
كيفيّة دفع كفّارة اليمين
الآية الكريمة السّابقة نصّت بشكلٍّ واضحٍ على ماهيّة كفّارة اليمين، واليمين الذي يستوجب الكفّارة هو اليمين المعقود الذي يُحنث به وكفّارته على النحو التّالي:
- إطعام عشرة مساكين من أوسط يُطعم المرء أهله، لكلّ مسكينٍ نصف صاعٍ من الطّعام.
- أو كسوة عشرة مساكين، لكلّ واحدٍ منهم ثوبٌ يجزئه في صلاته- أي يستر عورته في الصّلاة-.
- أو إعتاق رقبةٍ مؤمنةٍ- أي تخليصها من الرِّق العبوديّة-.
- أو صيام ثلاثة أيامٍ، واشترط جمهور العلماء أنْ تكون متتابعةً.
أحكام كفّارة اليمين
- يخطأ كثيرٌ من المسلمين فيعتقدون أنّهم مخيّرون في أمرهم ما بين الصِّيام وبقيّة أشكال كفّارة اليمين، فيعمدون إلى الصِّيام مع قدرتهم الماديّة على الإطعام أو الكسوة، وفي هذه الحالة لا يُعدّ الصِّيام مجزئاً ولا تبرأ الذِّمة، فالصيام يُجزىء فقط عند العجز عن الإطعام أو الكسوة أو العتق.
- يجوز تقديم كفّارة اليمين على الحنث بها- أي العمل بما هو مخالفٌ لليمين- وتُسمّى محلّلة لليمين، أمّا إذا جاءت الكفّارة بعد الحنث تُسمّى مكفرة اليمين.
- من حق المسلم على أخيه المسلم الإبرار بالقسم إنْ أقسم عليه.
- في حال تكرار الأيمان قبل التَّكفير على فِعلٍ واحدٍ تجب كفّارةٌ واحدةٌ عند الحنث بها.
- حلف عدّة أيمانٍ على عدّة أفعالٍ ثُمّ الحنث بها جميعًا؛ فعلى المسلم في هذه الحالة كفّارةٌ لكل يمينٍ.
- النسيان أو الإكراه أو الجهل ممّا يؤدي إلى الحنث في اليمين، في هذه الحالات لا يُعدُّ حنثًا ولا تجب الكفّارة.
- المرء إذا حلف على فعل شيءٍ وأوكل غيره بفعله نيابةً عنه، فهذه تُعدّ من الحِيل التي تُبقي الذِّمة مُنشَغلةً بتبعة اليمين.
- عدم المسارعة إلى حلف اليمين أو المسارعة إلى حنثه أو تركه دون كفّارةٍ فقد قال الله سبحانه وتعالى :"واحفظوا أيمانكم" وهذا يدُّل على عِظَم شأن اليمين ووجوب احترامه وعدم الإستخفاف به.