-

كيف أعلم طفلي القراءة والكتابة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التعليم

يحتل التعليم الأولوية القصوى من بين كافة الأمور الأخرى في حياة الناس، فهو وسيلة نهضة المجتمعات، وهو وسيلة الارتقاء، والسمو بالروح ولو كان ذلك بشكل غير مباشر، كما يُعتبر التعليم من أهمّ وسائل بناء العالم الماديّ المحيط بنا، فكلّ هذا التقدّم التكنولوجيّ والحضاريّ الذي يعيشه العالم في هذا اليوم لم يكن ليكون لولا التعليم.

التعليم عمليّة تراكميّة، تبدأ في العادة منذ الصغر، وتستمرّ إلى أن يموت الإنسان، فالإنسان بطبيعته توّاق لتعلّم المعارف الجديدة، وما أن يصاب الإنسان أو المجتمع بالتبلّد التعليميّ حتى ينهاروا فوراً، ذلك أنّهم قد ضلوا الطريق؛ طريق النهضة والعزة والرفعة، والتعليم يبدأ بالتدريج شيئاً فشيئاً إلى أن يصير الإنسان قادراً على اكتساب المعارف المعقدة والعلوم التي يمكنها أن تساعد وتساهم في التطوير والبناء والتحديث، وكل حسب اختصاصه، ورغبته، وميوله، ومجال تفوقه، والتعليم يبدأ أولاً كمرحلة أساسيّة ينبى ويؤسّس فوقها بتعليم الطفل القراءة والكتابة، فهاتين الأداتين هما أساس كل نهضة وكل تقدم، وكلما ارتفعت معدلات الأمية في دولة من الدول أو أمة من الأمة كلما ارتفع معه التخلف والجهل، وبالتالي التبعية والتقليد الأعمى في كل شيء، وفيما يلي بيان كيفية تعليم الأطفال هاتين المهارتين.

طريقة تعليم الأطفال القراءة والكتابة

من المعروف أن عملية الكتابة تحتاج إلى سيطرة وتحكم من الطفل بالقلم، وبهذا فقد تكون أصعب من عملية القراءة، وبما أن عمليتي القراءة والكتابة تكمل إحداهما الأخرى، فإنه من الأفضل أن يبدأ أولاً بتعليم الطفل القراءة، ثم بعد ذلك الكتابة وذلك عند التأكد من أن بمقدوره القيام بذلك، وعادة ما يكون ذلك في سن السادسة أو الخامسة. كما ويجب أيضاً مراعاة الفروقات الفردية بين الأطفال، فلكل طفل خصوصيته، ووضعه.

يجب البدء أولاً بتدريب الطفل كتنمية مهارته اليدويّة من خلال توفير لعب صغيرة وبسيطة تناسب حجم يده، بحيث يطلب منه ترتيبها بطريقة معينة، كما يجب دعمه وتشجيعه أثناء إمساكه بالقلم بشكل جيد حتى يستطيع رسم خطوط مستقيمة، ومنحنية، كما يمكن مساعدته على رسم أشكال هندسية بسيطة، بالإضافة إلى تدريبه على اكتشاف المختلف، وتمييز الألوان، عدا عن ضرورة تعليمه طريقة النطق الصحيحة للحروف من خلال تحفيظه بعض الأغاني التي تتناسب وعمره، وتعليمه أسماء ما يحيط به ويتفاعل معه بشكل يومي، وذلك لأجل زيادة مخزونه اللغوي، كما يجب الإكثار من قراءة القصص له، فهذا الأمر يساعد على تطوير مخيلته، وتحسين لغته، وأثناء القيام بكلّ ما سبق يجب الانتباه إلى مراحل تطور الطفل الجسديّة، خاصّة على مستوى النظر، لهذا فكلّ ما يتعامل معه الطفل يجب أن يكون بالحجم الكبير، كما يجب التنبّه إلى النطق الصحيح للحروف والابتعاد عن نطق الحروف نطقاً عاميّاً.

عندما يصل الطفل إلى مرحلة يستطيع فيها البدء بتعلم مهارتي القراءة والكتابة يجب أن يقوم من سيتولى هذه المهمة أولاً بمراجعة كافة القواعد التس سيعلمها للطفل، فبعض القواعد الإملائيّة ينسى الإنسان قاعدتها ونصها مع الزمن، ولكنّه يبقى يطبقها بشكل صحيح، كطريقة كتابة الهمزات، ذلك أن مثل هذه القواعد تتطور مع الخبرة، ولا داعي عند كل همزة مثلاً أن يتمّ استذكار القاعدة.

نصائح تساعد في تعليم الطفل

عند البدء بتعليم الطفل يجب أولاً تعريفه بمكونات اللغة وكيف أنّ الحرف هو لبنة الكلمة، وأنّ الكلمة هي لبنة الجملة، وأنّ الجملة هي لبنة الفقرة، وهكذا، فالطفل يجب أن يعلم هذه الأمور بشكل جيّد حتى يكون قادراً على معرفة ماهية اللغة، وممّ تتكوّن؟ ولتعيلم الطفل القراءة والكتابة يمكن الاستعانة بالطرق التالية:

  • تساعد ألعاب الأطفال على نقل المعلومات إلى الطفل بطريقة صحيحة وممتعة، فالطفل لا يمكنه الصبر كالكبير، وإنّما بحاجة إلى المتعة، فمثلاً يمكن الاستعانة بالمكعبات من أجل إيصال العلاقة بين الحرف والكلمة والجملة والفقرة والنص بشكل سهل ومبسط، ومن ثمّ توضيح هذه الفكرة من خلال التمثيل باسمه.
  • تساعد لوحة الحروف على تعليم الطفل لبنات اللغة، ويجب أولاً أن تترك حرية النظر إليها للطفل، ثم بعد ذلك سيبدأ بالتعلم شيئاً فشيئاً، وتعليم الطفل الأحرف لا يكون دفعة واحدة، وإنما بشكل تدريجي وبسيط.
  • يمكن اتّباع أساليب مختلفة كتخطيط اسم الطفل على صحنه، والتخاطب بشكل مكتوب في البيت، ووضع لوح أبيض في المنزل للكتابة حيث يجب أن يكون مكانه جميلاً وجذاباً، وقراءة أسماء الأشياء التي يحبّها الطفل، وجعله ينظر إلى طريقة كتابتها، ووضع الإصبع على مواضع القراءة.
  • يجب تحبيب الطفل بأدوات القراءة والكتابة، وجعله عنصراً أساسيّاً ورئيسيّاً في طريقة ترتيبها، وتزيينها، حتى تصبح من الأشياء التي لا يجب الابتعاد عنها أو تركها.